ثلاثي القمة سيتي وليفربول وتشيلسي في مواجهة نيوكاسل وتوتنهام وولفرهامبتون اليوم

«كورونا» يتسبب في تأجيل مواجهة أستون فيلا وبيرنلي قبل ساعات من إقامتها... واجتماع للأندية لبحث مخاطر تفشي الفيروس

تم إخلاء ملعب أستون فيلا من الجماهير وإلغاء مباراته أمام بيرنلي أمس بشكل مفاجئ (رويترز)   -  جماهير توتنهام تنتظر انتفاضة كين أمام ليفربول (أ.ب)
تم إخلاء ملعب أستون فيلا من الجماهير وإلغاء مباراته أمام بيرنلي أمس بشكل مفاجئ (رويترز) - جماهير توتنهام تنتظر انتفاضة كين أمام ليفربول (أ.ب)
TT
20

ثلاثي القمة سيتي وليفربول وتشيلسي في مواجهة نيوكاسل وتوتنهام وولفرهامبتون اليوم

تم إخلاء ملعب أستون فيلا من الجماهير وإلغاء مباراته أمام بيرنلي أمس بشكل مفاجئ (رويترز)   -  جماهير توتنهام تنتظر انتفاضة كين أمام ليفربول (أ.ب)
تم إخلاء ملعب أستون فيلا من الجماهير وإلغاء مباراته أمام بيرنلي أمس بشكل مفاجئ (رويترز) - جماهير توتنهام تنتظر انتفاضة كين أمام ليفربول (أ.ب)

تواصل الموجة الجديدة لمتحور فيروس كورونا ضرب منافسات الدوري الإنجليزي، حيث أعلنت الرابطة تأجيل مباراة أستون فيلا أمام ضيفه بيرنلي، أمس، قبل ساعات قليلة من إقامتها ضمن منافسات المرحلة الثامنة عشرة، التي تشهد اليوم 4 مباريات ساخنة، حيث يحل مانشستر سيتي المتصدر ضيفاً على نيوكاسل، ويلتقي ليفربول (الثاني) مع توتنهام، وتشيلسي (الثالث) مع ولفرهامبتون، وإيفرتون مع ليستر سيتي. وقال أستون فيلا، في بيان له، «نتيجة لسلسلة من فحوصات (بي سي آر) تأكد انخفاض عدد الطاقم الذي سبق له أن تأثر قبل الرحلة إلى نوريتش في منتصف الأسبوع. وجميع الأشخاص الذين جاءت نتيجة اختباراتهم إيجابية باتوا يخضعون للحجر الصحي». وضمن السياق ذاته، قالت رابطة الدوري، «نظراً للحالات الأكثر إيجابية في تشكيلة أستون فيلا، فقد اضطر مجلس إدارة الرابطة إلى تأجيل مباراة الفريق على أرضه ضد بيرنلي بشكل عاجل وفوري». وأضافت: «بعد مراجعة جميع المعلومات الجديدة التي قدمها أستون فيلا هذا الصباح وتلقي مشورة طبية منفصلة، وافق المجلس على الطلب نتيجة عدم وجود عدد كافٍ من اللاعبين لتشكيل فريق». وهي المباراة العاشرة التي يتم تأجيلها في الدوري الممتاز بسبب أسباب صحية تتعلق بجائحة «كوفيد - 19». وبذلك تقلصت مباريات المرحلة الثامنة عشرة إلى 5 فقط. ودعت رابطة الدوري إلى اجتماع غداً الاثنين لرؤساء الأندية وقادة الفرق والمدربين لطرح كافة المخاوف والأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها بشأن أزمة «كورونا» الحالية.
وأشار ستيفن جيرارد، المدير الفني لفريق أستون فيلا، إلى أن الاجتماع سيناقش معايير تأجيل المباريات، بعدما طالب بعض المدربين بالوضوح في أسباب التأجيلات، وقال: «على خلفية تصريحات الكثير من المدربين، نحن نرغب في الشيء ذاته من أجل مواصلة اللعب، بالطبع هناك الكثير من المخاوف والكثير من الأسئلة التي تنتظر إجابات». وأضاف: «هذا هو سبب أن رابطة الدوري الإنجليزي ستمنح الفرصة لذلك في اجتماع الاثنين، حيث سيجتمع المدربون معاً وأتمنى أن تكون النتيجة هي إيضاح الكثير من الأمور، كما أنها ستكون فرصة للقاء قادة الفرق معاً والتحدث وإجراء نقاش حول أفضل ما يمكن فعله في الوضع الراهن».
كان إيدي هاو، المدير الفني لفريق نيوكاسل يونايتد، قد أعرب قبل يومين عن مخاوفه من تأثير كثرة التأجيلات على نزاهة المنافسات، مشيراً إلى أن الأمر بات خطيراً، وقال: «لا أعتقد أننا نرغب في لعب نصف المباريات وتأجيل النصف الآخر». وأوضح: «بالتأكيد الدوري سيفتقد شيئاً ما حينما يصبح غير منظم من حيث عدد المباريات التي تم خوضها، حينما تبدأ بخسارة اللاعبين بسبب (كورونا)، فإن الأمر يصبح مقلقاً بخصوص عدم عدالة المسابقة، ولا أظن أن أحداً يرغب في ذلك».
وتابع هاو: «لا بد من اتخاذ قرار لضمان نزاهة المسابقة، أعتقد أن الأمر بات خطيراً، الناس يرغبون في مشاهدة مسابقة دوري عادلة، ليس مباريات تقام من وقت لآخر وهناك لاعبون غائبون».
وأكد: «أنا أرغب بشدة في مواصلة جدول المباريات، لكن حماية سلامة اللاعبين والجماهير يجب أن تأتي في المقدمة». وسيكون هاو صاحب المركز التاسع عشر (قبل الأخير)، الذي خسر الخميس أمام ليفربول، على موعد مع مباراة مع البطل مانشستر سيتي اليوم، رغم أن الأخير أعلن عن قلقه من إصابة مدربه الإسباني جوسيب غوارديولا، بفيروس كورونا، لكن مسحة الأخير أمس جاءت سلبية. وبذلك سيكون غوارديولا قادراً على قيادة فريقه ضد مضيفه نيوكاسل.
واضطر غوارديولا إلى إلغاء المؤتمر الصحافي، أول من أمس، على هامش المباراة بعد اختبار مشكوك بنتيجته، قبل أن يجري فحص «بي سي آر» للمرة الثانية، وجاءت النتيجة سلبية.
لكن غوارديولا أكد على أن واحداً من لاعبيه جاءت نتيجته إيجابية في الأيام الأخيرة، وأوضح: «الجميع جاهز، فقط فيران (توريس الإسباني) يغيب (بسبب الإصابة)»، كما أكد عودة الظهير البرتغالي جواو كانسيلو، بعد إيقافه المباراة السابقة خلال الفوز الكاسح بسباعية نظيفة ضد ليدز يونايتد، الثلاثاء، وسيكون «جاهزاً مع الجميع للعب».
وشوهد غوارديولا آخر مرة علناً الأربعاء عندما مثل سيتي خلال إعلان اعتزال مهاجم فريقه السابق الأرجنتيني سيرخيو أغويرو (33 عاماً) في ملعب «كامب نو» في برشلونة بسبب مشكلات في قلبه، بعدما كان وصل إلى كاتالونيا مطلع الموسم الحالي بعد 10 أعوام أمضاها في ملعب «الاتحاد» في مانشستر.
وأعرب المدرب الإسباني، البالغ 50 عاماً، الذي توفيت والدته بسبب الفيروس العام الماضي، عن حاجة لاعبيه والناس بشكل عام للحفاظ على مستويات عالية من الحذر، وقال في وقت: «أنا قلق، ليس لأننا سنلغي الدوري أو نؤجله، ولكن لأن الفيروس موجود في المجتمع والناس تعاني». وأضاف: «بعض الناس، الأطقم هنا، أصيبوا بـ(كورونا) وقد تحدثنا مع اللاعبين كل يوم تقريباً، وقلنا لهم أن يكونوا حذرين - حافظوا على سلامتكم، حافظوا على صحتكم، (ارتدوا) أقنعة، وحافظوا على التباعد الاجتماعي».
ويتصدر مانشستر سيتي الترتيب برصيد 41 نقطة، متقدماً بفارق نقطة عن مطارده المباشر ليفربول، و4 نقاط عن تشيلسي الثالث. في المقابل يأمل نيوكاسل في النهوض من عثراته بعدما بات مهدداً بقوة بالهبوط إذ يحتل المركز قبل الأخير بعشر نقاط ومتقدماً على نوريتش المتذيل بفارق الأهداف فقط.
وقبل مباراته مع توتنهام في قمة منافسات المرحلة، أعرب الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول، عن قلقه من تفشي فيروس كورونا، وأكد على أن تلقي اللقاح المضاد يجب أن يكون إلزامياً «من الناحية الأخلاقية». وأبدى كلوب دعمه بوضوح لبرنامج التطعيم باللقاح، وأكد أن اللاعبين يتحملون المسؤولية في اتباع خطى الغالبية العظمى من المواطنين. وأوضح: «99 في المائة من أفراد فريقنا تلقوا كامل جرعات التطعيم، كما تلقى عدد منهم الجرعة التنشيطية وبعضهم من المقرر أن يتلقاها». ويعد هذا متناقضاً بشكل كبير مع الوضع في رابطة كرة القدم الإنجليزية، حيث قال نحو ربع اللاعبين المنتمين لها إنهم لا يعتزمون تلقي اللقاح. وأضاف: «هي مسألة قناعة. إذا كنت أفعل شيئاً يساعد الناس من حولي، فهذا الأمر يعد إلزامياً - لكن من الواضح أن بعض الناس يرون ذلك بشكل مختلف». وتابع: «عمري 54 عاماً، وأؤمن بشدة بإمكانية إقناع الناس بفعل الأشياء الصحيحة، لكنني لست واثقاً من هذا في هذه القضية على وجه الخصوص».
وخسر ليفربول جهود مدافعه الهولندي فيرجيل فان دايك والبرازيلي فابينيو وكورتيس جونز أمام نيوكاسل، وسيغيبون أيضاً عن لقاء توتنهام اليوم بسبب حجرهم بعيداً عن بقية اللاعبين، بسبب نتائج اختبارات إيجابية لفيروس كورونا.
وقال كلوب: «أتمنى إقامة مباراة توتنهام في موعدها لكنني غير متفائل. الوضع صعب حقاً، لا أحد يعلم ماذا سيحدث. لم يسبق أن واجهت غياب ثلاثة لاعبين في يوم المباراة... هل يجب إيقاف الدوري؟ لا أملك إجابة حقيقية لذلك». وعن منافسه توتنهام الذي لم يلعب منذ قرابة أسبوعين بعد تأجيل مباراتيه أمام برايتون وليستر سيتي، قال كلوب: «ليس لدي أدنى فكرة عن موقف المنافس. سيكون الوضع صعباً بالنسبة لهم أيضاً. لم يلعبوا لمدة أسبوعين».
على الجانب الآخر يعلم الإيطالي أنطونيو كونتي المدير الفني لتوتنهام، الذي تأجلت له ثلاث مباريات بسبب تفشي الفيروس في النادي، إن فريقه سيخوض اللقاء وسط حالة من القلق. وعلى المستوى الفني، حذر كونتي مدافعيه من خطورة المصري محمد صلاح هداف ليفربول والدوري (15 هدفاً وصنع تسعة أهداف، أكثر من أي لاعب آخر في أوروبا).
وقال كونتي: «أعتقد أنه أحد أفضل اللاعبين في العالم. خلال المباريات، رأيناه يسجل أو يصنع الأهداف. إنه لاعب حاسم للغاية. خلال المباريات، في كل مرة يحصل على الكرة يشكل خطورة... تطور كثيراً، أتذكره عندما كان يلعب في إيطاليا».
وتوقع كونتي، أن تكون مباراة صعبة، وأوضح: «ليفربول أحد أفضل الفرق في أوروبا وأيضاً في العالم، وفقاً لما يفعله الفريق ووفقاً لكل ما حققه يورغن كلوب في هذه الأعوام». وعبر كونتي عن دعمه لمهاجمه هاري كين، الذي عانى هذا الموسم من تراجع بالمستوى، بعدما كان دائماً على رأس قائمة هدافي المسابقة منتخب بلاده، لكن الحصيلة تراجعت كثيراً في الموسم الحالي إذ لم يحرز سوى هدف وحيد فقط.
وأكد كونتي الذي تولى تدريب النادي اللندني في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن فريقه يكون أفضل بوجود كين وقتاً: «إذا قارنت أداءه في الماضي فإن الوضع يبدو غريباً، لكن من خلال تجربتي كلاعب ومدرب فإن هذا يحدث... لعبت إلى جانب مهاجمين كبار لم يهزوا الشباك لفترة طويلة. لكن رأيي فيهم رغم ذلك لم يتغير. عندما يكون هاري كين في تشكيلتك فإنك تشعر بالمزيد من القوة، إنه لاعب من الطراز العالمي».
وفي تشيلسي يبدو الوضع مقلقاً أيضاً قبل مواجهة ولفرهامبتون اليوم بسبب تواصل إهدار النقاط بالجولات الأخيرة، وآخرها التعادل بملعبه 1 - 1 مع إيفرتون الخميس. ويزيد من قلق تشيلسي تفشي فيروس كورونا الذي ضرب أربعة لاعبين جدد هم بن تشلويل وكالوم هودسون - أودوي والألماني تيمو فرنر والبلجيكي روميلو لوكاكو، بعدما كان اكتشف إيجابية لاعب وسطه الكرواتي ماتيو كوفاسيتش، فيما غاب أيضاً الألماني كاي هافيرتز لعدم صدور نتيجة الفحص الذي خضع له. وأعرب الألماني توماس توخيل مدرب تشيلسي، عن حيرته من أسباب تراجع أداء فريقه، مشيراً إلى أن الأمر لا يعود فقط إلى غياب العديد من اللاعبين بسبب الإصابة وفيروس كورونا. ويحتل تشيلسي المركز الثالث لكنه يتأخر بأربع نقاط عن مانشستر سيتي المتصدر.


مقالات ذات صلة

جيم راتكليف: سأترك منصبي إذا «فشلت» في مانشستر يونايتد

رياضة عالمية جيم راتكليف (رويترز)

جيم راتكليف: سأترك منصبي إذا «فشلت» في مانشستر يونايتد

يقول السير جيم راتكليف إنه سيتنحى عن مانشستر يونايتد إذا فشل في تغيير حظوظ النادي، لكنه لا يزال واثقاً من أنه يسير على الطريق الصحيح.

The Athletic (مانشستر )
رياضة عالمية آرسنال المنتشي أوروبياً يطمح لتقليص الفارق مع ليفربول عبر بوابة تشيلسي (أ.ف.ب)

قمة لندنية بين آرسنال وتشيلسي بالدوري الإنجليزي

يأمل فريق المدرب الإسباني أرتيتا العودة لنغمة الانتصارات التي غابت عنه في المراحل الثلاث الماضية بالبطولة

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية تسديدة هدسون أودوي في طريقها لشباك مانشستر سيتي (رويترز)

كيف أصبح التأهل لدوري الأبطال في متناول نوتنغهام فورست؟

كان الفوز على مانشستر سيتي في إطار المعركة الشرسة على احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى مهماً للغاية وله دلالة كبيرة

رياضة عالمية كريستيان نورغارد (أ.ف.ب)

نورغارد قائد برنتفورد يخشى إدمان الحبوب المنوّمة

قال كريستيان نورغارد، قائد فريق برنتفورد، المنافس في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، إنه كان يخشى أن يصبح مدمناً للحبوب المنوّمة بعد تناول العقار للتحضير للمباريات

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية واين روني (رويترز)

روني: مانشستر يونايتد يخاف من الملعب... هناك 15 لاعباً يستحقون الرحيل

يعتقد واين روني أن فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم يبدو «تائهاً» و«خائفاً» في الملعب، وأن هناك 10 إلى 15 لاعباً يجب أن يرحلوا من الفريق.

«الشرق الأوسط» (إنجلترا)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.