عمليات عسكرية يمنية وشيكة لتحرير مديريات شبوة وإسناد مأرب

TT

عمليات عسكرية يمنية وشيكة لتحرير مديريات شبوة وإسناد مأرب

أعلن الإعلام العسكري اليمني أمس (الاثنين) عن عمليات عسكرية وشيكة لاستعادة مديريات محافظة شبوة المحتلة من قبل الميليشيات الحوثية، ولإسناد محافظة مأرب التي تخوض فيها قوات الجيش والمقاومة معارك ضارية ضد الميليشيات منذ أشهر في مختلف جبهاتها.
جاء ذلك بعد يومين من إصدار الرئيس عبد ربه منصور هادي قراراً رئاسياً بتعيين البرلماني والزعيم القبلي عوض محمد عبد الله العولقي محافظاً جديداً لشبوة، ضمن المساعي الرئاسية لتوحيد الأطراف السياسية في المحافظة في مواجهة الميليشيات الحوثية.
ونقلت المصادر الرسمية أمس (الاثنين) أن العولقي أدى اليمين الدستورية أمام هادي في الرياض، وأن الأخير وجه المحافظ العولقي «بما يلزم لتفعيل العمل التنفيذي والخدمي والميداني وتوحيد الجهود المجتمعية بمحافظة شبوة وتعزيز اللحمة وتوحيد نسيجها المجتمعي لمواصلة الانتصار وتحرير ما تبقى من مديرياتها ورفع المعاناة عن أبنائها لتتجاوز تحدياتها».
وذكرت وكالة «سبأ» أن هادي «أكد على أهمية تضافر الجهود المجتمعية المختلفة لأبناء شبوة لتحرير ما تبقى من مديريات المحافظة»، وأنه «شدد على إيلاء شبوة كل الرعاية والاهتمام لتحتل مكانتها التي تمثلها على الخريطة اليمنية».
في غضون ذلك أفاد المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة بأن قوات عسكرية تنتمي إلى هذه الألوية انطلقت من جبهة الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي بمحافظة شبوة. وأوضح أن تحرك ألوية العمالقة بقيادة العميد أبو زرعة المحرمي يسعى إلى المساهمة في تحرير المديريات التي سقطت بيد ميليشيات الحوثي في محافظة شبوة.
وكانت الميليشيات الحوثية كثفت هجماتها في سبتمبر (أيلول) الماضي انطلاقاً من محافظة البيضاء وتمكنت من السيطرة على مديريات عين وبيحان وعسيلان في شبوة. وهو التقدم الذي مكنها من فتح جبهة جديدة نحو مأرب من جهة حريب وصولاً إلى احتلال مديريات العبدية وجبل مراد والجوبة، غير أنها اصطدمت جنوب مأرب بمقاومة شرسة من قبل الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، حيث تدور المعارك على حدود جبال البلق، في حين تتواصل معارك استنزاف الميليشيات في جبهات الكسارة غرب المحافظة النفطية، بإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية.
وفي الشأن الميداني نفسه، أفاد الموقع العسكري للجيش اليمني (سبتمبر نت) أمس (الاثنين) بأن الميليشيات الحوثية تكبدت خسائر كبيرة في العتاد والأرواح بنيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وجراء ضربات مقاتلات تحالف دعم الشرعية في محافظة مأرب.
وتزامنت المعارك العنيفة التي شهدتها جبهات مأرب الغربية والجنوبية، مع قصف جوي ومدفعي استهدف تحركات وتعزيزات للميليشيا الحوثية على امتداد مسارح العمليات القتالية، بحسب ما ذكره الموقع، في حين أسفرت المواجهات وضربات التحالف عن مصرع وإصابة العشرات من عناصر الميليشيا الحوثية، علاوة على تدمير آليات وعربات قتالية.
وتأتي ضربات تحالف دعم الشرعية في سياق تكثيفه العمليات ضد الميليشيات الحوثية رداً على تصعيدها العدواني وإسنادا للجيش اليمني، حيث قدرت مصادر عسكرية مقتل نحو سبعة آلاف عنصر حوثي خلال شهرين أغلبهم قضوا في جبهات مأرب والجوف.
ورغم خسائر الجماعة المدعومة إيرانياً فإنها تواصل حملاتها في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها لحشد المزيد من المجندين تلبية لدعوة زعيمها عبد الملك الحوثي الذي جدد في أحدث خطبه رفضه وقف القتال إلا بعد السيطرة على كافة المناطق اليمنية بما فيها مأرب.
وفي جبهات الساحل الغربي حيث استمرار العمليات خارج ما نص عليه «اتفاق استوكهولم» ذكر الإعلام العسكري أن طيران تحالف دعم الشرعية استهدف (الاثنين) تجمعات جديدة دفعت بها ميليشيات الحوثي في مديرية مقبنة شمال غربي محافظة تعز.
وأوضح المركز الإعلامي لألوية العمالقة أن القصف أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات بينهم قيادات، وأن طيران التحالف شن غارات جوية استهدفت تجمعات جديدة دفعت بها الميليشيات تضم آليات وعربات وأفراداً وقيادات في منطقة الكنب بمديرية مقبنة.
وبحسب المصادر نفسها، أدى الاستهداف «إلى مصرع عشرات المسلحين الحوثيين بينهم قيادات بارزة جديدة دفعت بها الميليشيات، بعد أن كانت تلقت ضربة موجعة (الأحد) بمصرع عشرات القيادات والعناصر الحوثية بضربة جوية لطيران التحالف استهدفت اجتماعاً لقيادات الميليشيات في مقبنة.
وكانت مقاتلات التحالف الداعم للشرعية استهدفت (الأحد) تجمعات لميليشيات الحوثي في مديرية مقبنة، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات بينهم قيادات، وطبقاً للإعلام العسكري، فإن مِن بين من تم التعرف على أسمائهم، القيادي في صفوف الميليشيات المدعو أحمد محمد الحميري.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.