شبكة فلسطينية تحتج على قرار هولندا وقف تمويل منظمة مزارعين

سارة فرانسيس مدير منظمة الضمير تتحدث نوفمبر الماضي في رام الله في أعقاب اختراق إسرائيل لهواتف عاملين في منظمات أهلية (أ.ف.ب)
سارة فرانسيس مدير منظمة الضمير تتحدث نوفمبر الماضي في رام الله في أعقاب اختراق إسرائيل لهواتف عاملين في منظمات أهلية (أ.ف.ب)
TT

شبكة فلسطينية تحتج على قرار هولندا وقف تمويل منظمة مزارعين

سارة فرانسيس مدير منظمة الضمير تتحدث نوفمبر الماضي في رام الله في أعقاب اختراق إسرائيل لهواتف عاملين في منظمات أهلية (أ.ف.ب)
سارة فرانسيس مدير منظمة الضمير تتحدث نوفمبر الماضي في رام الله في أعقاب اختراق إسرائيل لهواتف عاملين في منظمات أهلية (أ.ف.ب)

قدمت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمس الثلاثاء، رسالة احتجاج للحكومة الهولندية على قرارها وقف تمويل منظمة أهلية فلسطينية بتحريض إسرائيلي.
وجرى تسليم رسالة من المنظمات الأهلية الفلسطينية إلى الحكومة الهولندية، عبر ممثليتها في مدينة البيرة بالضفة الغربية، رفضاً لقرارها بوقف تمويل اتحاد لجان العمل الزراعي الفلسطيني. واعتبرت تلك المنظمات خلال وقفة احتجاجية نظمت أمام الممثلية الهولندية، أن القرار الهولندي يعبر عن «انحياز صريح» لإسرائيل، وطالبت بإلغائه، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
من جهته، قال مدير عام اتحاد لجان العمل الزراعي، فؤاد أبو سيف، إن قرار الحكومة الهولندية «يتعارض مع كل القيم والمواثيق الدولية، فيما أن هولندا شرعت بتحقيق مكثف حول عمل الاتحاد منذ 18 شهراً، ولم تخرج بشيء»، مؤكداً أنها مؤسسة مستقلة. وأضاف: «ينسجم هذا القرار المستغرب مع تصنيف إسرائيل لمؤسسات أهلية فلسطينية بالإرهابية، حيث توقعنا أن تنحاز للقيم الإنسانية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، كون هولندا يلجأ إليها الفلسطينيون لمحاسبة إسرائيل بمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي».
وأعرب أبو سيف، عن خشيته من أن يمتد القرار الهولندي ويتوسع لدول مانحة أخرى، معتبراً أن ذلك «سيساعد إسرائيل على التمادي في التحريض والهجوم على مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني».
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية استدعت، الاثنين، ممثل هولندا لدى دولة فلسطين، كيس فان بار، لإبلاغه رسالة احتجاجٍ رسمية على قرار الحكومة الهولندية بوقف تمويل اتحاد لجان العمل الزراعي الفلسطيني. وطالبت الوزارة الحكومة، الهولندية، بالتراجع الفوري عن هذا «الموقف المنحاز والظالم، وإلغاء قرار إنهاء التمويل، الذي يشكل سابقة خطيرة في تقويض عمل مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني».
في الأثناء، قالت المنصة الدولية لمنظمات المجتمع المدني العاملة لأجل فلسطين، «إي بالستاين»، إن القرار الهولندي يمثل انحيازاً صريحاً لإسرائيل وتحريضا لها على المنظمات الأهلية الفلسطينية، لاسيما بعد تصنيف ست منظمات باعتبارها منظمات إرهابية ومن ضمنها اتحاد لجان العمل الزراعي الفلسطيني. وأبرزت المنصة، في بيان صحافي، أن القرار الإسرائيلي ضد المنظمات الأهلية الفلسطينية، لم يستند إلى أي أدلة أو مسوغات قانونية وهو يشكل سابقةً خطيرةً في تقويض عمل مؤسسات المجتمع المدني.
وحذرت من أن «انصياع هولندا للتحريض الإسرائيلي ضد المنظمات الأهلية الفلسطينية ووقف تمويل اتحاد لجان العمل الزراعي من شأنه أن يؤثر سلباً وبشكل مباشر على عشرات الآلاف من الأسر ذات الدخل القائم على الأنشطة الزراعية، وآلاف الدونمات الزراعية في المناطق المهددة بالاستيلاء عليها» في الضفة الغربية.
ودعت المنصة، إلى تدخل فوري من المجتمع الدولي لوقف تصاعد
انتهاكات وتحريض إسرائيل ضد المنظمات الأهلية العاملة في الأراضي
الفلسطينية، وضمان حرية العمل الأهلي نظرا لأهميته الملحة في دعم
المواطنين الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي.
للتذكير، فقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية، تصنيف ست مؤسسات أهلية فلسطينية منظمات إرهابية بدعوى ارتباطها بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي تصنفها «إرهابية»، ومن بينها جمعية «اتحاد لجان
العمل الزراعي» التي تأسست عام 1986، لمساعدة صغار المزارعين
الفلسطينيين.
وكانت الحكومة الهولندية، تقدم دعماً لـ«لجان العمل الزراعي» منذ عام
2010، بقيمة 10 ملايين دولار سنويا، وهو ما يوازي 45 في المائة من ميزانيتها.



نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.