بأكثر من 200 ميلون دولار... بوب ديلان يبيع حقوق أعماله لـ«سوني»

الفنان الأميركي الأسطوري بوب ديلان (أ.ف.ب)
الفنان الأميركي الأسطوري بوب ديلان (أ.ف.ب)
TT

بأكثر من 200 ميلون دولار... بوب ديلان يبيع حقوق أعماله لـ«سوني»

الفنان الأميركي الأسطوري بوب ديلان (أ.ف.ب)
الفنان الأميركي الأسطوري بوب ديلان (أ.ف.ب)

باع الفنان الأميركي الأسطوري بوب ديلان حقوق كامل مجموعاته الموسيقية المسجلة إلى «سوني»، على ما أعلنت أمس (الاثنين)، المجموعة العملاقة في مجال الموسيقى، في أحدث حلقات سلسلة صفقات بيع لحقوق المجموعات الموسيقية استحالت أصولاً ثمينة في زمن البث التدفقي، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ويعود الاتفاق إلى يوليو (تموز) الماضي ولم يُعلن سوى أمس، وهو يتناول 39 مجموعة موسيقية أُنتجت على مدى نحو 6 عقود لمغني موسيقى الفولك والكانتري، الحائز جائزة نوبل للآداب سنة 2016، منذ أول ألبوم يحمل اسمه سنة 1962 والذي مُني بالفشل، إلى «راف أند رودي وايز» سنة 2020.
وأبعد من أغنيات ضاربة مثل «لايك إيه رولينغ ستون» و«تانغلد آب إن بلو» و«جاست لايك إيه وومان»، تغطي العملية أيضاً حقوق «الإصدارات المستقبلية الجديدة» لأغنيات الفنان البالغ 80 عاماً، وفق بيان لمجموعة «سوني ميوزيك إنترتاينمنت» (إس إم إي).
ولم تعلن قيمة الصفقة، غير أن مواقع متخصصة في القطاع الموسيقي، مثل «بيلبورد» و«فراييتي»، قدّرتها بأكثر من 200 مليون دولار.
https://twitter.com/sonymusic/status/1485659315293859841?s=20
وكان بوب ديلان، الأسطورة الموسيقية الحية وكاتب نصوص ملتزمة ضد الظلم الاجتماعي والحرب والعنصرية والعبودية، قد طبع القطاع الموسيقي نهاية 2020 من خلال تخليه عن مجمل حقوقه كمؤلف (وهي مختلفة عن حقوق التسجيل المباعة إلى «سوني»)، إلى مجموعة عملاقة أخرى هي «يونيفرسال»، في صفقة قُدرت قيمتها حينها بـ300 مليون دولار.
وفيما تتيح حقوق المؤلف تقاضي إيرادات مالية عن بث أي عمل على الإذاعات أو عبر خدمات البث التدفقي وعلى مبيعات الألبومات أو استخدامها في فيلم أو إعلان، يبقى لحائزي حقوق التسجيل الحق في أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون إعادة إصدار نسخ مقبلة، أم لا.
وأعلنت «سوني» أن «بوب ديلان و(إس إم إي) سيواصلان التعاون على سلسلة من الإصدارات المجددة من مجموعة أعمال الفنان»، متطرقة إلى سلسلة ألبومات «بوتليغ» الشهيرة التي تضمنت نسخاً غير منشورة سابقاً لأعمال بارزة أو كتب بدأ طرحها سنة 1991 وأصبحت حالياً في نسختها السادسة عشرة.
ويعزز الاتفاق العلاقة القديمة بين «سوني» وبوب ديلان الذي وقّع سنة 1961 عقد تعاون مع شركة «كولومبيا ريكوردز» التي أصبحت بعدها تابعة للمجموعة الموسيقية العملاقة.
وقال ديلان في تصريحات أوردها البيان، إن «كولومبيا ريكوردز وروب سترينغر (رئيس مجموعة سوني ميوزيك) لطالما كانا جيّدين معي، على مدى سنوات طويلة جداً ومع عدد كبير من الأسطوانات. أنا سعيد بأن تبقى تسجيلاتي كلها حيث يجب أن تكون».
وتشكل هذه الصفقة أحدث حلقات مسلسل شراء حقوق المؤلف أو الإعداد الموسيقي لكاتالوغات فنانين راحلين أو أحياء قدّموا أعمالاً عابرة للزمن والأجيال. واستحالت هذه الحقوق أصولاً ثمينة خصوصاً مع الثورة الحاصلة في قطاع البث التدفقي.
وتتوسع القائمة في الأشهر الماضية، إذ تشمل ديفيد بووي الذي باع حقوق المؤلف الخاصة بأعماله إلى شركة «وورنر» مقابل 250 مليون دولار. كذلك الأمر مع بروس سبرينغستين الملقب «ذي بوس» (الزعيم) الذي باع إلى شركة «سوني» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حقوق المؤلف والتسجيل المرتبطة بكامل أعماله مقابل أكثر من 550 مليون دولار. وقبل هؤلاء، عمد نجوم كبار من أمثال تينا تورنر ونيل يونغ وفرقة «ريد هوت تشيلي بيبرز» إلى بيع حقوق أعمالهم.
وبعد مرحلة صعبة خلال العقد الأول من القرن الحالي، استعاد قطاع الإنتاج الموسيقي زخمه بفضل خدمات البث التدفقي التي تشكل مصدر دخل رئيسياً لحائزي حقوق المجموعات الموسيقية.
ويشهد العمالقة الثلاثة في قطاع الموسيقى، «سوني» و«يونيفرسال» و«وورنر» على دخول لاعبين جدد إلى القطاع، بينهم صناديق استثمارية مثل «هيبغنوسيس» المهتمة بحيازة حقوق الكلاسيكيات الموسيقية لكونها تشكّل أصولاً استثمارية آمنة.



السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)

تحتفي وزارة الثقافة السعودية بنظيرتها العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين» خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في «ميقا استوديو» بالرياض، لتقدم رحلة استثنائية للزوار عبر الزمن، في محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، تشمل أعمالاً فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين.

ويجوب مهرجان «بين ثقافتين» في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف في هذه النسخة ثقافة العراق ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعاً ثقافياً أنيقاً وإبداعاً في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف»، وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين. ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصوراً لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافيةً من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين.

وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفنين السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

فيما يستعرض قسم «درب الوصل» مجالاتٍ مُنوَّعةً من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، إذ يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافتين، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح.

بينما تقدم منطقة المطاعم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءاً من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة، بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».