قالت وكالة الطاقة الدولية أمس الثلاثاء، إن ارتفاع حالات الإصابة بـ(كوفيد - 19) وظهور السلالة أوميكرون من فيروس «كورونا» سيحد من الطلب العالمي على النفط، لكن الصورة الأوسع تشير إلى أن الإنتاج المتزايد سيتجاوز الطلب هذا الشهر ويرتفع العام المقبل.
وقالت الوكالة، ومقرها باريس، في تقريرها الشهري: «من المتوقع أن يبطئ ارتفاع حالات (كوفيد - 19) التعافي الجاري في الطلب على النفط لكنه لن يوقفه». وأضافت «إجراءات الاحتواء الجديدة التي فرضت لوقف انتشار الفيروس سيكون لها تأثير أخف على الأرجح على الاقتصاد مقارنة بموجات (كوفيد) السابقة».
وتابعت الوكالة أن الولايات المتحدة ستكون المسؤولة منفردة عن أكبر زيادة في الإنتاج للشهر الثاني على التوالي مع تسارع أعمال الحفر هناك.
وفي العام المقبل قد تسجل السعودية وروسيا مستويات قياسية في الإنتاج السنوي إذا أنهت مجموعة أوبك+ خفض الإنتاج المتفق عليه بالكامل.
وعندئذ قد يقفز المعروض النفطي العالمي بمقدار 6.4 مليون برميل يوميا العام المقبل بالمقارنة بارتفاعه 1.5 مليون برميل يوميا في 2021.
وخفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب على النفط هذا العام والعام المقبل بمقدار مائة ألف برميل يوميا لكل منهما فيما يرجع في أغلبه إلى تراجع محتمل في استخدام وقود الطائرات نتيجة للقيود الجديدة على السفر.
لكن الطلب على الوقود المستخدم في وسائل النقل البرية سيواصل الزيادة على نحو مطرد.
جاءت توقعات الوكالة بعد يوم من إعلان أوبك الإبقاء على توقعاتها للعامين الحالي والمقبل دون تغيير، قائلة إن تأثير المتحور أوميكرون على الطلب سيكون «بسيطا وقصير الأمد».
وأضافت الوكالة أن إمدادات النفط العالمية، التي زادت 1.5 مليون برميل يوميا فحسب في 2021 ستقفز 6.4 مليون برميل يوميا في العام المقبل. وقالت إن العرض سيفوق الطلب حتى الربع الأخير من العام المقبل على الأقل.
وتراجعت أسعار النفط صوب 73 دولارا للبرميل، خلال تعاملات أمس الثلاثاء، بعد أن توقعات وكالة الطاقة الدولية. كما أظهرت بيانات أميركية أن أسعار المنتجين عند أعلى مستوياتها في 11 عاما، فيما تؤكد توقعات السوق باتخاذ قرار خلال اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي هذا الأسبوع بالإسراع في خفض التحفيز، مما يدعم الدولار ويؤثر على النفط.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 98 سنتا بما يعادل 1.32 في المائة إلى 73.41 دولار للبرميل بحلول الساعة 14:05 بتوقيت غرينيتش. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 93 سنتا أو 1.3 في المائة إلى 70.36 دولار للبرميل.
كان وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، قد قال يوم الاثنين إن أسواق النفط قد تواجه فترة خطيرة، إذ إن تقليص الاستثمارات في الاستكشاف والحفر يهدد بخفض إنتاج الخام بمقدار 30 مليون برميل يوميا بحلول عام 2030.
وأوضح في مناسبة محلية، أن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، ستكون إحدى دول قليلة قد تزيد طاقتها لإنتاج النفط في 2022، وأضاف قائلا: «نحن مقبلون على فترة قد تكون خطيرة... ما لم يكن هناك زيادة في الإنفاق الاستثماري للمحافظة على الطاقة الإنتاجية وزيادتها فالعالم مقبل على أزمة طاقة بشكل أو آخر».
وقال نصا: «أنا لا أتنبأ ولكن أحذر من أنه ستتلاشى الطاقة الإنتاجية غير المستغلة في العالم».
والطاقة الإنتاجية الفائضة عامل مهم لتخفيف الضغوط في أسواق النفط لأنها تسمح للمنتجين بالرد سريعا على تعطلات غير متوقعة في الإمدادات قد توجد شحا في السوق وتسبب تقلبات كبيرة في الأسعار.
وواجه المستهلكون في آسيا وأوروبا هذا العام نقصا في الغاز الطبيعي والفحم والكهرباء بسبب انخفاضات في الإنتاج مما دفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات.
«الطاقة الدولية» تتوقع تجاوز المعروض النفطي للطلب العالمي رغم {أوميكرون}
«الطاقة الدولية» تتوقع تجاوز المعروض النفطي للطلب العالمي رغم {أوميكرون}
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة