ليس برحيل سولسكاير وحده تنتهي مشاكل مانشستر يونايتد

الفريق كان يعاني من خلل وظيفي قبل وصول المدرب النرويجي وقد يواصل المعاناة من هذا الخلل بعد رحيله

سولسكاير خلال مباراة وستهام على ملعب يونايتد في مارس الماضي (أ.ب)
سولسكاير خلال مباراة وستهام على ملعب يونايتد في مارس الماضي (أ.ب)
TT

ليس برحيل سولسكاير وحده تنتهي مشاكل مانشستر يونايتد

سولسكاير خلال مباراة وستهام على ملعب يونايتد في مارس الماضي (أ.ب)
سولسكاير خلال مباراة وستهام على ملعب يونايتد في مارس الماضي (أ.ب)

كانت خسارة مانشستر يونايتد، ذلك النادي المغرم بالإصلاحات الفورية قصيرة المدى، أمام واتفورد بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للمدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير، الذي أقيل من منصبه، خاصة أنها جاءت بعد فترة قصيرة من الخسارة المذلة أمام مانشستر سيتي، والهزيمة الساحقة أمام الغريم التقليدي ليفربول بخماسية نظيفة. وقبل ذلك، كان هناك العديد والعديد من المؤشرات والمستويات المحبطة التي تعكس بما لا يدع مجالاً للشك أن النادي يعاني بشدة، والتي ربما يكون أبرزها ذلك الهدف الغريب الذي اهتزت به شباك مانشستر يونايتد أمام إسطنبول باشاك شهير التركي دون أن يكون هناك أي مدافع من النادي الإنجليزي في منتصف ملعبه!
وكان من الواضح للجميع أن أيام سولسكاير في «أولد ترافورد» باتت معدودة، حيث كان المدير الفني النرويجي يقف مكتوف الأيدي ونظرات الحيرة على وجهه، بشكل يذكرنا بالأيام الأخيرة للمدير الفني الهولندي لويس فان غال، كما لم يكن اللاعبون يلعبون بالحماس المطلوب، بالشكل الذي يذكرنا أيضاً بالأيام الأخيرة لجوزيه مورينيو مع الفريق. في الحقيقة، كان مانشستر يونايتد في الأيام الأخيرة لسولسكاير يبدو وكأنه فريق يركض دون هدف ودون أن تكون لديه أي فكرة عما يريد أن يفعله.
وعندما سُئل سولسكاير عن سبب تراجع مستوى العديد من لاعبي الفريق، أشار إلى أنهم بشر وأنه من الطبيعي أن يمروا بفترات صعود وهبوط، ومن وجهة نظره ربما يكون هذا هو الأمر بكل بساطة. في الحقيقة، ربما يتمثل الخطأ الأكبر الذي ارتكبه سولسكاير في أنه قد وافق على العمل في وظيفة لم يكن مؤهلاً لها بشكل واضح منذ البداية! ومع وضع هذا الأمر في الاعتبار ربما يكون من الإنصاف أن نشير إلى أن ما قدمه يفوق التوقعات.
قد لا تكون لديه الشخصية أو السيرة الذاتية التي تمكنه من التحكم في غرفة خلع الملابس كما يريد، أو الذكاء التكتيكي والخبرات التي تمكنه من قيادة فريق يسعى للمنافسة على البطولات والألقاب، لكنه واصل التقدم على طول الطريق على مدار ثلاث سنوات، وقاد الفريق للوصول إلى المباراة النهائية للدوري الأوروبي وحقق بعض النجاحات، وكان الكثيرون يتوقعون تقدم الفريق لخطوات أكبر تحت قيادته قبل بداية الموسم الحالي. قوبل قرار مجلس إدارة النادي بتثبيت سولسكاير في منصبه بانتقادات كثيرة، حيث شككت بعض الألسن بقدرة النرويجي على إدارة الفريق على خلفية افتقاره للخبرة على الصعيد التدريبي، حيث اقتصرت مسيرته الفنية بعدما تلقن دروسه الأولى في فريق يونايتد الرديف، على تدريب نادي مولده النرويجي على فترتين، تخللتهما تجربة فاشلة في كارديف سيتي في عام 2014.
تتناقض شخصيته اللطيفة، على مقاعد البدلاء مع الشخصية القوية للمدربين الكبار الذين يرتبطون بالتاريخ الحديث لمانشستر يونايتد، وعلى رأسهم «السير» الاسكتلندي أليكس فيرغسون والهولندي لويس فان غال والبرتغالي مورينيو، وفي الملعب مع بعض اللاعبين أمثال الفرنسي إريك كانتونا أو الإيرلندي روي كين. ومع ذلك، ربما ظل سولسكاير في منصبه لفترة أطول من اللازم، بعدما تم تعيينه في البداية كمدير فني مؤقت. أما بالنسبة لكرة القدم نفسها، فيجب الإشارة إلى أن مانشستر يونايتد كان يعاني من خلل وظيفي واضح قبل وصول سولسكاير، ومن المرجح أن يواصل المعاناة من هذا الخلل الوظيفي بعد رحيله.
في بعض الأحيان، كان يمكن للمرء أن يرى أن هناك مؤشرات جيدة على التقدم، مثل احتلال المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، والوصول إلى المباراة النهائية للدوري الأوروبي، ووجود عمود فقري قوي للفريق وامتلاك خطي دفاع وهجوم قويين (رغم أن الخطين لا يقدمان مستويات جيدة في نفس الوقت في أغلب الأحيان).
لكن، اتضح أن الفريق قد ارتكب خطأ كبيراً عندما قرر التعاقد مع جادون سانشو وكريستيانو رونالدو في الصيف بدلاً من تدعيم خط الوسط أو مركز الظهير، وهي اللحظة التي كانت بمثابة مفترق طرق في تاريخ النادي الحديث، حيث فضّل النادي التعاقد مع لاعبين من أصحاب الأسماء الكبيرة واللامعة دون النظر إلى الحاجة الحقيقية لجهودهم، للدرجة التي جعلت النادي يبدو مثل شخص كان على وشك الانتهاء من بناء منزل جديد، لكنه بدلاً من ذلك قرر تفجيره ونشْر مقطع للفيديو على «يوتيوب» من أجل الحصول على عدد أكبر من المشاهدات!
لكن أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه مانشستر يونايتد في هذه المرحلة هو أن يعتقد أن سولسكاير كان المشكلة وأن المعاناة ستنتهي بعد رحيل المدير الفني النرويجي، فالمشكلة الحقيقية أعمق من ذلك بكثير، الفريق يعاني من عدم توازن واضح ويضم العديد من الأسماء الكبيرة والقليل للغاية من القادة الحقيقيين، كما أن سياسة النادي بشأن الانتقالات سيئة للغاية، وتعتمد على التعاقد مع اللاعبين بناء على مزاياهم وإمكاناتهم الفردية حتى لو كانوا يلعبون في نفس المركز وبنفس الشكل، دون النظر بشكل أوسع إلى المراكز التي تحتاج إلى تدعيم حقيقي.
وعلاوة على ذلك، يبالغ مانشستر يونايتد كثيراً فيما يتعلق بالبحث عن شكل معين من الأفكار العظيمة أو تحديد هوية معينة - ما هوية تشيلسي المحددة على مدار العقد الماضي، على سبيل المثال؟ لكن النادي يحتاج على الأقل إلى هيكل مناسب، وخبرة كروية قابلة للتطبيق على مستوى مجلس الإدارة، ومدير فني لديه الكثير من الخبرات والخيارات وليس إلى مدير فني يكتفي بأن يقول للاعبيه «ثقوا بأنفسكم»!
عاش سولسكاير في الوقت الضائع لعدة أسابيع، وأنقذ رأسه من مقصلة الإقالة لمجرد عدم وجود البديل المناسب له، وكان من الممكن أن تنقذه المزيد من النتائج الجيدة واللعب الجميل. غير أن رصيده نفد مع آخر مباريات فريقه الذي يبدو أنه استسلم لقدره وكانت الخسارة أمام واتفورد 1 - 4 القشة التي قصمت ظهر البعير، لتعلن إدارة النادي إقالته من منصبه وخروجه من الباب الضيق. وفي النهاية، يجب التأكيد على أن مانشستر يونايتد أكبر بكثير وأغنى بكثير من أن يستمر في ارتكاب نفس الأخطاء إلى أجل غير مسمى. لقد كان طموح سولسكاير يتمثل دائماً في أن يكون هو الرجل الذي يقود النادي إلى منصات التتويج ويعيده إلى أيام المجد السابقة، لكن للأسف نفد رصيده ورحل، وسيرتكب مانشستر يونايتد خطأ كبيراً إذا اعتقد أن مشاكله انتهت برحيل المدير الفني النرويجي!


مقالات ذات صلة

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

رياضة عالمية فوّت نيوكاسل فرصة الصعود إلى المركز السادس ليبقى عاشراً برصيد 18 نقطة (رويترز)

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

سقط نيوكاسل أمام ضيفه وست هام 0-2، الاثنين، في ختام المرحلة الثانية عشرة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل )
رياضة عالمية محمد صلاح (د.ب.أ)

«نقاشات إيجابية» بين ليفربول ووكيل محمد صلاح

يتواصل نادي ليفربول الإنجليزي مع وكيل أعمال محمد صلاح مهاجم الفريق، ويتردد أن المناقشات إيجابية بين الطرفين بشأن تجديد التعاقد.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ب)

«التدوير السريع» سلاح أموريم ليستوعب لاعبو يونايتد أفكاره

يشعر روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، بأن عملية التدوير خلال الشهر المقبل ستساعد في تسريع استيعاب اللاعبين طريقته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كيران ماكينا مدرب إبسويتش (رويترز)

هدوء في إبسويتش تاون بعد انطلاقة مريرة بالبريميرليغ

ربما كان إبسويتش تاون يتساءل عن مدى صعوبة الأمور بعد فشله في الفوز خلال أول 10 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم

«الشرق الأوسط» (إنجلترا)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (د.ب.أ)

غوارديولا: سأبحث عن طريقة ليفوز السيتي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إنه يتحمل مسؤولية إعادة مسار موسم فريقه للطريق الصحيح بعد تلقيه الهزيمة الخامسة على التوالي يوم السبت الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.