شواطئ ليبيا تجتذب أفواج المهاجرين رغم الصقيع

إيطاليا تدعم خفر السواحل بمعدات لوجيستية

متطوعو جمعية الهلال الأحمر بالخمس (غرب ليبيا) يبحثون عن جثث يُحتمل أنها لمهاجرين غرقوا خلال محاولتهم قطع البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا (جمعية الهلال الأحمر)
متطوعو جمعية الهلال الأحمر بالخمس (غرب ليبيا) يبحثون عن جثث يُحتمل أنها لمهاجرين غرقوا خلال محاولتهم قطع البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا (جمعية الهلال الأحمر)
TT

شواطئ ليبيا تجتذب أفواج المهاجرين رغم الصقيع

متطوعو جمعية الهلال الأحمر بالخمس (غرب ليبيا) يبحثون عن جثث يُحتمل أنها لمهاجرين غرقوا خلال محاولتهم قطع البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا (جمعية الهلال الأحمر)
متطوعو جمعية الهلال الأحمر بالخمس (غرب ليبيا) يبحثون عن جثث يُحتمل أنها لمهاجرين غرقوا خلال محاولتهم قطع البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا (جمعية الهلال الأحمر)

طفت جثة متحللة نهاية الأسبوع الماضي على شاطئ ميناء البريقة الصناعي بخليج سرت (600 كيلومتر شرق طرابلس)، في ظاهرة باتت متكررة، كما يبدو، في ظل محاولات مهاجرين غير نظاميين الوصول إلى السواحل الأوروبية عبر شواطئ ليبيا متجاهلين موجة الصقيع التي تضرب البلاد حالياً.
وبعد مرور يومين على اكتشاف الجثة، لم تتعرف السلطات المحلية على هوية صاحبها، لكن جمعية الهلال الأحمر الليبي - فرع الخمس (غرب البلاد) قالت إنها بدأت حملة بحث واستكشاف لشواطئ المدينة والبحث بين الرمال والصخور والأماكن الوعرة خشية وجود جثث تعود لمهاجرين غير نظاميين تتقاذفها الأمواج.
وتقول السلطات الأمنية في ليبيا إنها أنقذت مئات المهاجرين غير الشرعيين من الغرق وأعادتهم إلى طرابلس، خلال الأشهر القليلة الماضية، لكن «مافيا الاتجار بالبشر» لا تزال تستقطب الراغبين في الهرب إلى أوروبا، وتدفع بهم سراً إلى البحر المتوسط مقابل أموال يدفعها هؤلاء للوصول إلى سواحل القارة الأوروبية.
وأشارت المنظمة الدولية للهجرة، في آخر إحصاء لها، إلى أنه في الفترة من 16 إلى 22 يناير (كانون الثاني) الجاري، تم إنقاذ واعتراض 604 مهاجرين في البحر وإعادتهم إلى ليبيا.
وتعد السواحل الليبية المطلة على البحر، مثل مدن الزاوية وزوارة والقرة بوللي وصبراتة، بغرب البلاد، نقطة انطلاق لجل الزوارق التي تحمل المهاجرين إلى البحر.
وأعلن في ليبيا عن غرق ستة مهاجرين كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا، مساء أول من أمس، بالإضافة إلى فقد قرابة ثلاثين آخرين، بعد غرق قاربهم المتهالك قبالة تونس.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية محمد زكري أن وحدات البحرية وخفر السواحل أنقذت 34 مهاجراً آخرين بعد غرق القارب الذي كان يقلهم قبالة جرجيس جنوب شرقي البلاد. وأضاف المتحدث، وفقاً لشهادات المهاجرين الذين تم إنقاذهم، أنه «كان على متن القارب الذي غادر ليبيا 70 شخصاً من بينهم 15 مصرياً وثلاثة سودانيين ومغربي كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا»، لافتاً إلى أن عمليات البحث لا تزال جارية للعثور على المفقودين الثلاثين.
من جهتها، قالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية» الليبية، إنها تسلمت معدات جديدة من إيطاليا لمكافحة الهجرة غير النظامية، تتمثل في «ورشة متنقلة للصيانة وقطع غيار للقوارب ومكاتب إدارية متنقلة».
وأفادت وكالة «نوفا» الإيطالية بأن تسليم هذه المعدات يأتي في إطار المشروع الأوروبي «دعم الإدارة المتكاملة للحدود والهجرة في ليبيا» (Sbimill)، بتمويل من «الصندوق الائتماني الأوروبي للطوارئ» بقيمة 42 مليون يورو.
وتشرف وزارة الداخلية الإيطالية بشكل مباشر على هذا المشروع، وقد تم تسليم المعدات إلى الإدارة العامة لأمن السواحل الليبي، حيث تم تسليم ورشة صيانة ومكاتب متنقلة، وقطع بحرية كدعم لوجيستي لأنشطة الإنقاذ في سياق مهام البحث والإنقاذ في البحر.
ووصل ما يقرب من 55 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ بداية 2021 وحتى أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) مقارنة بأقل من 30 ألفاً في عام 2020، وفقاً للبيانات الإيطالية الرسمية.
وكانت إدارة مطار مصراتة الدولي أعلنت، أول من أمس، ترحيل 148 مهاجراً غير نظامي إلى النيجر.


مقالات ذات صلة

بسبب القوانين... «أطباء بلا حدود» تُوقف إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط

أوروبا منظمة «أطباء بلا حدود» تنقذ مئات المهاجرين على متن قارب في البحر الأبيض المتوسط (أ.ب)

بسبب القوانين... «أطباء بلا حدود» تُوقف إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط

أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود»، الجمعة، وقف عملياتها لإنقاذ المهاجرين في وسط البحر الأبيض المتوسط بسبب «القوانين والسياسات الإيطالية».

«الشرق الأوسط» (روما)
المشرق العربي مهاجرون جرى إنقاذهم ينزلون من سفينة لخفر السواحل اليوناني بميناء ميتيليني (رويترز)

اليونان تعلّق دراسة طلبات اللجوء للسوريين

أعلنت اليونان التي تُعدّ منفذاً أساسياً لكثير من اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي، أنها علّقت بشكل مؤقت دراسة طلبات اللجوء المقدَّمة من سوريين

«الشرق الأوسط» (أثينا)
العالم العربي دول أوروبية تعلق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين (أ.ف.ب)

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

علقت دول أوروبية كثيرة التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد استيلاء المعارضة على دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

جزر الباهاماس ترفض اقتراح ترمب باستقبال المهاجرين المرحّلين

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن جزر الباهاماس رفضت اقتراحاً من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب المقبلة، باستقبال المهاجرين المرحَّلين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مهاجرون أفارقة خلال محاولتهم اقتحام معبر سبتة الحدودي مع إسبانيا (أ.ف.ب)

إسبانيا تشيد بتعاون المغرب في تدبير تدفقات الهجرة

أشادت كاتبة الدولة الإسبانية للهجرة، بيلار كانسيلا رودريغيز بـ«التعاون الوثيق» مع المغرب في مجال تدبير تدفقات الهجرة.

«الشرق الأوسط» (الرباط)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.