بن مبارك: كسر مشروع إيران في اليمن يضمن إفشاله بالمنطقة

جدد التحذير من مخاطر سقوط مأرب بيد الانقلابيين

TT

بن مبارك: كسر مشروع إيران في اليمن يضمن إفشاله بالمنطقة

جدد وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، أمس (الأحد)، التحذير من مخاطر سقوط محافظة مأرب في يد الميليشيات الحوثية، مؤكداً أن انكسار المشروع الإيراني في بلاده سيضمن إفشاله في المنطقة برمّتها.
وقال بن مبارك في كلمته أمام مؤتمر الأمن الإقليمي الذي تستضيفه المنامة، إن «ملامح المشروع الإيراني في المنطقة أصبحت واضحة للعيان، وإن الميليشيات المدعومة منها باتت تهدد أمن الجزيرة العربية، وزعزعة استقرار الإقليم والعالم لتنفيذ أجندة المشروع الإيراني».
وفي معرض تحذيره من تمكن النظام الإيراني من السيطرة على اليمن عن طريق الميليشيات الحوثية، أوضح أن ذلك «سينقل المشروع إلى طور جديد للصراع والعنف والفوضى في أرجاء المنطقة كافة» وفق تعبيره.
وقال بن مبارك: «إن خطورة الحرب في بلاده لا تكمن في سعى ميليشيا الحوثي للاستحواذ على السلطة فحسب وإنما في تغيير طبيعة المجتمع اليمني وتفخيخ مستقبله ومستقبل المنطقة من خلال تجنيد الأطفال على نطاق واسع وزرع أفكار دخيلة في عقول النشء للتحريض على العنف وإدامة الصراع ونشر الكراهية بين أبناء الوطن الواحد وتجاه الآخر المختلف فكرياً وحضارياً».
وأشار إلى ما تشهده محافظة مأرب، حيث تشن الميليشيات الحوثية عدواناً مستمراً ضدها وصفه بأنه «محمّل بالكثير من الضغائن والأحقاد التي لا تقل حجماً عن الوهم الذي تحمله الميليشيا بإمكانية إسقاط المحافظة عسكرياً، فضلاً عن الوهم الأكبر بإمكانية السيطرة على اليمن بالعنف والإرهاب والقوة العسكرية».
وانتقد الوزير اليمني ما وصفها بـ«الحسابات الخاطئة عند بعض الأطراف التي بدأت تتحدث عن سيناريو ما بعد مأرب»، وقال: «إذا ما خضنا جدلاً في هذا السيناريو الذي لا نعدّه واقعياً فإن الرؤية الفاحصة للأمر تقودنا إلى أن مآلات استيلاء الحوثيين على مأرب لن تقل سوءاً عن أثر تهدم سدها الشهير تاريخياً، إذ إن مأرب هي السد المنيع لليمن والأمة العربية، وأصبحت ضمن الأولويات الاستراتيجية للنظام الإيراني وأدواته في المنطقة».
وأضاف: «إن تداعيات سقوط مأرب لن تمثل خلق حالة إنسانية مروعة فحسب، بل إن ذلك سيمثل نهاية للعملية السياسية والسلام في اليمن وللجهود التي تُبذل لاستعادة الأمن والاستقرار، وستعم الفوضى ومزيد من العنف والاحتراب الداخلي وموجات الهجرة، وستكون بداية حالة طويل الأمد من عدم الاستقرار تؤذِن بحروب أخرى ستتخذ من اليمن منطلقاً لها إلى باقي المنطقة».
وعن رؤية الحكومة اليمنية ومنهج عملها، قال بن مبارك: «يقوم على أنه لا بديل عن السلام في إنهاء الحرب في اليمن على أن أي سلام عادل وشامل ومستدام لا بد أن يعالج الجذور السياسية للحرب، والمتمثلة في محاولة ميليشيا الحوثي فرض سيطرتها وهيمنتها بالقوة على الدولة اليمنية».
وتابع: «إن التعامل مع الحرب في اليمن على أنها حرب إقليمية بالوكالة مفهوم خاطئ ينبغي أن يصحَّح، فلا تسوية سلمية في اليمن يمكن أن يُكتب لها النجاح دون اتفاق اليمنيين على حل مشكلاتهم الداخلية وفقاً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والتوزيع العادل للسلطة والثروة».
وأشار إلى أنه «من الخطأ إغفال البعد الجيوستراتيجي للتدخل الإيراني في اليمن ورغبة طهران الأكيدة في الاقتراب من المياه في البحر الأحمر والبحر العربي وما سيضيفه ذلك من تفوق استراتيجي لصالح إيران في معادلة الصراع بل التنافس الإقليمي والدولي».
ودلل بن مبارك على التورط الإيراني المبكر للتدخل في بلاده، وقال: «من نافلة القول إن الاستثمار الإيراني في الحركة الحوثية قد ابتدأ باكراً وتعاظم في مطلع الألفية الثانية، وما حادثة ضبط السفينتين الإيرانيتين (جيهان 1) و«جيهان 2) وهما في طريقهما للحوثيين في عام 2012، أي قبل الحرب بثلاث سنوات من قِبل البحرية الأميركية وهما محمّلتان بالأسلحة والصواريخ إلا دليل على ذلك، ورد على مّن يدّعون أن الحرب الحالية هي من استدعت التدخل الإيراني في اليمن».
وشدد وزير الخارجية اليمني على أن الحوثيين «يرفضون السلام كمبدأ استراتيجي سواء تقدموا أو تراجعوا عسكرياً، ويتعاملون مع السلام كتكتيك ضمن استراتيجيتهم العسكرية للحرب». وقال: «لدينا العشرات من الشواهد على ذلك، وأكثرها وضوحاً اتفاق استوكهولم الذي قبلت به ميليشيا الحوثي دون تنفيذ بند واحد من بنوده ثم انقلبت عليه ونقضته كلياً على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي».
واتهم الجماعة الحوثية بأنها تبني حساباتها على فكر ثيوقراطي يقوم على وهم الادعاء بالحق الإلهي في الحكم، وهي العقبة التي أفشلت كل ما تم التوافق عليه في كل جولات السلام بدءاً من «جنيف» حتى «استوكهولم» مروراً بـ«الكويت»، وفق تعبيره.
ونبّه الوزير ابن مبارك إلى أهمية تماسك وتوحد كل القوى السياسية المعتدلة والمناهضة للمشروع الإيراني في بلاده، وقال إن ذلك «هو المطلب الأول لفرض معادلة جديدة على الأرض تدفع باتجاه تحقيق تسوية سياسية مما يجعل استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وعلى وجه الخصوص الملحق الأمني والعسكري، ركيزة أساسية لتحقيق السلام والاستقرار».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.