بلجيكا تمنع التواصل مع الموظفين الحكوميين خارج أوقات العمل

الموظفة البلجيكية دِلفين (بي بي سي)
الموظفة البلجيكية دِلفين (بي بي سي)
TT

بلجيكا تمنع التواصل مع الموظفين الحكوميين خارج أوقات العمل

الموظفة البلجيكية دِلفين (بي بي سي)
الموظفة البلجيكية دِلفين (بي بي سي)

رغم أن السيدة البلجيكية دِلفين كانت تأمل في أن تصبح طاهية محترفة، فإنها اختارت في النهاية أن تصبح موظفة حكومية. لكنها لا تزال تحب تخصيص وقت للطهي رغم ذلك، وتقول «إنه شغفي».
وفي مقابلة أثناء إعدادها الطعام، أخبرت دِلفين هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أنها مبتهجة بحقيقة أن العديد من موظفي الخدمة المدنية في بلجيكا أصبح لديهم الحق في قطع الاتصال مع العمل خارج أوقات الخدمة.

وأضافت: «الأمر مهم خاصة بالنسبة للشباب، فلم يكن من الواضح دائماً متى يجب أن نكون متاحين أو لا، لأنه عندما تبدأ وظيفة جديدة فأنت تريد أن تكون مثالياً وهذا يدفعك للتفكير: إذا لم أجب على هذا البريد الإلكتروني في الساعة 10 مساء فربما لن يُعجب ذلك رئيسي في العمل».
وقالت المرأة البالغة من العمر 36 عاماً: «لذا أعتقد الآن أن الوضع الجديد سيكون تغييراً ثقافياً».
واعتباراً من 1 فبراير (شباط)، سيصبح من غير المسموح الاتصال بـ65 ألف موظف حكومي خارج ساعات العمل العادية.
لكن، ستكون هناك استثناءات «ربما بالاتفاق أو إذا كان هناك شيء لا يمكن أن ينتظر»، وفقاً لدِلفين.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1486701024249188359
كما ستمنح التغييرات الجديدة حصانة للعمال، بحيث لن يقع عليهم أي ضرر من عدم الرد على الهاتف أو رسائل البريد الإلكتروني خارج ساعات العمل.
وتعتقد الحكومة البلجيكية أن هذا التغيير «سيعزز كفاءة الموظفين». وقالت نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الخدمة المدنية والشؤون الحكومية بيترا دي سوتر إن «الخط الفاصل بين العمل والحياة الشخصية أصبح غير واضح بشكل متزايد خلال الوباء، مع اتجاه الكثيرين للعمل من المنزل».
وأضافت أنه لولا هذا التغيير «ستكون النتيجة الإجهاد والإرهاق للموظفين، وهذه هي الأزمة الحقيقية اليوم».



ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
TT

ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)

إذا كان هناك شيء واحد يعرفه تيري بيتزولد عن كيفية التميُّز في سوق العمل والحصول على وظيفة، فهو أن المهارات التقنية ليست الخبرات الأساسية الوحيدة التي يجب التمتع بها كما يعتقد البعض.

يتمتع بيتزولد بخبرة 25 عاماً في التوظيف، وهو حالياً شريك إداري في «Fox Search Group»، وهي شركة توظيف تنفيذية لقادة التكنولوجيا.

ويقول لشبكة «سي إن بي سي»: «خذ التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال. قبل عامين ونصف العام فقط، كان الجميع يقولون: (نحن بحاجة إلى توظيف مبرمجين)... بعد أقل من ستة أشهر، ظهر (تشات جي بي تي)، والآن لم تعد البرمجة هي المستقبل».

من المؤكد أن امتلاك مهارات رقمية محدثة أمر مهم للعاملين في جميع الصناعات، كما يقول بيتزولد، ويشرح: «إذا كنت تعمل في مجال التسويق، أو داخل مستودع، فأنت بحاجة إلى فهم التكنولوجيا».

ولكن لأن الشركات قادرة على تدريب العاملين على تعلم تطوير التكنولوجيا لخدمة أعمالهم، يشير الخبير إلى أن القادة مهتمون أكثر بتوظيف أشخاص لديهم مجموعة مختلفة من المهارات.

ويوضح «سأخبرك أين المستقبل. إنه ليس بالضرورة في مجال التكنولوجيا. إنه في المهارات الناعمة... في الذكاء العاطفي، وهذا ما نلاحظ أنه مستقبل المواهب».

المهارات الناعمة التي تبحث عنها الشركات

الذكاء العاطفي، أو «EQ»، هو القدرة على إدارة مشاعرك ومشاعر مَن حولك، مما قد يجعلك أفضل في بناء العلاقات والقيادة في مكان العمل.

بالنسبة لبيتزولد، فإنَّ المرشحين للوظائف ذوي المهارات التقنية الرائعة ينجحون حقاً عندما يتمكَّنون من إظهار ذكاء عاطفي مرتفع.

من الجيد أن تكون متخصصاً في مجال محدد، مثل البيانات أو الأمان أو البنية الأساسية أو حلول المؤسسات، على سبيل المثال، «لكن أولئك الذين يتمتعون بذكاء عاطفي قوي وتلك المهارات الناعمة ومهارات العمل... هؤلاء هم القادة المهنيون في المستقبل»، كما يؤكد الخبير.

من خلال توظيف المهنيين ذوي الذكاء العاطفي المرتفع، يقول بيتزولد إن الشركات تبحث حقاً عن أشخاص يمكنهم القيام بأشياء حاسمة مثل:

التعامل مع الملاحظات البنّاءة وتقديمها.

إدارة الصراع.

إجراء محادثات حاسمة بإلحاح.

العمل عبر الوظائف من خلال إقناع الأقران والقادة الآخرين.

تقديم الأفكار بفاعلية للقادة الأعلى منهم.

يشرح بيتزولد: «إن مهارات الذكاء العاطفي العامة التي نلاحظها لها علاقة حقاً بالتواصل مع الآخرين والقدرة على التغلب على التحديات».

ويضيف أن بعض الشركات أصبحت أفضل في مساعدة القادة على تطوير مهارات الذكاء العاطفي الأقوى، خصوصاً فيما يتعلق بالإدارة الفعالة، والتغلب على التحديات أو الصراعات.

ويؤكد الخبير أن أصحاب العمل الجيدين يمكنهم تطوير عمالهم بشكل أكبر من خلال تقديم برامج الإرشاد وتسهيل التواصل، حتى يتمكَّن الناس من رؤية نماذج القيادة الجيدة والذكاء العاطفي العالي.