لماذا تفتقر أوروبا إلى التأثير في أزمة أوكرانيا؟

علم الاتحاد الأوروبي أمام مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (أرشيفية - رويترز)
علم الاتحاد الأوروبي أمام مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (أرشيفية - رويترز)
TT

لماذا تفتقر أوروبا إلى التأثير في أزمة أوكرانيا؟

علم الاتحاد الأوروبي أمام مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (أرشيفية - رويترز)
علم الاتحاد الأوروبي أمام مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (أرشيفية - رويترز)

أثار الحضور «الفاتر» لدول الاتحاد الأوروبي في النزاع القائم بين روسيا وأوكرانيا، مقابل الرد الأميركي الحاسم على الحشود العسكرية الروسية عند الحدود الأوكرانية، تساؤلات عن محدودية دور القارة العجوز في الأزمة الحالية، وخلفيات هذا الموقف تاريخياً.
وتحول الرئيس الأميركي جو بايدن خلال تفاعلات الأزمة إلى متحدث رسمي عن القارة الأوروبية، ومدافع عن أمنها ضد سياسات موسكو، حتى إنه أقر تحريك «قوات دفاع» باتجاه شرق أوروبا، في خطوة عدتها روسيا «هدامة» وهددت بالرد.
وقال بيوتر بوراس، «زميل السياسة الأول» في «مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية»، إن الموقف «الفاتر» لدول الاتحاد الأوروبي تجاه الدفاع والأمن على مدى عقود حجم من قدراتها في النزاعات العسكرية، وهو الأمر الذي تدركه موسكو.
وأضاف بوراس: «ليس لدى الاتحاد الأوروبي ما يطرحه على الطاولة تقريباً».
وأدرك قادة الدول الأوروبية، مع تصاعد الضغط الروسي على الحدود الأوكرانية، «حقيقة مؤلمة»؛ هي استمرارية اعتمادهم على القوة الأميركية لردع صراع كبير آخر محتمل على أراضيها، كما تكرر الأمر في العقود الماضية.
ويرتبط هذا الاعتماد الدائم من أوروبا على الولايات المتحدة الأميركية في نزاعاتها العسكرية بالسياسة التي اتبعتها دول الاتحاد الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية التي تسببت في مقتل نحو 36.5 مليون أوروبي، حيث اهتمت بالشراكات الاقتصادية بصفتها أولوية قبل الإنفاق العسكري، اعتقاداً بأن الحروب لن تتكرر.
وانعكس ذلك على إتمام تحالف اقتصادي بين ألمانيا، التي أشعلت كلاً من الصراعات العالمية، وفرنسا، حتى تحول بمرور السنوات ليصبح «الاتحاد الأوروبي»، الشبيه بمجتمع تجاري يركز على الصلب والفحم والزراعة؛ وليس الجنود والقنابل.
وأصبح الإنفاق على المستشفيات والمكاتب المدرسية أولوية على الدبابات، حتى بات أي تلميح رسمي إلى الإنفاق العسكري يمكن أن يطلق العنان للمظاهرات، واتهام الناطق به بتعزيز «الموقف العدواني».
وتظهر نتائج هذه السياسات في عدم التزام 13 عضواً أوروبياً في حلف «الناتو» بإنفاق اثنين في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، مثل إسبانيا بنسبة 1.02 في المائة، وإيطاليا بنسبة 1.41 في المائة، وألمانيا بنسبة 1.53 في المائة.
في المقابل، شجع فوز الولايات المتحدة حاسمة في كلتا الحربين العالميتين على تطوير سياساتها الدفاعية وترسانتها النووية لمواجهة الاتحاد السوفياتي، وجعلها تستثمر في قوتها الدفاعية بوصفها وسيلة غير مباشرة لتعظيم مصالحها الاقتصادية والسياسية.



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.