في وقت كُشف فيه عن اعتداء جديد نفذه متطرفون يهود ضد العرب، في مدينة كفر قاسم، نشرت إحصائيات رسمية تفيد، بأن الشرطة الإسرائيلية تتساهل بطريقة فظة مع هذه الاعتداءات؛ الأمر الذي يشجع المتطرفين على تكرار اعتداءاتهم.
وكانت مجموعة من 7 – 8 ملثمين قد دخلت أحد أحياء كفر قاسم، فجر الاثنين، ومزقت إطارات 18 سيارة وكتبت شعارات على الجدران تبين هويتها، جاء فيها «أيها اليهود استيقظوا. قاتلوا الطغاة». واستنكر رئيس بلدية كفر قاسم، عادل بدير، الاعتداء، واعتبره «عملاً إجرامياً قامت به خفافيش الليل من عصابات تدفيع الثمن الاستيطانية الإرهابية». وقال «ليست أول مرة تُستهدف كفر قاسم من قبل هذه العصابات الفاشية، وعليه، فلن تمر هذه الجريمة مرّ الكرام، وستتحرك كفر قاسم رسمياً وشعبياً، لمتابعة الموضوع مع كل الجهات المختصة، حتى يتم اعتقال الجناة وإيقاع العقاب الرادع بهم».
وكانت معطيات قد نشرت عن هذا النوع من الاعتداءات، تبين منها أن الحادثة بين أخرى كثيرة، تم فيها توثيق عمليات التخريب وتواطؤ الشرطة معها؛ إذ إنها لا تلقي القبض على المعتدين الذين يظلون طلقاء. وحسب بيانات الشرطة، فإن 3.8 في المائة فقط، من ملفات الجريمة التي يقوم بها يهود ضد عرب فلسطينيين في إسرائيل أو في الضفة الغربية المحتلة، على خلفية الكراهية والعداء للعرب، والتي تم فتحها بين الأعوام 2018 - 2020، انتهت بلائحة اتهام. ويعني ذلك بالأرقام المطلقة، أنه تم فتح 263 ملفاً حول اعتداءات يهودية على عرب، لكن 10 منها، فقط، انتهت بلوائح اتهام، في حين تم إغلاق 221 ملفاً من دون محاسبة المعتدين.
وأجرت صحيفة «هآرتس» تحقيقاً، تبين منه، أن هذه الإحصائيات، تشمل ملفات وصل فيها رجال الشرطة إلى موقع الحدث بعد وقت طويل من انتهائه، أو حالات جاء فيها فلسطيني لتقديم شكوى، لكنه مُنع لبضع ساعات من الدخول إلى مركز الشرطة.
استهل التحقيق، بالقول، كل شيء تم توثيقه. أفلام الفيديو القصيرة، أظهرت كيف أن مجموعة من المستوطنين جاءت إلى كراج في قرية حوارة قرب مستوطنة «يتسهار»، وقامت برشق الحجارة على 13 سيارة. صور كاميرات الحماية في الكراج كانت واضحة جداً. وفي الليلة نفسها، وصلت إلى المكان قوة عسكرية وثّقت الأضرار. وكانت هناك دورية شرطة. وأكثر من ذلك، تم تحويل صور وأسماء شهود على الحادثة إلى شرطة اريئيل، التي قالت، بأن لدى الجيش أفلاماً عن كل ما حدث.
كان ذلك في 15 مارس (آذار) 2020، لكن بعد مرور نحو السنتين، لم يتم اعتقال أو اتهام أحد. وفعلياً، هذا الملف تم إغلاقه. في داخله، تظهر رسالة الشكوى والصور وتقرير الدورية في يوم الحادثة. هذا البلاغ بين بلاغات كثيرة دفنت تحت عنوان «فاعل مجهول».
وذريعة «فاعل مجهول»، التي تعني أن الشرطة لم تنجح في العثور على المجرم، شائعة جداً في ملفات من هذا النوع، تكشف عنه بيانات منظمة «يوجد قضاء»، أنه في الفترة بين 2005 - 2020، فإن 92 في المائة من الشكاوى التي قدمتها، تم إغلاقها من دون لوائح اتهام.
4 % فقط من اعتداءات المتطرفين اليهود تنتهي باتهام
مجموعة منهم دخلت مدينة كفر قاسم وتركت وراءها شعارات كراهية ضد العرب
4 % فقط من اعتداءات المتطرفين اليهود تنتهي باتهام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة