مصدر يمني لـ {الشرق الأوسط}: المخلافي لا يمثل اليمنيين.. وحزبه يتماهى مع المتمردين

اعتماد القربي والصوفي والحجري لفرض عقوبات دولية عليهم

مسيرة في مدينة لاهور الباكستانية لدعم عملية {عاصفة الحزم} في اليمن وجهود السعودية فيها (أ.ف.ب)
مسيرة في مدينة لاهور الباكستانية لدعم عملية {عاصفة الحزم} في اليمن وجهود السعودية فيها (أ.ف.ب)
TT
20

مصدر يمني لـ {الشرق الأوسط}: المخلافي لا يمثل اليمنيين.. وحزبه يتماهى مع المتمردين

مسيرة في مدينة لاهور الباكستانية لدعم عملية {عاصفة الحزم} في اليمن وجهود السعودية فيها (أ.ف.ب)
مسيرة في مدينة لاهور الباكستانية لدعم عملية {عاصفة الحزم} في اليمن وجهود السعودية فيها (أ.ف.ب)

أكد مصدر موثوق في الرئاسة اليمنية الشرعية لـ«الشرق الأوسط» أن المبادرة التي طرحها الدكتور محمد المخلافي وزير الشؤون القانونية في الحكومة اليمنية، لوقف الحرب في اليمن باسم «الحزب الاشتراكي اليمني»، على الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، في مقر الجامعة بالقاهرة أمس، لا تمثل إلا حزبه المتماهي مع الميليشيات الحوثية، ولا تمثل الشعب اليمني. وأوضح أن الحكومة اليمنية الشرعية التي تعمل من الرياض مؤقتًا، لم تكلفه بذلك، بل طلبت منه الانضمام إلى جانب الوزراء في الرياض، إلا أنه قرر البقاء في القاهرة.
وأوضح المصدر، أن الحكومة اليمنية، تعمل في الرياض، وهي ملتزمة بالشرعية، وكذلك ملتزمة بالحوار اليمني بالرياض تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، إلا أن المبادرة التي طرحها وزير الشؤون القانونية في الحكومة اليمنية، يريد أن يبرر الموقف المتخاذل للحزب الاشتراكي مع الميليشيات الحوثية، مشيرًا إلى أن المخلافي يحاول تبرير هذه المبادرة بعدد من النقاط في القرارات التي استند عليها مجلس الأمن الدولي، وكذلك رسائل الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي.
وقال المصدر، الذي طلب من «الشرق الأوسط» عدم نشر اسمه «إن أي مبادرة تقدم، لا بد أن تتوفر الأدوات الكافية لنجاحها، إضافة إلى القوة التي يستطيع تنفيذها على الأرض، إلا أن الحزب الاشتراكي، انتهى منذ فترة، وأصبح ظاهرة صوتية، خصوصا بعد ما ذهبت القيادات السابقة في الحزب، مثل الدكتور ياسين سعيد نعمان».
وأضاف: «منذ أن تغيرت القيادات الحقيقية للحزب الاشتراكي في المؤتمر الأخير، أصبح لا وزن للحزب، خصوصا مع تماهيه في الفترة الأخيرة مع الميليشيات الحوثية، بل خلق انطباعا لدى الجنوبيين بأن الحزب الاشتراكي خضع للحوثيين».
وأشار المصدر إلى أن الحزب الاشتراكي الذي كان في فترة ماضية «جزءا من المشكلة في الجنوب قبل الوحدة، ولا يزال يمثل لهم جزءا من هذه المشكلة القائمة بتماهيه مع الحوثيين، حيث يقدم الحزب تصورات بتقديم المبادرات في هذا الوقت، من أجل إعادة بعض من الشعبية عبر استدرار عواطف الشعب اليمني، بمبادرات لن يتحقق منها شيء، وذلك لأنهم لا يملكون أدوات تنفيذها أو حتى أدوات الضغط عليها، وذلك من أجل تبرئة الذمة وتسجيل موقف لدى الشعب اليمني، بأنهم عملوا على المحاولة في تصحيح أوضاع الشعب اليمني، وأن هذه المبادرة لم تؤخذ بالحسبان، وهي بالحقيقة مجرد حبر على ورق».
ولفت المصدر إلى أن المخلافي يتحدث باسم المؤتمر الاشتراكي، وهو شأنه، وأن الحكومة اليمنية الشرعية لم تكلفه بذلك، وهو يمثل حزبه فقط، إذ إن الحكومة توجد في الرياض مؤقتا، وطلبت منه في اتصال هاتفي، الانضمام إلى جانب الوزراء الموجودين هناك، إلا أنه تحفظ على الحضور من دون إبداء الأسباب، حيث يوجد منذ فترة في القاهرة.
وذكر المصدر، أن الحكومة اليمنية الشرعية، لا تنظر إلى أي مبادرة، غير حوار الرياض الذي سيتم تحت مظلة مجلس التعاون، وقال: «لا أعتقد أن نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، سيتبنى مشروع مبادرة مثل ذلك».
وأوضح المصدر أن الحكومة اليمنية الشرعية، بدأت برصد جميع الأعمال الإجرامية التي قام بها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والميليشيات الحوثية، تمهيدًا لرفعها إلى مجلس الأمن الدولي، مدعومة بالوثائق. وقال: «إن الأعمال التي ينفذها الحوثيون وحشية، خصوصا بعد تعرض امرأة تعمل في المجال الطبي، إلى رصاص قناص حوثي، أثناء سيرها في إحدى الطرقات في عدن».
وأكد المصدر أن الحكومة اليمنية، اعتمدت أسماء سياسيين، سترفع إلى الأمم المتحدة لفرض عقوبات دولية عليهم، إلى جانب الأسماء الخمسة التي أعلنت لاحقًا، نتيجة لما قاموا به بالضرر داخل اليمن، وهم أبو بكر القربي، وزير الخارجية السابق، وحمود خالد الصوفي، رئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي، وعبد الوهاب الحجري، سفير صنعاء لدى واشنطن سابقا، وتربطه قرابة مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وكان قد طرح مبادرة لوقف الحرب في اليمن باسم «الحزب الاشتراكي اليمني» الأمين العام للجامعة العربية، في مقر الجامعة بالقاهرة أمس. وتضمنت المبادرة إيقاف الحرب الداخلية ومن ثم عملية «عاصفة الحزم»، وانسحاب الميليشيات من المدن اليمنية وفي مقدمتها عدن وصنعاء، واستئناف الحوار فورا، وفقا لقرار مجلس الأمن.
وأوضح المخلافي في تصريحات صحافية عقب لقاء العربي، أن هذه المبادرة تتضمن عددا من الأفكار والتصورات يمكن أن تتم الاستفادة منها لحل الأزمة باليمن، والتي لا يوجد خلاف حقيقي بشأنها على المستويات الداخلية والإقليمية والعالمية.
وبحث العربي مع المخلافي مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية، وتناول اللقاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة الناجمة عن استمرار العمليات العسكرية، وما يرتكبه الحوثيون من انتهاكات، كما تطرقا لكيفية تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، بحسب بيان للجامعة العربية.
وقال المخلافي إن عملية «عاصفة الحزم جاءت لسبب معروف وهو الحرب الداخلية، وفى حال توقف الحرب الداخلية وانسحاب الميليشيات لم تعد هناك ضرورة لاستمرار الحرب».
ويفرض القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي قبل أيام عقوبات أممية، تحت بند الفصل السابع، على عبد الملك الحوثي ونجل الرئيس اليمني المخلوع أحمد علي عبد الله صالح، وتجميدا لأرصدتهم البنكية، ومنعهم من السفر إلى خارج اليمن، إضافة إلى حظر توريد الأسلحة لمجاميع الحوثيين وصالح، والسماح بتفتيش كل الشحنات المتجهة لليمن لمنع وصول الأسلحة إلى أتباعهما.
وحول ما إذا كان قد عرض المبادرة على الرئيس الشرعي، وعما إذا كانت تمثل أحزابا أخرى، قال الوزير اليمني: «إننا عرضنا المبادرة على الجميع، أحزابا وقوى سياسية والحكومات التي يمكن أن نصل إليها».
وعبر المخلافي عن أسفه لاستقالة المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر، موضحا أن بنعمر كان لديه إلمام كامل بالملف اليمني، وهو ملف شائك وصعب، كما كان مساهما منذ اللحظة الأولى في عملية الانتقال الديمقراطي باليمن، كما عبر عن أمله بأن تكلل جهود المبعوث الأممي الجديد بالنجاح، مشيرا إلى أن الجامعة العربية داعمة للحوار باليمن.
وأشار المخلافي إلى أن مباحثاته مع الأمين العام للجامعة العربية جاءت بهدف إنهاء الحرب في اليمن وأسبابها واستعادة السلام.
وقال بيان الجامعة العربية إن لقاء العربي والمخلافي استعرض ما يدور من مشاورات واتصالات لمتابعة تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير بشأن اليمن، وعلى وجه الخصوص المسائل المتعلقة بمطالبة جميع الأطراف اليمنية ولا سيما الحوثيين بسحب قواتهم من جميع المناطق التي سيطروا عليها بما في ذلك العاصمة صنعاء، وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها إلى السلطات الشرعية اليمنية، وذلك تمهيدا لتحقيق وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة الحوار وفقا لمبادرة مجلس التعاون لدول الخليج، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأضاف البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن لقاء العربي والمخلافي تطرق أيضا إلى تدهور الأوضاع الإنسانية، وما يرتكبه الحوثيون من انتهاكات. وفي هذا الصدد، أكد الأمين العام مجددا دعم جامعة الدول العربية للجهود المخلصة التي يبذلها الرئيس هادي، ونائبه خالد بحاح رئيس الحكومة اليمنية، وذلك وفقا لقرار قمة شرم الشيخ في هذا الشأن.



مباحثات سعودية - هندية تبحث تعزيز العلاقات الثنائية

رئيس وزراء الهند يصل إلى جدة في زيارة رسمية للسعودية
0 seconds of 28 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:28
00:28
 
TT
20

مباحثات سعودية - هندية تبحث تعزيز العلاقات الثنائية

ولي العهد السعودي ورئيس وزراء الهند خلال جلسة مباحثات رسمية في جدة الثلاثاء (واس)
ولي العهد السعودي ورئيس وزراء الهند خلال جلسة مباحثات رسمية في جدة الثلاثاء (واس)

بحث الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، والجهود المبذولة تجاهها لتحقيق الأمن والاستقرار.

جاء ذلك خلال جلسة مباحثات رسمية عقب استقبال ولي العهد السعودي، رئيس الوزراء الهندي، في الديوان الملكي بقصر السلام في جدة، حيث أجريت مراسم استقبال رسمية لمودي، واستعرض الجانبان أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، كما تبادلا وجهات النظر بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وترأس الأمير محمد بن سلمان ومودي مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي - الهندي، الذي استعرض عدة موضوعات مدرجة على جدول أعماله بحضور الأعضاء.

ووقّع ولي العهد السعودي ورئيس وزراء الهند على محضر اجتماع المجلس، قبل أن يعقدا اجتماعاً ثنائياً.

ولي العهد السعودي لدى اجتماعه مع رئيس وزراء الهند بقصر السلام في جدة الثلاثاء (واس)
ولي العهد السعودي لدى اجتماعه مع رئيس وزراء الهند بقصر السلام في جدة الثلاثاء (واس)

كان مودي، قد وصل إلى جدة، ظهر الثلاثاء، في «زيارة دولة» للسعودية، بدعوة من الأمير محمد بن سلمان، وهي الزيارة الثالثة له خلال 9 سنوات إلى المملكة، بعد زيارتين سابقتين في عامَي 2016، و2019.

وفي وقتٍ مبكر من صباح الثلاثاء، قال مودي في بيانٍ نشره مكتبه إن بلاده «تقدِّر بعمق، علاقاتها التاريخية العريقة مع السعودية» مشيراً إلى أنها اكتسبت «عمقاً استراتيجياً وزخماً متزايداً» في السنوات الأخيرة.

وأضاف أن الرياض ونيودلهي طوّرتا معاً «شراكة جوهرية ومفيدة للطرفين»، تشمل مجالات الدفاع، والتجارة، والاستثمار، والطاقة، والعلاقات بين الشعبين، مشدّداً على أن الجانبين يجمعهما «اهتمام مشترك، والتزام بتعزيز السلام والازدهار والأمن والاستقرار في المنطقة».

وحول جدول زيارته التي أشار إلى أنها تستمرّ ليومين، لفت مودي إلى أنها ستكون الزيارة الأولى لمحافظة جدة الغربية، إلى جانب مشاركته في «الاجتماع الثاني لمجلس الشراكة الاستراتيجية»، مذكِّراً بالبناء على «الزيارة الرسمية الناجحة» التي قام بها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي إلى الهند في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023، وكشف عن حرصه على التواصل مع «المجتمع الهندي النابض بالحياة في السعودية»، الذي يواصل العمل بوصفه «جسراً حيّاً بين بلدينا، ويساهم بشكل كبير في تعزيز الروابط الثقافية والإنسانية»، على حد وصفه.

وعقب وصوله، نشر رئيس الوزراء الهندي عبر حسابه على منصة «إكس» تغريدة قال فيها: «ستُعزز هذه الزيارة الصداقة بين الهند والمملكة العربية السعودية. أتطلع للمشاركة في مختلف البرامج اليوم وغداً».

وعنون متحدث الحكومة الهندية للزيارة بـ«تعزيز علاقاتنا التاريخية الراسخة»، وبيَّن أن رئيس الوزراء الهندي «استُقبل بحفاوة استقبالاً رسمياً عند وصوله إلى محافظة جدة الساحلية من قبل الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، وعدد من المسؤولين السعوديين، حيث أُطلقت 21 طلقة تحيةً له».

من زيارة سابقة لولي العهد السعودي إلى الهند ويظهر رئيس الوزراء الهندي في استقبال الأمير محمد بن سلمان (واس)
من زيارة سابقة لولي العهد السعودي إلى الهند ويظهر رئيس الوزراء الهندي في استقبال الأمير محمد بن سلمان (واس)

8 عقود من العلاقات

وفي التفاصيل؛ يعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى أكثر من 7 عقود، حيث تكمل في العام الحالي الـ78 عاماً من عمرها، وتكشف المصادر التاريخية عن أنها أُقيمت بُعيد حصول الهند على استقلالها عام 1947، وزار الملك فيصل - ولي العهد آنذاك - الهند في مايو (أيار) عام 1955 تمهيداً لتطور العلاقات التي أخذت منحى تصاعديّاً بزيارة الملك سعود للهند في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام ذاته، ثم زار رئيس الوزراء الهندي جواهر نهرو السعودية في العام التالي، ثم زيارة رسمية أخرى لرئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي إلى السعودية عام 1982، وصولاً إلى الزيارة التاريخية التي قام بها الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الهند عام 2006 وأفضت إلى توقيع «إعلان دلهي»، الذي منح العلاقاتِ الثنائيةَ زخماً جديداً.

حوارات سياسية

وأظهر مستوى تبادل الزيارات الرسمية بين قيادتي وحكومتي البلدين، حرص الجانبين على تمتين العلاقات ورفع مستوى التشاور والتنسيق، وتأتي هذه الزيارة لتكون الزيارة الخامسة بين قيادتَي البلدين خلال 9 سنوات، ومن أبرز تلك الزيارات، في الـ9 سنوات الأخيرة، زيارتا ولي العهد السعودي إلى الهند في عامَي 2019، و2023، علاوةً على زيارتَي رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى السعودية عامَي 2016، و2019.

وبمعزل عن الزيارة السابقة لولي العهد السعودي إلى الهند في عام 2023، دأبت السعودية والهند على إجراء حواراتٍ سياسية متعددة على غرار «إعلان الرياض» الذي تم توقيعه في عام 2010 خلال زيارة رئيس الوزراء آنذاك مانموهان سينغ للسعودية، التي كانت - آنذاك - الزيارة الرسمية الأولى لأول رئيس وزراء هندي منذ 28 عاماً إلى السعودية، ونصّ الإعلان على التعاون في مجال تبادل المعلومات حول الإرهاب، كما عزَّزت زيارة رئيس الوزراء الحالي ناريندرا مودي في شهر أبريل (نيسان) 2016 إلى السعودية هذه الشراكة المتنامية.

وفي فبراير (شباط) 2014 أجرى الملك سلمان بن عبد العزيز - ولي العهد آنذاك - زيارةً رسمية إلى الهند، وقَّع خلالها البلدان عدداً من الاتفاقات، من ضمنها اتفاقية للتعاون العسكري بين الجانبين.

الملك سلمان بن عبد العزيز - ولي العهد آنذاك - يشهد مع نائب الرئيس الهندي توقيع اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين خلال زيارته إلى نيودلهي في فبراير 2014 (واس)
الملك سلمان بن عبد العزيز - ولي العهد آنذاك - يشهد مع نائب الرئيس الهندي توقيع اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين خلال زيارته إلى نيودلهي في فبراير 2014 (واس)

وخلال زيارة مودي الأولى إلى السعودية في عام 2016، اتفق البلدان على السعي إلى تعزيز التعاون في كل المجالات تقريباً، سواء في الاقتصاد، أو التجارة، أو التكنولوجيا، أو الأمن، أو تقاسم المعلومات الاستخباراتية، أو محاربة الإرهاب، إلى جانب رفع مستوى التنسيق والتعاون خلال زيارته الثانية في عام 2019.

في حين أجرى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي زيارةً رسميةً إلى الهند في فبراير 2019، التقى خلالها الرئيس الهندي ورئيس الوزراء، لتتوَّج الزيارة باتفاق على تشكيل «مجلس الشراكة الاستراتيجية» وكشف الجانبان حينها عن توقيع عدد من اتفاقات التعاون في مجالات عدة، منها العسكرية والنفطية والأمنية، وأجرى الزعيمان مباحثات اتّسمت بروح من «الصداقة القوية التي تربط البلدين».

وأكّد مراقبون لـ«الشرق الأوسط» أن الرياض ونيودلهي ترتبطان بعلاقات تاريخية وطيدة، عملتا على تطويرها للوصول لمستوى الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والتجارية. وأضافوا أن زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى السعودية، تعكس تقدير الحكومة الهندية لولي العهد السعودي ومكانة المملكة السياسية والاقتصادية، وثقلها، ودورها المحوري على المستوى الدولي، وحرص قيادات الدول الكبرى على التشاور مع القيادة السعودية حول مستجدات الأحداث إقليمياً ودولياً.

تزامن الزيارة مع تطوّرات المنطقة

ولفت المحلل السياسي أحمد آل إبراهيم، إلى أن أهمية الزيارة ولقاء القمة المتوقَّع بين ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الهندي «تكمن في تزامنها مع ما تشهده المنطقة من تطورات سياسية وعسكرية»، مما يستوجب التشاور وتنسيق الجهود بين قيادتَي البلدين، بما يعزز الأمن والاستقرار الإقليميَّين والدوليَّين، لا سيما ما يتعلق بأمن التجارة الدولية والطاقة، وغيرهما من القضايا المشتركة.

وأشارت وسائل إعلام من الجانبين، إلى أن زيارة ولي العهد السعودي إلى الهند في عام 2019، شكَّلت نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، بالنظر إلى إعلان تأسيس «مجلس الشراكة الاستراتيجية الهندي - السعودي» خلال الزيارة، برئاسة الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء الهندي، وبتمثيل وزاري واسع يغطي مجالات التعاون كافة بين البلدين، حيث أسهم تأسيس المجلس وانعقاد دورته الأولى في الهند، على هامش قمة «مجموعة العشرين» في عام 2023، في تطوير التعاون في شتى المجالات، مسلّطاً الضوء على جهود البلدين معاً نحو مواءمة «رؤية السعودية 2030» وبرامجها التنفيذية، مع رؤية الهند المتقدمة 2047، ومبادراتها الرائدة: «اصنع في الهند»، و«ابدأ من الهند»، و«المدن الذكية»، و«الهند النظيفة»، و«الهند الرقمية».

وخلال السنوات الأخيرة، لم يُخفِ البلدان رغبتهما ليس في تمتين العلاقات الثنائية فحسب، بل وتعميقها أيضاً، مدفوعةً بتاريخ العلاقات الثنائية الذي يمتد إلى عقود بين أكبر ديمقراطية في العالم وأكبر اقتصاد عربي وشرق أوسطي، والنمو الاقتصادي المتسارع، والعمل الثنائي في إطار «مجموعة العشرين» وغير ذلك من التجمعات الدولية متعددة الأطراف، فضلاً عن التنسيق المشترك في «مجلس الشراكة الاستراتيجية الهندي - السعودي» الذي يُعنى بكثير من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية.

ولا يخفي رئيس الوزراء الهندي، مستوى العلاقة الشخصية المتميّزة بينه وبين ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، إلى جانب إعجابه بالنهضة التنموية التي يقودها الأمير محمد بن سلمان في بلاده. وحول ذلك، لفت مودي في وقتٍ سابق إلى أنه في كل مرة التقى فيها ولي العهد، «ترك الأمير محمد بن سلمان انطباعاً عميقاً لديّ حيث إن رؤاه ورؤيته الثاقبة، وشغفه بتحقيق تطلعات شعبه، كلها أمورٌ رائعة حقاً».