استنفار أمني وعسكري في حضرموت والمهرة بتوجيهات رئاسية

البحسني: سنكسر شوكة الحوثي بشكل نهائي

جانب من اجتماع اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت برئاسة المحافظ محمد علي ياسر (سبأ)
جانب من اجتماع اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت برئاسة المحافظ محمد علي ياسر (سبأ)
TT

استنفار أمني وعسكري في حضرموت والمهرة بتوجيهات رئاسية

جانب من اجتماع اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت برئاسة المحافظ محمد علي ياسر (سبأ)
جانب من اجتماع اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت برئاسة المحافظ محمد علي ياسر (سبأ)

أكد اللواء فرج سالمين البحسني، محافظ حضرموت، قائد المنطقة العسكرية الثانية، عدم السماح للميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران بالتقدم في اتجاه حضرموت؛ مشدداً على كسر شوكة الحوثي بشكل نهائي.
وأوضح البحسني خلال مؤتمر صحافي عقده أول من أمس، أن «حضرموت ستكسر شوكة الحوثي بشكل نهائي، وتجبره على العودة لطاولة المفاوضات، وعودة الشرعية إلى موقعها الأساسي»؛ محذراً في الوقت نفسه من مخاطر الفكر الحوثي على النسيج الاجتماعي.
وأضاف: «لن يُسمح لميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران بالتقدم في اتجاه حضرموت، وذلك من خلال تضييق الخناق عليها بمحافظة شبوة، بعد تحرير بيحان واستكمال تحرير مديريتي عسيلان وعين».
وكان المحافظ قد أعلن قبل يومين حالة الطوارئ في المحافظة، ورفع درجة الجاهزية إلى أعلى المستويات، وتجهيز قوة الدفاع العام، للدفاع عن المحافظة.
ولفت اللواء البحسني إلى أن هذه الخطوة جاءت تنفيذاً لتوجيهات الرئيس هادي بشأن رفع الجاهزية للدفاع عن حضرموت وأبنائها، وتأهباً لمواجهة ميليشيات الحوثي الانقلابية؛ وفقاً للمكتب الإعلامي للمحافظ.
وأشار محافظ حضرموت إلى أنه «تم الاستعداد لمواجهة الخطر الحوثي من قبل قوات الجيش والأمن، التي تم مؤخراً انتظام صرف رواتبهم، إلى جانب الإعلان عن تجهيز قوة احتياطية من أبناء المحافظة، لخوض المعارك ضد ميليشيات الحوثي، وأن هذه الاستعدادات تمت بالتنسيق مع وزارة الدفاع».
كما وجَّه المحافظ لجنة أمنية بالنزول إلى مديريات الوادي والصحراء، لعقد اجتماع مع اللجنة الأمنية هناك، وإطلاعهم على خطورة الموقف العام، والمخاطر التي تشكلها ميليشيات الحوثي على حضرموت.
وشدد اللواء البحسني على أهمية الوقوف على هذه المهام، والعمل بها بمحمل الجد، نتيجة للوضع الخطير الذي يهدد أمن واستقرار حضرموت، حاثاً على رص الصفوف وتوحيد الكلمة وإثبات الوجود للتصدي لأي مخاطر قادمة. ولفت إلى أن السلطة المحلية اتخذت جملة من الإجراءات الاستباقية، للاطلاع عن كثب على جاهزية المعسكرات، ورفدها بكافة الاحتياجات، وسد النواقص من الأفراد والعتاد.
من جانبه، أعلن محمد علي ياسر، محافظ المهرة، رفع الجاهزية واليقظة الأمنية في النقاط التي تقع على مداخل المحافظة، وتنشيط الدوريات الداخلية، والتنسيق بين مختلف الوحدات في تنفيذ المهام الموكلة إليهم، وحفظ الأمن والاستقرار؛ مؤكداً أهمية تعزيز الإجراءات الأمنية ومواجهة التحديات.
وتشهد محافظة شبوة المجاورة عمليات عسكرية تقودها قوات العمالقة والجيش ورجال القبائل، لتحرير 3 مديريات من قبضة الميليشيات الحوثية؛ حيث حققت هذه القوات انتصارات كبيرة خلال الأيام الماضية.
وبحسب مصادر محلية، لا تزال تعزيزات عسكرية كبيرة من «ألوية العمالقة» تصل إلى شبوة، وتتجه لجبهات القتال، الأمر الذي يعزز تأمين هذه المناطق، وربما الضغط على الميليشيات الحوثية في اتجاه البيضاء ومأرب.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».