العالم يشدد قيوده للحد من تفشي «أوميكرون»

أوروبا تتوقع سيطرته على القارة في منتصف يناير

بعد عامين من بداية الجائحة «أوميكرون» يعيد فرض كثير من الإجراءات الوقائية (رويترز)
بعد عامين من بداية الجائحة «أوميكرون» يعيد فرض كثير من الإجراءات الوقائية (رويترز)
TT

العالم يشدد قيوده للحد من تفشي «أوميكرون»

بعد عامين من بداية الجائحة «أوميكرون» يعيد فرض كثير من الإجراءات الوقائية (رويترز)
بعد عامين من بداية الجائحة «أوميكرون» يعيد فرض كثير من الإجراءات الوقائية (رويترز)

شرع كثير من الدول حول العالم في تعزيز القيود الصحية للجم الانتشار الخاطف للمتحور «أوميكرون» من فيروس كورونا مع إلغاء احتفالات أو إغلاق مواقع ثقافية، فيما تزداد الضغوط على غير الملقحين، وذلك قبل أسبوع من عيد الميلاد (الكريسماس). فبعد شهر فقط على رصدها للمرة الأولى في جنوب أفريقيا، بات المتحور «أوميكرون» موجوداً في نحو ثمانين بلداً وينتشر بسرعة هائلة في أوروبا، حيث يُتوقع أن يصبح النسخة المهيمنة بحلول منتصف يناير (كانون الثاني)، بحسب المفوضية الأوروبية.
وعززت الكثير من الدول الأوروبية إجراءات الوقاية الصحية مع اقتراب أعياد نهاية السنة. ففي فرنسا، طلبت الحكومة من رؤساء البلديات إلغاء الحفلات الموسيقية أو عروض الألعاب النارية المقررة ليلة رأس السنة. ولن تشهد جادة الشانزيليزيه الشهيرة احتفالات هذه السنة على ما أعلنت بلدية باريس أمس (السبت). ودعا المجلس العلمي الفرنسي حول «كوفيد – 19» الحكومة، أمس، إلى فرض «قيود كبيرة» بمناسبة احتفالات رأس السنة، ذاكراً خصوصاً الحد من النشاطات الجماعية أو فرض حظر تجول.
وفي آيرلندا، ستقفل المطاعم عند الساعة الثامنة مساء اعتباراً من اليوم (الأحد) حتى نهاية يناير. أما الدنمارك التي سجلت، الجمعة، عدداً قياسياً جديداً بلغ 11 ألف حالة، من بينها 2500 بالمتحور «أوميكرون»، فستغلق اعتباراً من الأحد ولمدة شهر المسارح ودور السينما وقاعات الحفلات الموسيقية، فضلاً عن المتنزهات الترفيهية والمتاحف. وفي هولندا يُعقد اجتماع طارئ بعدما دعا فريق الخبراء الذي يقدم المشورة إلى الحكومة منذ بدء الجائحة إلى إغلاق صارم.
وتدرس بريطانيا فرض حظر لمدة أسبوعين على الأشخاص الذين يتجمعون في أماكن مغلقة بعد عيد الميلاد (الكريسماس) في إنجلترا، لإبطاء انتشار متحور «أوميكرون». وقالت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، إن رئيس الوزراء بوريس جونسون لم يقر الخطة، وينتظر المستشارون مزيداً من البيانات بشأن المتحور الجديد. ويريد جونسون مراجعة أثر الإجراءات التي فرضت على مدار الأسبوع الماضي، وقد لا يرى حاجة لتشديد القواعد أكثر.
واتخذت اسكتلندا وويلز إجراء أكثر قليلاً، حيث نصحت اسكتلندا الأشخاص بقصر التواصل الاجتماعي على ثلاث أسر في فترة الكريسماس، فيما سوف تغلق ويلز الملاهي الليلية بدءاً من 27 الشهر الجاري.
وفي القارة الأميركية، ستعيد مقاطعة كيبيك الكندية العمل بنظام الحد من عدد الموجودين في الحانات والمطاعم والمتاجر. أما في آسيا، فأعادت كوريا الجنوبية، أمس (السبت)، العمل بساعات إغلاق إلزامية للمقاهي والمطاعم ودور السينما وأماكن عامة أخرى على أن تقتصر اللقاءات الخاصة من الآن وصاعداً على أربعة أشخاص. وبدأت تفرض قيود سفر في نهاية الأسبوع الحالي.
واعتمدت فرنسا اعتباراً من لزوم وجود «سبب قاهر» للمسافرين الوافدين من بريطانيا والمتوجهين إليها بعدما سجلت بريطانيا لليوم الثالث على التوالي عدداً قياسياً من الإصابات تجاوز 93 ألف حالة. وداخل الاتحاد الأوروبي، باتت بعض الدول مثل آيرلندا والبرتغال وإيطاليا واليونان تفرض على المسافرين الأوروبيين حتى الملقحين منهم، التزود بفحص تشخيص سلبي النتيجة.
وستفرض ألمانيا التي صنّفت الجمعة فرنسا والدنمارك بلدين «عاليي المخاطر»، على المسافرين غير الملقحين الآتين من هذين البلدين فترة حجر. واعتباراً من اليوم (الأحد)، سيطبق هذا التدبير أيضاً على الوافدين من النرويج ولبنان وأندورا. وتترافق هذه الإجراءات أينما كان مع ضغوط متزايدة على غير الملقحين تصل أحياناً إلى حد إلزام تلقي اللقاح.
وفي لوس أنجليس ينبغي اعتباراً من أمس على كل موظفي البلدية بمن فيهم عناصر الشرطة والإطفاء الذين لم يحصلوا على أي استثناء ديني أو صحي تلقي اللقاح وإلا وضعوا في عطلة إدارية. وتفيد أجهزة البلدية بأن أكثر بقليل من 430.800 موظف بلدي أي 79 في المائة من العدد الإجمالي، تلقوا اللقاح حتى هذا الأسبوع.
واعترض بعض عناصر الشرطة والإطفاء على إلزامية تلقي اللقاح وهم حاولوا دون جدوى حتى الآن تعليق الإجراء عبر المسار القضائي. والجمعة، أعادت محكمة أميركية فرض التلقيح الإجباري لموظفي الشركات الكبرى كما تريد إدارة الرئيس جو بايدن، وهو إجراء علق مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) بقرار من محكمة استئناف في تكساس. وقد يطعن بهذا التدبير مجدداً أمام المحكمة العليا.
وفي سويسرا، سيسمح فقط للملقحين أو المتعافين من «كوفيد – 19» اعتباراً من الاثنين بدخول المطاعم والمؤسسات الثقافية والمنشآت الرياضية والترفيهية، فضلاً عن الفعاليات التي تقام داخل قاعات.
وفرض اللقاح سيدخل حيز التنفيذ أيضاً في فرنسا مطلع السنة، بحيث ستصبح الشهادة الصحية «شهادة لقاحية» على ما أعلن رئيس الوزراء جان كاستكس. فلدخول الأماكن التي يجب فيها إبراز هذه الشهادة من مطاعم ومنشآت ثقافية وترفيهية وغيرها، لن تكون نتيجة سلبية لفحص التشخيص كافية بل ينبغي أن يكون الشخص حصل بالضرورة على اللقاح أو الجرعة المعززة أو أنه شُفي من المرض. وبموازاة ذلك، بات التلقيح يشمل الأطفال في دول عدة مع انضمام البرازيل إلى البلدان التي باشرت ذلك مثل كندا والولايات المتحدة وإسرائيل وتشيلي والبرتغال وإيطاليا واليونان وقبرص والدنمارك والبرتغال. وستبدأ فرنسا بدورها، الأربعاء المقبل، تلقيح الأطفال بين سن 5 و11.


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.