ارتفاع حصيلة أسرى النظام السوري في جسر الشغور إلى 200.. ومصادر تؤكد مقتل 60 منهم

قذائف تستهدف حديقة عامة في حلب.. وسقوط أكثر من 25 عنصرًا من «داعش» بانفجار في دير الزور

ارتفاع حصيلة أسرى النظام السوري في جسر الشغور إلى 200.. ومصادر تؤكد مقتل 60 منهم
TT

ارتفاع حصيلة أسرى النظام السوري في جسر الشغور إلى 200.. ومصادر تؤكد مقتل 60 منهم

ارتفاع حصيلة أسرى النظام السوري في جسر الشغور إلى 200.. ومصادر تؤكد مقتل 60 منهم

ارتفعت حصيلة الأسرى لدى «جبهة النصرة» وحلفائها من «قوات النظام والمسلحين الموالين لها مع عائلاتهم» في مدينة جسر الشغور السورية إلى مائتين، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وفي هذا الإطار، كشف مصدر في «الجيش السوري الحرّ» لـ«الشرق الأوسط» أنّ هناك 60 شخصا من بين المخطوفين، وهم من المسلحين الذين كانوا يقاتلون إلى جانب قوات النظام، وعوائلهم من بلدة اشتبرق، أصبحوا في عداد القتلى، بينما لا يزال نحو 85 آخرين محتجزين لدى المعارضة.
في غضون ذلك، قتل 7 أشخاص وأصيب 35 آخرون جراء سقوط قذائف صاروخية استهدفت حديقة عامة وسط مدينة حلب عاصمة الشمال السوري، كما سقط 25 عنصرا على الأقل من تنظيم «داعش» في انفجار مصنع للعبوات الناسفة في محافظة دير الزور بشرق سوريا لم تتضح أسبابه، حسب المرصد. وفي هذه الأثناء، استمرت وفق «المرصد»، المعارك العنيفة بين «جبهة النصرة» وكتائب معارضة من جهة، وعشرات الجنود السوريين الذين ما زالوا محاصَرين في مبنى داخل مدينة جسر الشغور، التابعة لمحافظة إدلب، منذ انسحاب القوات النظامية من المدينة السبت الماضي. وأوضح «المرصد» أن الأسرى المائتين الذين يجهل مصيرهم احتجزوا من محيط مدينة جسر الشغور وكذلك من بلدة اشتبرق القريبة منها التي تقطنها غالبية من الطائفة العلوية (طائفة الرئيس السوري بشار الأسد).
من ناحية ثانية، ادعت وسائل إعلام النظام قبل يومين وقوع «مجزرة» ذهب ضحيتها مائتا شخص على يد مقاتلي «جبهة النصرة» في محيط جسر الشغور. ووجهت وزارة الخارجية السورية الثلاثاء رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي أوردت فيهما أن «الجماعات الإرهابية المسلحة» قامت بـ«ارتكاب مجزرة (...) في بلدة اشتبرق في ريف جسر الشغور؛ حيث ذبح الإرهابيون ما يقارب مائتي مدني أغلبهم من النساء والأطفال، وتركت جثث هؤلاء الضحايا مرمية في الأراضي الزراعية في العراء». وحمّلت الوزارة تركيا مسؤولية ما حدث بسبب سماحها لـ«آلاف الإرهابيين» بعبور الحدود نحو سوريا، وإمدادهم بالسلاح، بحسب الخارجية السورية.
في هذه الأثناء، استمرت، حسب «المرصد»، أمس، المعارك العنيفة بين «جبهة النصرة» وكتائب معارضة من جهة، وعشرات الجنود السوريين، من جهة أخرى، الذين لا يزالون محاصرين في مبنى داخل مدينة جسر الشغور منذ انسحاب القوات النظامية من المدينة السبت الماضي؛ ثم إن مقاتلي «النصرة» والكتائب المعارضة حاولوا الأربعاء اقتحام مبنى المشفى الوطني في جسر الشغور الذي يتحصّن فيه «ما لا يقل عن 150 عنصرا من قوات النظام، بالإضافة إلى مدنيين» لم يحدد عددهم، «لكنهم فشلوا في دخوله». وذكرت صحيفة «الوطن»، القريبة من النظام أمس، أن «قوات من الجيش تخوض معارك شرسة مع الغزاة» لا سيما «في محيط المشفى الوطني في جسر الشغور الذي لا يزال يقاوم ببسالة وشجاعة استثنائية آلاف الإرهابيين».
ويقول مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، إن هؤلاء الجنود والمسلحين الموالين لهم «كانوا تحصنوا داخل مبنى تابع للمشفى الوطني في جنوب غربي المدينة خلال معارك جسر الشغور، ويحاول مقاتلو (جبهة النصرة) والفصائل الإسلامية منذ استيلائهم على المدينة السبت الماضي الآن دخول المشفى». ويفيد المصدر نفسه أنه لا يمكن التكهن بقدرة العناصر الموجودين حاليا في المشفى على الصمود في ظل تعذّر إمدادهم بالسلاح والمؤن، «إلا في حال نجاح النظام بتنفيذ عملية نوعية لفتح طريق للوصول إليهم انطلاقًا من المناطق التي ما زال موجودًا فيها على بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب من المدينة».
هذا، ورأى خبراء ومحللون في سيطرة مقاتلي المعارضة السورية على مدينة جسر الشغور ضربة كبيرة للنظام، لأن سيطرة المعارضة المسلحة عليها تفتح الطريق أمام احتمال شن هجمات في اتجاه محافظة اللاذقية، المعقل البارز لنظام الأسد، ومناطق أخرى تحت سيطرته في ريف محافظة حماه.
وأمس، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في قيادة الشرطة أن «إرهابيين في مدينة حلب القديمة أطلقوا قذيفتين صاروخيتين على الحديقة العامة وسط مدينة حلب، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة أكثر من 35 آخرين بينهم أطفال ونساء». أما «المرصد»، فأفاد من جهته بمقتل «ما لا يقل عن 6 مواطنين وإصابة أكثر من 26 آخرين»، لافتا إلى أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة». وقال عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية» إن «الكتائب المقاتلة المتحصنة في الأحياء القريبة أطلقت القذائف التي استهدفت مناطق في ساحة سعد الله الجابري والحديقة العامة الخاضعة لسيطرة قوات النظام».
وتشهد مدينة حلب، التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا قبل اندلاع النزاع، معارك مستمرة منذ صيف 2012 بين كتائب المعارضة وقوات النظام، اللتين تتقاسمان السيطرة على أحيائها. وتقصف القوات النظامية باستمرار الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة جوًا، لا سيما بالبراميل المتفجرة التي حصدت مئات القتلى، في حين يستهدف مقاتلو المعارضة الأحياء الغربية بالقذائف.
وفي محافظة دير الزور، بشرق البلاد، أفاد «المرصد» بانفجار مستودع عبوات ناسفة تابع لتنظيم «داعش» في مدينة الميادين، ثالث كبرى مدن المحافظة، مشيرا إلى وقوع انفجارات عدة نتيجة ذلك «هزت المدينة». وأضاف أن «الانفجارات في المستودع أسفرت عن مقتل 25 عنصرًا على الأقل من تنظيم داعش وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح». وأشار إلى أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة».
وذكر «المرصد» أنه «لا يعلم حتى اللحظة ما إذا كان الانفجار ناجمًا عن قصف صاروخي استهدفه، أم نتيجة خطأ تقني».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.