حالة إنذار في المكسيك بعد سرقة مادة مشعة

حالة إنذار في المكسيك بعد سرقة مادة مشعة
TT

حالة إنذار في المكسيك بعد سرقة مادة مشعة

حالة إنذار في المكسيك بعد سرقة مادة مشعة

أعلنت السلطات المكسيكية، اليوم (الأربعاء)، حالة إنذار في 5 ولايات بجنوب شرقي البلاد بعد سرقة إيريديوم - 192، وهي مادة مشعة للاستخدام الصناعي وصفتها الحكومة بأنها «شديدة الخطورة».
وهذه المادة المشعة المستخدمة في التصوير الشعاعي الصناعي، التي يمكن أن تكون مميتة، سرقت ليل الاثنين/ الثلاثاء في كارديناس بولاية تاباسكو (جنوب شرق) كما أعلنت في بيان وزارة الداخلية المكسيكية التي فرضت حالة الإنذار في 5 ولايات.
وقد أبلغت الشركة المحلية «غرانتيا راديوغرافيكا أي إنجينييرا» عن السرقة إلى اللجنة الوطنية للأمن النووي. وأوضحت هذه الشركة أن مادة إيريديوم - 192 «سرقت في شاحنة صغيرة».
والإيريديوم - 192 يستخدم في معالجة أمراض سرطانية كما له استخدامات صناعية. و«في حال إخراجها من حاويتها تشكل مصدر خطر كبير على الأشخاص»، حسب البيان.
وفي حال عدم التعامل معها وفق بروتوكولات السلامة المطلوبة يمكن أن تتسبب بإصابات دائمة وحتى «مميتة» في حال ملامستها لفترة طويلة، حسب وزارة الداخلية.
وقد وضعت وحدات الحماية المدنية في ولايات تاباسكو وكامبيشي وشياباس وواخاكا وفيراكروز، في حالة استنفار بحسب بيان الوزارة. كما وضع سلاح الجو والبحرية والشرطة الفيدرالية في حالة تأهب.
ودعا المنسق للحماية الوطنية المدنية، فيليبي بوينتي، على حسابه على موقع «تويتر»، أي شخص يعثر على المادة المشعة، إلى «عدم الاقتراب منها أو لمسها».
ودعا المسؤولون السكان إلى إقامة محيط أمني من 30 مترًا في حال العثور على المادة المسروقة وإخطار السلطات على الفور.
وهذا الحادث هو الأخير في سلسلة سرقات لمواد خطرة وقعت أخيرا في المكسيك. وفي كل مرة تبين أن السارقين أرادوا فقط الاستيلاء على الشاحنات ويجهلون خطورة محتواها.
والأحد استعادت السلطات شاحنة سرقت في ولاية بويبلا الوسطى وتحتوي على بارافورمالدهيد وهي مادة شديدة السمية وقابلة للاشتعال.
وفي فبراير (شباط) الماضي، تمكنت السلطات من استعادة 3 شاحنات صغيرة مسروقة وكانت تحتوي على مواد مشعة للاستخدام الصناعي في ولاية هيدالغو بوسط المكسيك.
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2013، استولى سارقون على شاحنة تحمل جهازًا طبيًا لمعالجة السرطان يحتوي على مادة كوبالت - 60 المشعة بنسبة عالية قرب مكسيكو. وقد ألقي القبض على السارقين الخمسة ونقلوا إلى المستشفى ونجوا من الموت.
وفي الآونة الأخيرة، هاجمت عصابات إجرامية، تعيث فسادًا في المكسيك، أهدافًا تؤثر على البيئة، بينما عمدت كارتلات المخدرات إلى تنويع أنشطتها لتتراوح بين سرقة الوقود واستغلال مناجم الحديد.
والأحد الماضي، أحدث سارقون ثقبًا في أنبوب للنفط في فيلاهرموسا عاصمة ولاية تاباسكو، مما أدى إلى تسرب النفط في الأنهار وأجبر السلطات على إغلاق مصانع لتحلية المياه مما أثر على نصف مليون شخص.
وقد أعيد نظام التطهير، الأربعاء الماضي، لكن لا يزال نحو مائة ألف شخص محرومون من المياه الصالحة للشرب.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.