شخصيات يمنية لـ {الشرق الأوسط}: الفصل السابع سيعيد المتمردين إلى كهوفهم

عبروا عن امتنانهم للجهود الرامية لإنقاذهم من الحوثيين وسطوة الرئيس «المخلوع»

يمنيون يجلسون على قارعة الطريق في صنعاء أمس (رويترز
يمنيون يجلسون على قارعة الطريق في صنعاء أمس (رويترز
TT

شخصيات يمنية لـ {الشرق الأوسط}: الفصل السابع سيعيد المتمردين إلى كهوفهم

يمنيون يجلسون على قارعة الطريق في صنعاء أمس (رويترز
يمنيون يجلسون على قارعة الطريق في صنعاء أمس (رويترز

استبشر اليمنيون يوم أمس تبني مجلس الأمن الدولي، مشروع القرار العربي بشأن بلادهم تحت الفصل السابع بوقف الحوثيين العنف مع حظر تزويدهم بالسلاح وفرض عقوبات على قادتهم ونجل الرئيس اليمني السابق أحمد علي عبد الله صالح، قياسًا بالاضطهاد التي تمارسه الميليشيات الحوثية على الأرض بمساندة القوات الموالية للرئيس السابق لليمن علي عبد الله صالح والتي يقودها نجله أحمد على اليمنيين من قمع وقتل وترويع للآمنين.
وأكد محمد بالفخر عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع، أن قرار مجلس الأمن جاء نصرة للمواطنين الذين عانوا من قمع وقتل وتدمير من قبل الميليشيات الحوثية وسطوة قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، مشيرًا إلى أن الإجماع الذي حصده القرار أمر مبهج وجميل ويأتي تأييدًا لعاصفة الخير «الحزم» التي ستعيد بناء اليمن من جديد.
وقال بالفخر لـ«الشرق الأوسط»: «إن جهود دول الخليج الدبلوماسية والدول العربية ستسهم في دعم السيادة الشرعية وإنقاذ اليمنيين من الإرهاب التي تمارسه الميليشيات الحوثية كما تسهم إلى اندحار وانكفاء الحوثيين وعودتهم إلى الكهوف التي جاءوا منها». وكان القرار أيد من 14 عضوًا في مجلس الأمن من أصل 15 عضوًا بعد أن امتنعت روسيا عن التصويت، فرض عقوبات تمثلت في تجميد أرصدة وحظر السفر للخارج، طالت زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، وأحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس السابق والقائد السابق للحرس الجمهوري اليمني، المتهمين بـ«تقويض السلام والأمن والاستقرار» في اليمن.
وبالعودة إلى بالفخر، أشار إلى أن القرار أحرق الخيار الأخير للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وأسرته، في عدم وجود مستقبل لهم في اليمن، متمنيًا أن يتم القبض على الرئيس المخلوع وتقديمه إلى محكمة الجنايات الدولية عزا ذلك إلى التاريخ الأسود له منذ توليه السلطة، وما فعله في الجنوب تحديداً يكفي لإيقاع أشد العقوبات عليه إلى جانب أعوانه من الحوثيين الذين نتمنى أن يقدم جميعهم للمحاكمة.
وقال بالفخر: «الحركة الحوثية ارتهنت بالمشروع الفارسي الإيراني وبهذا المخلوع الذي تعاون معهم للاستفادة منهم بهدف الإضرار باليمنيين، ليقعوا جميعًا من جبل شاهق إلى قاع سحيق، عندما هبت عاصفة الحزم مبطلة معها مشروع التوسع الذي كانوا يطمحون إليه، ومنح اليمنيين على الأرض القوة والعزم للتصدي لهذه المعسكرات وهذا التآمر والذي على وشك الانتهاء».
وأضاف بالفخر: «قرار مجلس الأمن هو تأييد عالمي للدول الخليجية والعربية في تحالفها وتعزيزاً لموقفها الداعم للشرعية ونصرة أشقائهم في اليمن بانتشالهم من المستنقع الذي سعى المخلوع وزمرته الحوثيون إيصالهم له، بعد مطالبة الرئيس الشرعي للبلاد منهم حماية اليمنيين من عدوان الميليشيات الحوثية التي ذهبت لترويع الآمنين والقتل والتدمير، فما ارتكبوه في حق اليمنيين لن ينسى، بعد أن عاثوا في الأرض قتلاً وتدميرًا».
من جانبه، أكد أحمد أهيف باحث في الشأن اليمني، أن القرار جاء نصره للشعب اليمني كافة، وخصوصًا من على الأرض، من ويلات الظلام الذي يعانون منه بسبب ميليشيات تبرأت من كل القيم والأعراف، وذهبت للقتل والتدمير، نتمنى أن يحضر كافة قادة الميليشيات الحوثية والرئيس المخلوع وأعوانه للمحاكمة، وتطبيق شرع الله بهم، فيمن استباحوا الدماء ونزعوا من قلبهم الرحمة. وقال: «القرار الصادر من مجلس الأمن تحت الفصل السابع، يأتي نصرة لليمنيين كافة، ونصرة للدبلوماسية الخليجية والعربية في إنقاذ أشقائهم اليمنيين، في وجه من تجرد من أي إنسانية بقتل الأطفال وذبح الأبرياء، نتمنى محاكمتهم على الجرائم التي ارتكبت في حق أبناء الشعب اليمني».
وأضاف أهيف: «حظر توريد الأسلحة للرئيس المخلوع ونجله وقادة الحوثيين وكل الأطراف التي تعمل لصالحهم، ومطالبات الجماعة الإرهابية التي تمت رعايتهم بالانسحاب من العاصمة صنعاء وكل المناطق التي يسيطرون عليها هو نصر للشرعية وإنقاذ لليمنيين من شرذمة الحوثيين والرئيس السابق».
يذكر أن الفصل السابع في ميثاق الأمم المتحدة، يحمل عنوان «فيما يتخذ من الأعمال في حالات تهديد السلم والإخلال به ووقع العدوان» وينص على تطبيق خطة السلام التي يقرها مجلس الأمن بالقوة العسكرية الدولية والفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة هو فصل يتعلق بما يمكن أن يتخذ في حالات تهديد السلم والإخلال به؛ وعلى ضوء قرار مجلس الأمن بفرض الفصل السابع على أي دوله تقوم بعض أعضاء الأمم المتحدة أو كل أعضاء الأمم المتحدة باتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ قرار مجلس الأمن ويشمل ذلك استخدام القوة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.