شواطئ ليبيا تشهد نشاطاً محموماً لـ{تجّار البشر}

إنقاذ 190 مهاجراً من الغرق في البحر المتوسط

جانب من مهاجرين غير نظاميين تم إنقاذهم من الغرق أمس (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة فرع طرابلس‏)
جانب من مهاجرين غير نظاميين تم إنقاذهم من الغرق أمس (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة فرع طرابلس‏)
TT

شواطئ ليبيا تشهد نشاطاً محموماً لـ{تجّار البشر}

جانب من مهاجرين غير نظاميين تم إنقاذهم من الغرق أمس (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة فرع طرابلس‏)
جانب من مهاجرين غير نظاميين تم إنقاذهم من الغرق أمس (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة فرع طرابلس‏)

فيما تواصل النيابة العامة بليبيا التحقيقات مع عناصر متورطة في احتجاز وتهريب مهاجرين غير نظاميين إلى أوروبا، قالت الأجهزة الأمنية في البلاد إن السواحل الليبية «لا تزال تشهد نشاطاً واسعاً للعصابات المتاجرة بالبشر، على الرغم من الجهود المكثفة للدوريات الشرطية التي تتعقبهم في مناطق ومدن عدة».
وقال جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة فرع طرابلس‏ بطريق السكة،‏ إن قوات حرس السواحل تمكنت فجر أمس، من إنقاذ 71 مهاجراً غير نظامي من جنسيات عربية وأفريقية مختلفة كانوا يستقلون قارباً مطاطياً متجهين إلى الشواطئ الأوروبية، قبل أن يغرقوا في البحر المتوسط، وذلك في ثاني واقعة خلال يومين فقط، مشيراً إلى أنه تم تسليم المهاجرين إلى مركز الإيواء بجهاز مكافحة الهجرة، على أن تتم إحالتهم إلى نيابة الهجرة بمكتب النائب العام.
وكانت الجهات الضبطية تحقق مع عدد من المُتهمين يحملون الجنسية الليبية في تهم تتعلق بتنظيم عمليات هجرة غير مشروعة، وحجز مهاجرين «ومعاملتهم على نحو قاسٍ ومهين»، وفقاً لبيان من مكتب النائب العام، بالإضافة إلى اتهامهم بترويج المخدرات في مدينة طرابلس، وذلك بعدما كشفت تحقيقات النيابة العامة تورط بعض الجماعات في إيواء عدد كبير من الـمهاجرين في منازل سكنية قيد الإنشاء ومُنشآت تخزين تمهيداً لتهريبهم إلى الشواطئ الأوروبية مقابل مبالغ مالية.
وقال مصدر أمني بجهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بطرابلس، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن الدوريات الشرطية تباشر عملها بشكل مستمر في المدن القريبة من الساحل الليبي «لرصد عناصر خارجة عن القانون تهدف إلى استقطاب بعض العمالة الوافدة والمهاجرين غير الشرعيين وتُمنّيهم بالهجرة إلى أوروبا مقابل تقاضيهم مبالغ مالية كبيرة».
وأضاف: «دائماً ما نداهم بعض الوحدات السكنية في مدن زوارة والزاوية والقرة بوللي (غرب ليبيا) فور الاشتباه في أعمال مريبة، ونعثر بداخلها على عشرات الأشخاص المحتجزين لدى عصابات الجريمة ممن ينتظرون دورهم في الهروب إلى أوروبا».
وقال جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة، مساء أول من أمس، إنه رحّل 25 مهاجراً من غانا بينهم طفل وامرأتان، وذلك عبر مطار معيتيقة الدولي مباشرة إلى مطار العاصمة الغانية أكرا بالتعاون مع السفارة الغانية بطرابلس والمنظمة الدولية للهجرة.
وسبق لجهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بطرابلس الإعلان، مساء أول من أمس، عن إنقاذ 116 مهاجراً ‏غير نظامي من جنسيات أفريقية مختلفة، كانوا في طريقهم إلى الشواطئ الأوروبية على متن قارب مطاطي، منوهاً بأنه جرى تسليمهم إلى مركز إيواء طرابلس، وتقديم كل المساعدات الإنسانية والطبية لهم، واتخاذ ‏الإجراءات القانونية حيالهم.‏
وكانت منظمة «ألارم فون» الإنسانية غير الحكومية تحدثت عن وفاة 10 مهاجرين غير شرعيين خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا، وفقاً لوكالة «آكي» الإيطالية، موضحة: «تم إبلاغنا عن قارب مكتظ غادر الساحل الليبي كان الضحايا على متنه إلى جانب 99 آخرين تم إنقاذهم من قبل سفينة (جيو بارينتس) التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود».
وتابعت المنظمة: «عندما وصلت إليهم السفينة على بعد نحو 30 ميلاً بحرياً عن الساحل الليبي لم يكن هناك ما يمكن فعله بالنسبة للضحايا الـ10 الذين تم العثور عليهم في قاع القارب الخشبي المكتظ».
بينما لفتت منظمة «أطباء بلا حدود» إلى أن وفاة هؤلاء الضحايا وقعت نتيجة اختناق بعد 13 ساعة من السفر في عرض البحر.


مقالات ذات صلة

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

العالم العربي دول أوروبية تعلق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين (أ.ف.ب)

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

علقت دول أوروبية كثيرة التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد استيلاء المعارضة على دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شمال افريقيا عملية إنقاذ سابقة لمهاجرين غير نظاميين غرب ليبيا (جهاز مكافحة الهجرة)

سلطات طرابلس تضبط 40 باكستانياً قبل تهريبهم إلى أوروبا

يقول «جهاز دعم الاستقرار» الليبي بطرابلس إنه «تم جلب هؤلاء المهاجرين عبر تشكيل عصابي دولي يتقاضى 20 ألف دولار أميركي من كل مهاجر مقابل إرساله إلى ليبيا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي قوات بحرية مصرية تحبط محاولة هجرة غير شرعية لمركب بالبحر المتوسط (المتحدث العسكري)

الجيش المصري يحبط محاولة هجرة غير شرعية عبر البحر المتوسط

أعلن الجيش المصري، الاثنين، تمكنه من إحباط محاولة هجرة غير شرعية لمركب على متنه 63 فرداً، بينهم 3 سودانيين، بالبحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من ترحيل السلطات الليبية عدداً من المهاجرين المصريين (جهاز مكافحة الهجرة)

الإعلان عن «تحرير» 9 مصريين من قبضة عصابة بشرق ليبيا

قالت سلطات أمنية بشرق ليبيا إنها نجحت في «تحرير» 9 مصريين من قبضة عصابة في عملية وصفتها بـ«المُحكمة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا قوات بحرية إسبانية تعترض قارب مهاجرين غير نظاميين انطلق من سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)

مهاجرون باكستانيون عالقون على الحدود بين مالي وموريتانيا

«رغم المسافة الكبيرة التي تفصل موريتانيا عن باكستان، والتي تقدر بنحو 7700 كيلومتر، فإنها أصبحت وجهة للمهاجرين الآسيويين».

الشيخ محمد (نواكشوط)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.