(4-1) من «جلجامش» إلى «بيلي كولينز»

قراءات من الخليج تتوزع بين السينما والرواية

الشاعر محمد عابس  -  د. حسن رشيد  -  د. عبد الرزاق الربيعي
الشاعر محمد عابس - د. حسن رشيد - د. عبد الرزاق الربيعي
TT

(4-1) من «جلجامش» إلى «بيلي كولينز»

الشاعر محمد عابس  -  د. حسن رشيد  -  د. عبد الرزاق الربيعي
الشاعر محمد عابس - د. حسن رشيد - د. عبد الرزاق الربيعي

في هذا الملف نتعرف على حصاد الكتب في عام 2021 الذي يسدل الستار بعد أيام: ما «الكتاب الأفضل» الذي لم يغادر ذاكرة المبدعين والكتاب والنقاد وحرصوا على اقتنائه؟ ما الفكرة الرئيسية التي ارتكز عليها، ولماذا فُضّل على مؤلفات أخرى؟ طرحنا السؤال، وجاءت الخيارات متنوعة تشي بمدى ثراء عديد مما أفرزته المطابع العربية على مدار عام كامل. وهي خيارات تعكس في جوهرها أسئلة الثقافة العربية، كما امتدت إلى أفق القضايا الإنسانية التي تتجاوز التصنيفات الجغرافية الضيقة... وإلى الملف:

تنوعت القراءات هذا العام في بلدان الخليج العربي بين السينما والرواية. فمن سلطنة عُمان؛ يقول الدكتور عبد الرزّاق الربيعي، نائب رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي في مسقط: «رغم أنني قرأت (ملحمة جلجامش) في وقت مبكر من حياتي بترجمة عن الإنجليزية؛ فإن ترجمة الدكتور نائل حنون عن النص المسمارى الأكدي، وقعت بين يدي، هذا العام، وهي أول ترجمة للنص عن الأكدية، وتلت الترجمة قصة موت جلجامش والتحليل اللغوي للنص الأكدى».
صدرت طبعة الكتاب الأولى عام 2006 عن «دمشق»، والثانية في 2016 ببغداد، «وفي تقديمه نص (موت جلجامش) يتحدّث الدكتور نائل؛ الأستاذ المختص بعلم الآثار، واللغات القديمة (السومريّة، والأكديّة) عن رحلته مع تلك الألواح؛ التي يعود تاريخها إلى النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد، فكانت رحلة ممتعة.
ومن أبرز ما قرأت هذا العام أيضاً مخطوط كتاب (نرد النص) للصديق الشاعر عدنان الصائغ الذي صدر مؤخراً عن (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) ببيروت بالتعاون مع (سطور) ببغداد. وهي القراءة الثانية للنصّ الطويل الذي يزيد على 1300 صفحة، ومفتوح على الذات، والتاريخ الشخصي، والعام، والثقافات، والأساطير، والفكر، والشعر، والسرد، والبحث، والذاكرة الشعبية، والشفاهية، والمتداول، والغائص، والغاطس من الأحداث، والهامش ضمن إطار غرائبي مركَّب قائم على لعبة تتمثّل بتقافزِ النرد، على طاولة حياتنا وتاريخنا وأفكارنا، مروراً بالمسكوت عنه في تراثنا وأدبياتنا، ومدوّناتنا، ومخطوطاتنا التي تراكم على صفحاتها غبار النسيان، وصراعاتنا، وتناقضات حاضرنا، معتمداً على الأشكال بتلاوينها الصورية، وتكرار الحروف والكلمات، أو اللعب بها وتهشيمها حيناً بقصدية أو لا قصدية، فيدخل التشكيل عنصراً في رسم مشهدية بصرية مدهشة. تهويمات، وإضاءات شعرية خاطفة تعلي أفق النص، وتسخّن اللعب.
كذلك كلفتني دار (سطور) ببغداد، برفقة الصديق علاء الفريجي، مراجعة الأعمال الشعرية والمسرحية للشاعر الكبير الراحل عبد الرزاق عبد الواحد، وكانت رحلة طويلة ممتعة، أسفرت طبعة جديدة ستصدر قريباً بثلاثة مجلدات تضمنت مسرحية شعرية تنشر للمرة الأولى.
من الشعر المترجم؛ استوقفني كتاب بيلي كولينز (يوم الوجود الوحيد) الذي ترجمه الشاعران: سهيل نجم ومحمد تركي النصّار، وصدر عن (خطوط وظلال) الأردنية. حيث يتمتع الشاعر الأميركي بيلي كولينز بشهرة واسعة؛ ميزة قصائده أنها تعبّر عنّا، ويبرع في مزج اليومي بالخيالي، والتقاط التفاصيل بعين ثاقبة يستلّها من أرض الواقع استلالاً، ويصوغها صياغة تجعلها مثقلة بماء الشعر. وقد بذل المترجمان جهداً في الاقتراب من روح النص، والمحافظة على بساطته في التعبير».

- فلسفة السينما والمسرح
ومن السعودية، يقول الشاعر، والمستشار في وزارة الإعلام، محمد عابس، عن أبرز قراءاته في العام: «سأختار من بين الكتب التي قرأتها؛ كتابين: (فلسفات السينما الجديدة) لروبرت سينر برنك؛ ترجمة نيفين حلمي، وصادر عن دار (معنى)؛ حيث يعالج هذا الكتاب مجموعة من الأسئلة منها: ما التجربة التي نطلق عليها سينما؟ وكيف ترتبط الفلسفة بالسينما؟ وهل من الممكن أن تجمعهما علاقة، وهل تستطيع الأفلام ممارسة الفلسفة، وما الفلسفات الجديدة التي تتناول السينما؟
يستكشف الكتاب الموجة الجديدة من نظرية السينما الفلسفية، وتجديد إشكاليات نظريات الفيلم، وكيف نفهم الأفلام ونفسرها، وقضية أنطولوجيا الفيلم، وكون السينما فناً، مع التركيز على ثلاثة تيارات: النقلة المعرفية التحليلية في نظرية السينما، والتيار البديل ورواده، وفكرة السينما بوصفها فلسفة، مع تقديم نماذج فعلية من خلال أفلام ثلاثة مخرجين هم: ديفيد لنش، ولارس فون ترير، وتيرانس ماليك.
الكتاب الثاني: (ورشة المسرح) لميشيل برونير، ترجمة فتحي العشري، الصادر عن «المركز القومي للترجمة في مصر». ويتناول الكتاب مفهوم ورشة المسرح من قراءة النص إلى العرض، وصناعة العرض المسرحي بوصفه عملاً جماعياً يشمل ظواهر ثقافية وتقنية واقتصادية، ويعرض الكتاب مختلف المنتمين إلى ورشة المسرح (كاتب، وممثل، ومخرج، ومصمم سينوغراف، ومصمم ملابس... وغيرهم) بطريقة تحدد وظائفهم، مع ذكر وجهات النظر التاريخية والتقنية حول أن الشروط المادية للعرض أسهمت في تفسير الكتابة المسرحية، وعبر سبعة فصول تناولت المكان المسرحي، وهياكل الإنتاج المسرحي، والمؤلف الدرامي، والمزج، والممثل، وحرفيي المناظر المسرحية، والجمهور، وذاكرة المسرح.
الكتاب موجه للدارسين والممثلين والمخرجين الهواة والمحترفين، ولمن يعمل في المسرح. كما قرأت مجموعة من الإصدارات الشعرية الجديدة لعدد من الشعراء».

- بين الأدبين المحلي والفارسي
ومن قطر؛ يتحدث الكاتب والناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد، عن قراءاته لهذا العام: «في حقيقة الأمر؛ هناك العديد من الأعمال التي قرأتها طوال العام، سواء في مجال الشعر والرواية والدراسات والبحوث... وخلافه، خصوصاً بالنسبة لنا نحن الذين نمارس الكتابة والنقد عبر الصحافة المحلية أو التدريس. كما كان الكتاب رفيقاً خلال سفراتي المتكررة للعديد من الفعاليات المسرحية عبر خريطة الوطن العربي؛ لكنني هنا أتحدث - باختصار - عن بعض الأعمال التي تركت في ذاكرتي أثراً مميزاً خلال هذا العام، ولعلي أبدأ بكتاب من قطر، وهو ديوان شعر بعنوان: (نوارس) للشاعر الشاب محمد علي المرزوقي، والذي أرى أنه من أهم ما صدر في هذا العام؛ خصوصاً أن المؤلف يكتب بالفصحى والعامية، وهو من أبرز المثقفين، ليس على النطاق المحلي القطري، ولكن عبر منطقة الخليج والعالم العربي، فهو شابٌ معتمد على الدراسات والبحوث، ودائم التنقيب، ويمكن أن يكون هذا الديوان الشعري من أهم الأعمال التي تمّ تقديمها في قطر خلال العام.
أيضاً صدر أخيراً - قبل أسبوع - كتاب قيّم حول (فنّ الفجري)، (الفنون البحرية)، وفنون العمل على ظهر السفينة في قطر، وقام بجمع وإعداد هذا الكتاب الشاب الممثل ومدرب الإيقاع والرقص محمد ناصر الصايغ، واعتبر أن هذا الكتاب يمثل نقلة نوعية في توثيق هذا الفنّ، وقد أخبرني أنه الآن بصدد الكتابة عن عدد من الفنانين في قطر والخليج العربي من القدامى الذين نهلوا من معين التراث الشعبي.
أتوقف كذلك أمام عملين أدبيين قدمهما الأديب والروائي البحريني عقيل الموسوي، وقد حظيت هاتان الروايتان باهتمامي خلال هذا العام، ولأول مرة أكتشف المؤلف الموسوي، وهو طبيب أسنان من مملكة البحرين، حيث قدّم في 2017 رواية (أريامهر نامه) التي نجح من خلالها في تقديم سيرة حقيقية عن منطقة فارس القديمة، ولأول مرة أكتشف القيمة الحقيقية لهذا الروائي. أيضا قدم عقيل الموسوي في 2021 روايته الثانية (دارا الزرادشتي)، وأعتقد أنه في هذا العمل قد وضع بصمته بصفته واحداً من أبرز الروائيين في منطقة الخليج العربي، من خلال اهتمامه بنبش الذاكرة، حيث يغوص بكثير من الوعي والإدراك ليقدّم عملاً روائياً جميلاً... وأعتقد أنه من المفترض أن يتم إلقاء الضوء على هذين العملين؛ لأننا في أمسّ الحاجة إلى روائيين يملكون هذه الموهبة، وسط عدد كبير من الروايات العربية التي تتراكم عدداً دون قيمة فنية أو أدبية.
أيضاً من قراءاتي خلال هذا العام، أني رجعتُ لما كتبه رينولد ألان نيكولسون عن (التصوّف الإسلامي)، حيث نقل هذا العمل الكبير إلى اللغة العربية وعلّق عليه أبو العلا عفيفي، وهذا الكتاب ترك أثراً في نفسي من بين العديد من القراءات التي حفل بها برنامجي لعام 2021.


مقالات ذات صلة

الحميدان أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية

يوميات الشرق الأمير فيصل بن سلمان يستقبل الأمير خالد بن طلال والدكتور يزيد الحميدان بحضور أعضاء مجلس الأمناء (واس)

الحميدان أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية

قرَّر مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية تعيين الدكتور يزيد الحميدان أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية خلفاً للأمير خالد بن طلال بن بدر الذي انتهى تكليفه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
ثقافة وفنون قراءات المثقفين المصريين في عام 2024

قراءات المثقفين المصريين في عام 2024

مرَّت الثقافة العربية بعام قاسٍ وكابوسي، تسارعت فيه وتيرة التحولات بشكل دراماتيكي مباغت، على شتى الصعد، وبلغت ذروتها في حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على غزة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

صانع محتوى شاب يحتل بروايته الجديدة قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في فرنسا، الخبر شغل مساحات واسعة من وسائل الإعلام

أنيسة مخالدي (باريس)
كتب «حكايات من العراق القديم» و«ملوك الوركاء الثلاثة»

«حكايات من العراق القديم» و«ملوك الوركاء الثلاثة»

صدر عن دار «السرد» ببغداد كتابان مترجمان عن الإنجليزية للباحثة والحكواتية الإنجليزية فران هزلتون.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
كتب كتاب جديد يكشف خبايا حملة نابليون على مصر

كتاب جديد يكشف خبايا حملة نابليون على مصر

يتناول كتاب «حكايات في تاريخ مصر الحديث» الصادر في القاهرة عن دار «الشروق» للباحث الأكاديمي، الدكتور أحمد عبد ربه، بعض الفصول والمحطات من تاريخ مصر الحديث

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

أسواق 2024: الكتب الأكثر مبيعاً... الخاسرون والرابحون

 «من أجل عيون منى» لتوماس شيسلر
«من أجل عيون منى» لتوماس شيسلر
TT

أسواق 2024: الكتب الأكثر مبيعاً... الخاسرون والرابحون

 «من أجل عيون منى» لتوماس شيسلر
«من أجل عيون منى» لتوماس شيسلر

ككل نهاية سنة ينشر الإعلام الفرنسي قائمة بالكتب والإصدارات التي سجَّلت أقوى المبيعات على مدار السنة. النتائج تُنشر بناءً على أرقام معاهد الإحصاء المختصة، مثل «إيدستا» أو «داتاليب»، ولكن أيضاً انطلاقاً من الأرقام التي أعلنت عنها دور النشر، وهي لا تأخذ بعين الاعتبار القيمة الأدبية للإصدارات، بل النجاح التجاري فقط، حيث يحدث أن نجد في أسفل القائمة كتباً قيّمة لاقت ترحيب النقاد لكنَّ الإقبال الجماهيري عليها كان ضعيفاً.

من هذا المنظور تُوجت دار نشر «ألبان ميشال» هذه السنة «ملكة للمبيعات»، حيث سجلت بفضل غزارة ونوعية الأعمال التي أشرفت على نشرها هذه السنة، أكبر النجاحات. أول هذه الأعمال كانت رواية «من أجل عيون منى» للكاتب والباحث في تاريخ الفن توماس شيسلر، وهي الرواية التي فاقت منذ صدورها كل التوقعات، إذ حازت اهتماماً إعلامياً واسعاً، كما تُرجمت إلى 32 لغة بما فيها العربية، وبيعت بأكثر من 390 ألف نسخة (أرقام خاصة بفرنسا) وهي تروي قصّة «منى»، طفلة في العاشرة تصاب بتوقف تدريجي للبصر، فيقرر جدها معالجتها على طريقته الخاصة بأن يصطحبها في كل أسبوع إلى أكبر متاحف فرنسا لتتأمل روائع الفن العالمي.

«مذكرات» لجوردن بارديلا

من الأعمال الناجحة أيضاً الرواية الرابعة للكاتبة فاليري بيران «تاتا» وهي بوليسية نفسية تروي قصة كوليت، امرأة مختفية تقوم ابنة أختها بالتحقيق في سبب اختفائها لتكتشف أن لخالتها حياة مزدوجة. هذه الرواية بيعت بأكثر من 250 ألف نسخة وهو نفس الإنجاز الذي وصلت إليه رواية «نادل فندق الريتز» للكاتب فيليب كولين، وهي القّصة الحقيقية لفرانك مايير، أشهرا نادل في باريس إبان حقبة النظام الفيشي. «ألبان ميشال» كانت أيضاً المؤسسة التي نشرت السيرة الذاتية لرئيسة وزراء ألمانيا السابقة أنجيلا ميركل بعنوان «الحرية: الذكريات 1954 - 2021» التي تروي فيها مسيرتها السياسية عبر أكثر من 700 صفحة. ورغم أن الكتاب بيع منه نحو 350 ألف نسخة فإن الإنجاز لم يكن في مستوى توقعات وآمال الناشر على اعتبار أنه دفع أكثر من 400 ألف يورو في مزاد علني خاص (حسب مصادر مجلة «لكسبرس») مقابل الحصول على حقوق النشر، ناهيك بمصاريف الترجمة والدعاية والتوزيع، خصوصاً إذا ما قورن بما حققته دار نشر «فايار» مع الطبعة الفرنسية لمذكرات ميشال أوباما مثلاً، التي بيع منها داخل فرنسا 500 ألف نسخة وأكثر من عشرة ملايين في العالم. سنة 2024 أكدت أيضاً صحة الآراء التي ترى أن الجوائز تسهم في الترويج للكتب ورفع المبيعات، فعلى الرغم من الجدل الكبير بخصوص قضية نشر قصّة سعادة عربان البطلة الحقيقية لـ«الحوريات» لكمال داود دون إذنها، فإن الرواية تمكنت من تحقيق نجاح تجاري كبير منذ صدورها في 15 أغسطس (آب)، إذ بيع منها حتى الآن أكثر من 390 ألف نسخة، متبوعة برواية «جاكاراندا» التي يواصل فيها الكاتب غاييل فاي استكشاف إشكالات المنفى والذاكرة والهويات المتعددة من موطنه رواندا. هذه الرواية كانت تنافس «الحوريات» على جائزة «غونكور» لكنها ختمت السنة بجائزة «رونودو»، وبيع منها أكثر من 250 ألف نسخة، وهي الثانية لفاي بعد ثماني سنوات على صدور عمله الروائي الأول «البلد الصغير». أقل منهما حظاً الكاتبة هيلين غودي، فرغم ترحيب النقاد بعملها وترشحها للقائمة الصغيرة لـ«غونكور» فإن عملها الروائي لم يلقَ الرواج المتوقَّع، حيث لم تَبِعْ من روايتها «الأرخبيل» سوى 4000 نسخة منذ صدورها.

«تاتا» لفاليري بيرن

سنة 2024 تميزت أيضاً بنجاح الكتب السياسية لشخصيات من اليمين المتطرف، أهمها إصدارات تابعة لدار نشر «فايار» التي أصبحت مِلك رجل الأعمال فنسان بولوري المعروف بقربه من تيار اليمين المتطرف. أهم هذه الإصدارات السيرة الذاتية لجوردان برديلا، رئيس حزب التجمع الوطني، وهي بعنوان «عن ماذا أبحث؟»، حيث لاقت إقبالاً كبيراً وبيع منها 150 ألف نسخة، إضافةً إلى كتاب فيليب دو فيليي، وهو شخصية سياسية محافظة من اليمين المتطرف سجّل كتابه «مبيد الذاكرة» أكثر من 140 ألف نسخة، في الوقت الذي سجلت فيه كتب الشخصيات اليسارية أمثال الرئيس السابق فرانسوا هولاند، وآن هيدالغو، عمدة باريس، فشلاً ذريعاً، حيث بيع من عمل الرئيس السابق 6000 نسخة، و السيدة هيدالغو 250 نسخة فقط.

على أن روايات الجريمة والتشويق تبقى الأكثر شعبية.

على رأس القائمة الرواية البوليسية «حيوان متوحش» للكاتب السويسري جويل ديكير وهي من نوع المغامرات البوليسية، وحازت رواجاً شعبياً كبيراً وبيعت بأكثر من 420 ألف نسخة. تليها الرواية الجديدة لغيوم ميسو «شخص آخر»، وهي من النوع البوليسي أيضاً وبيع منها 390 ألف نسخة.

«فادي الأخ المسروق» لرياض سطوف

ودائماً في عالم الجريمة تَحوَّل الطبيب الشرعي البلجيكي فيليب بوكسو إلى نجم المكتبات الفرانكوفونية بفضل كتب استلهمها من خبرته في تشريح الجثث وأسلوبه المتسم بروح الفكاهة اللاذعة. وقُدرت مبيعات كتابه الأخير «في مواجهة الموت» بـ300 ألف نسخة.

والجديد هذه المرة اقتحام القصص المصوَّرة وسلاسل المانغا بقوة سوق الكتب. حيث نقلت وسائل الإعلام الفرنسية النجاح الساحق الذي سجَّله المؤثر الشاب «أنوكس تاغ» بسلسلة المانغا «الغريزة» أو «أنستا»، (دار نشر «ميشال لافون»)، التي بيع منها 265 ألف نسخة بعد شهرين فقط من صدورها، إضافةً إلى سلسلة الرسوم المصّورة: «أنا فادي... الابن المسروق» للرسّام السوري الفرنسي رياض سطّوف الذي يعد من الأسماء المتعودة على احتلال صدارة قوائم الكتب الأكثر مبيعاً (بيست سيلرز) في فئة القصّص المصورة (بي دي)، فهو معروف بسلسلة «عربي من المستقبل» التي أصدر منها 6 مجلدات، وهي سيرة ذاتية هزلية عن حياته من الطفولة في سوريا وليبيا إلى حياته في المهجر. «عربي من المستقبل» كانت قد حازت بها عدة جوائز منها «الجائزة الكبرى لمهرجان أنغولام» أما السلسلة الجديدة فقد بيع منها أكثر من 350 ألف نسخة.