برلمان طرابلس يحذر من نسف مفاوضات الصخيرات إذا استمر قصف العاصمة

الوسيط الدولي في الأزمة الليبية يسلم اليوم لأطرافها الوثيقة النهائية للحل السياسي

برلمان طرابلس يحذر من نسف مفاوضات الصخيرات إذا استمر قصف العاصمة
TT

برلمان طرابلس يحذر من نسف مفاوضات الصخيرات إذا استمر قصف العاصمة

برلمان طرابلس يحذر من نسف مفاوضات الصخيرات إذا استمر قصف العاصمة

بينما انهمك بيرناردينو ليون، الوسيط الدولي في الأزمة الليبية، أمس، في صياغة وثيقة الحل السياسي النهائية للأزمة، تقوم على أساس التوفيق بين وجهات نظر أطراف النزاع إزاء الوثيقة التي جرى تقديمها في الجولة الثالثة من حوار الصخيرات قبل أكثر من أسبوعين، حذر المؤتمر الوطني العام في ليبيا المنتهية ولايته (برلمان طرابلس)، أمس، من أن «استمرار قصف» العاصمة الليبية طرابلس قد يؤدي إلى نسف المفاوضات المستمرة في المغرب، مع ممثلي برلمان طبرق، المعترف به دوليا.
وفي اليوم الثالث من جولة المفاوضات الرابعة، التي تجري في منتجع الصخيرات (جنوب الرباط)، قال محمد امعزب عضو وفد المؤتمر الوطني العام إلى مفاوضات الصخيرات، في تصريحات صحافية، إنه «ليس من المجدي أن نستمر في الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع استمرار القصف لسكان آمنين في مدينة مثل طرابلس»، وأضاف موضحا أنه «إذا استمر قصف طرابلس، فإن ذلك سيؤدي إلى تفجير المفاوضات»، مشيرا إلى أن «العاصمة تضم ثلاثة ملايين نسمة، وهي مترامية الأطراف، وليس فيها حاميات عسكرية، وبالتالي فإن إدخال المدينة في فوضى السلاح سيؤدي إلى تداعيات خطيرة، مما قد يدعونا إلى مراجعة أنفسنا بعدم الاستمرار في هذه المفاوضات».
وذكر امعزب أن وفد المؤتمر الوطني حذر الوسيط الدولي ليون «من تداعيات قصف طرابلس يوم خروجنا منها في 15 أبريل (نيسان) الحالي، وطلبنا منه تدخل البعثة (الأممية) لوقف هذه الانتهاكات حتى تتوافر الأجواء الإيجابية لسير المفاوضات».
وأشار أعضاء في وفد برلمان طرابلس إلى أن المفاوضات قطعت شوطا كبيرا، وأن بعثة الأمم المتحدة وسفراء الدول الداعمة للحوار تعمل على تقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة.
وما زالت السلطة التشريعية تشكل عقدة في مفاوضات الصخيرات، فبينما رفض برلمان طبرق أن تكون هناك هيئة تشريعية موازية، يرى برلمان طرابلس ضرورة إنشاء جسم تشريعي موازٍ يتمثل في «مجلس الدولة الأعلى». وقد كان منتظرا أن يرد ليون مساء أمس على وفد برلمان طرابلس، بشأن ما إذا كان سيدرج هذا المقترح ضمن الوثيقة النهائية التي سيسلمها لأطراف الأزمة اليوم في ختام الجولة الرابعة لحوار الصخيرات، إن لم يكن قد سلمها لهم الليلة الماضية (السبت).
ويتوقع أن يغادر أطراف الأزمة الليبية منتجع الصخيرات اليوم عائدين إلى بلادهم، لمناقشة مضمون المسودة الأخيرة للاتفاق على أن يعودوا للمغرب بعد أسبوع، إذا سارت الأمور على ما يرام.
وكان الوسيط الدولي في الأزمة الليبية قدم لأطرافها في بداية الجولة الرابعة لحوار الصخيرات، الردود المكتوبة التي أعدها كل من ممثلي مجلس النواب الليبي (برلمان طبرق) والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته (برلمان طرابلس)، التي تضمنت ملاحظات وتعديلات كل طرف بشأن مسودة الاتفاق النهائية لحل الأزمة الليبية، التي طرحتها الأمم المتحدة في الجولة الثالثة من حوار الصخيرات، وذلك حتى يبدي كل طرف رأيه في ملاحظات وتعديلات الطرف الآخر.
وعلى ضوء اطلاع كل طرف على رأي ووجهة نظر الطرف الآخر، سيصوغ ليون مسودة اتفاق نهائية توافقية، قبل أن يعرضها في ختام الحوار اليوم على أطراف النزاع من جديد.
في غضون ذلك، علمت «الشرق الأوسط» أن وفد برلمان طرابلس طلب من ليون، في مستهل الجولة الرابعة من حوار الصخيرات، أن يعمل على أن يجلس كلا الطرفين مع بعضهما، بدل أن يظل متنقلا بينهما، وهو الأمر الذي رفضه ممثلو برلمان طبرق.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».