وسط «كورونا»... ما أبرز الخلايا المناعية التي تساعدنا في محاربة الفيروسات؟

رجل يرتدي القناع الواقي للحماية من فيروس كورونا (أرشيفية-رويترز)
رجل يرتدي القناع الواقي للحماية من فيروس كورونا (أرشيفية-رويترز)
TT

وسط «كورونا»... ما أبرز الخلايا المناعية التي تساعدنا في محاربة الفيروسات؟

رجل يرتدي القناع الواقي للحماية من فيروس كورونا (أرشيفية-رويترز)
رجل يرتدي القناع الواقي للحماية من فيروس كورونا (أرشيفية-رويترز)

خلال وباء «كورونا»، أصبح لدى الكثير منّا تقدير أفضل لأجهزتنا المناعية. على الرغم من هوس وسائل الإعلام بالأجسام المضادة، فقد أدركنا أن الجهاز المناعي يحتوي على الكثير من المكونات الأخرى، والتي تسمى الخلايا المناعية، والتي تساعد جميعها في حمايتنا من فيروس «كورونا».
والأجسام المضادة هي الطريقة الأساسية التي يوقف فيها جسمك العدوى. ولكن بمجرد إصابتك بـ«كورونا»، فإن الخلايا المناعية ضرورية للتخلص بسرعة من الفيروس حتى لا يؤدي لدخولك إلى المستشفى. كما أنها تجهزك لأي مواجهة قادمة مع العدوى نفسها.
وهنا، تجد دليلاً مفيداً لبعض أبرز الخلايا المناعية، وفقاً لتقرير لموقع «إن بي آر» الأميركي:

* خلايا الذاكرة «بي»
إذا أُصبتَ بـفيروس «كورونا»، فإن الخلايا البائية تصنع الأجسام المضادة للمساعدة في وقف العدوى ومنعها في المستقبل. ولكن بعد مرور العدوى، لا تنسى هذه الخلايا الفيروس ببساطة. يستعد بعضها للقاء التالي من خلال تحسين الأجسام المضادة التي تنتجها.
لعدة أشهر بعد الإصابة، تمر بعض الخلايا البائية بعملية تدريب تتعلم فيها كيفية صنع أجسام مضادة أفضل وأكثر فاعلية. إذا أكملت الخلايا هذه العملية التدريبية بنجاح، فإنها تصبح «خلايا الذاكرة بي». تنتشر في الدم -ربما لعقود- تنتظر ببساطة لترى ما إذا كان فيروس «كورونا» سيعود. إذا حدث ذلك، فإنها تنطلق بسرعة إلى العمل، وتضخ الأجسام المضادة لوقف العدوى مرة أخرى.

* البلاعم
الخلايا البلعمية تكون كبيرة وتبتلع البكتيريا والفيروسات والخلايا التالفة أو المصابة، حيث يمكنها التخلص من أي دمار قد يحدث في أثناء الإصابة.
لكنّ هذه الخلايا متعددة الأوجه. من نواحٍ كثيرة، هي تقود جهاز المناعة، وتوجّه الإجراءات، ولكنها تقوم أيضاً بأي دور مطلوب في ذلك الوقت.
يمكن للبلاعم المساعدة في إصلاح الأنسجة والتئام الجروح. يمكنها أيضاً التسكع في الأنسجة (على سبيل المثال، الممرات الأنفية والحلق)، والقيام بدوريات بحثاً عن علامات الفيروسات. عندما تكتشف الخطر، يمكن لهذه الخلايا تجنيد الخلايا التائية في مكان الحادث -والتي تبدأ في تصنيع الأجسام المضادة.
الخلايا البلعمية قوية للغاية -وفي بعض الأحيان قد تكون هذه القوة مدمِّرة. مع «كورونا»، هناك دليل على أن الخلايا هذه في الرئتين تؤدي إلى دورة التهابية قد ينجم عنها في النهاية التهاب رئوي حاد ومستمر.

* الخلايا التائية المساعدة
تصنع الخلايا البائية الأجسام المضادة، لكنها تحتاج إلى المساعدة في البدء. تساعد الخلايا التائية في ذلك.
كما أنها توقظ البلاعم، التي تقتل وتلتهم الخلايا التي يختبئ فيها الفيروس.

* الخلايا المتغصنة
هذه خلايا جميلة ذات نتوءات طويلة تشبه الأصابع تصل إلى طبقات من الأنسجة، وظيفتها الرئيسية هي التواصل. وتعد هذه الخلايا رائعة في جمع المعلومات حول مسببات الأمراض ثم نشر الكلمة إلى الخلايا المناعية الأخرى.
تقوم الخلايا المتغصنة بدوريات في الأنسجة، بما في ذلك الجهاز التنفسي العلوي، بحثاً عن مسببات الأمراض. عندما تجدها، فإنها تسرع وتخبر الخلايا التائية والبائية بالمشكلة، ثم يعمل هذان النوعان معاً لبدء صنع الأجسام المضادة.


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».