مقتل عسكري في هجوم مسلح وسط العاصمة التونسية

ترجيحات بأن يكون الحادث انتقامًا لقتل أحد المتطرفين

مقتل عسكري في هجوم مسلح وسط العاصمة التونسية
TT

مقتل عسكري في هجوم مسلح وسط العاصمة التونسية

مقتل عسكري في هجوم مسلح وسط العاصمة التونسية

تمكنت المجموعات الإرهابية المتحصنة بجبال الشعانبي في القصرين (وسط غربي تونس) من قتل عسكري خلال مواجهات الجيش مع عناصر إرهابية باغتت من جديد دورية من قوات الأمن أثناء تنقلها في المنطقة العسكرية المغلقة المعلنة منذ سنة 2013.
وأكد بلحسن الوسلاتي، المتحدث باسم وزارة الدفاع، استمرار وحدات الجيش في تعقب المجموعات الإرهابية التي نفذت الهجوم، واختفت عن الأنظار مستغلة التضاريس الجبلية الصعبة، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن مواجهة العناصر الإرهابية متواصلة، «ولن تقف إلا عند القضاء على كل العناصر الخارجة عن القانون».
ووفق مصادر أمنية في القصرين، فإن دورية عسكرية كانت تقوم بعملية تمشيط في إحدى مناطق جبل السلوم جنوب مدينة القصرين (وسط غربي) فتعرضت إلى الهجوم المباغت الذي أسفر، وفق حصيلة أولية، عن مقتل عسكري برتبة رقيب. وتكتمت السلطات الرسمية عن هذا الهجوم بعد حدوثه، ولم توفر أي معلومات خلال عمليات تعقب العناصر الإرهابية التي تواصلت لساعات. كما أعلنت وزارة الدفاع عن تغيير استراتيجيتها في مواجهة الإرهابيين، وقالت إن ما يقدم من معلومات عبر وسائل الإعلام والاتصال يصب في مصلحة المجموعات الإرهابية، لأنها تستغل كل المعطيات لمهاجمة قوات الأمن والجيش، أو التخفي والهروب من مرمى نيرانها.
وأعلنت كتيبة «أجناد الخلافة بأفريقيا»، أمس، عبر شريط فيديو عن فقدان أحد عناصرها خلال هجوم مسلح نفذته عناصر إرهابية بداية شهر أبريل (نيسان) الحالي في جبل المغيلة (ضواحي القصرين) باستعمال قذائف «آر بي جي»، وقد أدى هذا الهجوم إلى مقتل خمسة عسكريين وجرح تسعة آخرين. كما أكدت المجموعة الإرهابية نفسها أنها فقدت عنصرا آخر من عناصرها، ويأتي اعترافها هذا بعد نحو أسبوعين من تنفيذ الهجوم الإرهابي، وقد سبق لها أن هددت بالانتقام لمقتله، ولذلك يرجح خبراء أمنيون أن يكون هجوم أمس بمثابة رد فعل على مقتل العنصر الإرهابي المذكور.
من ناحية أخرى، نظم الاتحاد النقابي لقوات الأمن الداخلي، مساء أول من أمس حفل استقبال على شرف القيادات الأمنية السابقة، يتقدمهم الجنرال علي السرياطي، المدير العام للأمن الرئاسي في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وعادل التيويري، المدير العام السابق للأمن التونسي، وعدد آخر من القيادات الأمنية التي سجنت بعد ثورة 2011، أو أحيلت إلى التقاعد الإجباري. وبهذه المناسبة أعلن الصحبي الجويني، المتحدث باسم الاتحاد النقابي لقوات الأمن الداخلي، عن تأسيس مجلس حكماء المؤسسة الأمنية، بهدف جمع مختلف القيادات الأمنية السابقة للاضطلاع بدور استشاري مهم، يقوم على تقديم النصح والاقتراحات الهادفة إلى إصلاح المنظومة الأمنية، والمساهمة في استعادتها لهيبتها المفقودة.
وأكد الجويني لـ«الشرق الأوسط» تعرض المؤسسة الأمنية للتدمير خلال الثورة، وهو ما أوصلها إلى حالة من الدمار الممنهج، على حد قوله، مشيرا إلى أن الغاية من وراء هذا التدمير هو القضاء على العمود الفقري لقيام الدولة والحفاظ على هيبتها، حتى يسهل تدمير بقية مكونات الدولة في تونس. وقد أسندت رئاسة مجلس حكماء المؤسسة الأمنية إلى الجنرال السرياطي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».