الأمم المتحدة تحذر من «عواقب كارثية» للتخلي عن الشعب الأفغاني

كشفت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في أفغانستان ديبورا ليونز عن أنها أثارت مع مسؤولي «طالبان» القضايا الصعبة وخاصة حقوق النساء وتعليم الفتيات (أ.ف.ب)
كشفت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في أفغانستان ديبورا ليونز عن أنها أثارت مع مسؤولي «طالبان» القضايا الصعبة وخاصة حقوق النساء وتعليم الفتيات (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تحذر من «عواقب كارثية» للتخلي عن الشعب الأفغاني

كشفت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في أفغانستان ديبورا ليونز عن أنها أثارت مع مسؤولي «طالبان» القضايا الصعبة وخاصة حقوق النساء وتعليم الفتيات (أ.ف.ب)
كشفت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في أفغانستان ديبورا ليونز عن أنها أثارت مع مسؤولي «طالبان» القضايا الصعبة وخاصة حقوق النساء وتعليم الفتيات (أ.ف.ب)

حذرت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في أفغانستان، ديبورا ليونز، خلال جلسة لمجلس الأمن في نيويورك، من «عواقب كارثية» إذا تخلى المجتمع الدولي عن الشعب الأفغاني، معتبرة أن الطريقة الفضلى لتعزيز الاستقرار في هذا البلد تتمثل بتجنب حركة «طالبان» العزلة التي اتسمت بها تجربتها السابقة في الحكم. وقدمت ليونز، التي تعمل أيضاً ممثلةً خاصة للأمين العام أنطونيو غوتيريش ورئيسة لبعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما)، تقييماً عاماً لتعامل الأمم المتحدة مع إدارة «طالبان» باعتبارها سلطة الأمر الواقع في كابل والولايات الأخرى طوال الأشهر الثلاثة الماضية، أي منذ انسحاب القوات الأميركية وانهيار حكومة الرئيس أشرف غني في أغسطس (آب) الماضي. وقالت «كانت تفاعلاتنا الرسمية مفيدة وبنّاءة بشكل عام»؛ إذ «أكدت سلطات الأمر الواقع أنها تريد وجود الأمم المتحدة»، بالإضافة إلى مساعيها من أجل الحصول على «الاعتراف الدولي واستكشاف طرق التغلب على ضعف الثقة (...) بينهم وبين المجتمع الدولي». وأشارت إلى أنه جرى خلال السنوات الماضية العمل لتلبية حاجات أفغانستان، «ولكن، مع استيلاء (طالبان) على السلطة، يشعر الشعب الأفغاني الآن (بأنه) يُعاقب بسبب ظروف لم تحدث بذنب منه». وحذرت من أن «التخلي عن الشعب الأفغاني الآن سيكون خطأً تاريخياً – خطأ ارتُكب من قبل ويحمل عواقب كارثية».
وقالت ليونز، إنه فيما يتعلق بالحوكمة «بدأت سلطات الأمر الواقع في زيادة الإيرادات من الجمارك واستخدمت بعض هذه الإيرادات للبدء في معالجة القضايا الملحة مثل دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية». وأكدت أن «(طالبان) تواصل توفير الأمن لتواجد الأمم المتحدة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، بما في ذلك العاملات النساء في المجال الإنساني»، كاشفة عن أنها أثارت مع مسؤولي «طالبان» القضايا الصعبة، وخاصة حقوق النساء وتعليم الفتيات، والتقارير التي تفيد عن المضايقات والقتل خارج نطاق القانون، ملاحظة أنهم «أقرّوا في كثير من الأحيان أنهم ارتكبوا أخطاء ويحاولون معالجتها». وأوضحت، أنه فيما يتعلق بتعليم الفتيات «أشارت سلطات الأمر الواقع إلى أنها تعمل على سياسة وطنية شاملة لإتاحة ممارسة الفتيات لحقهن في التعليم في عموم البلاد». وأضافت «لا تزال تركيبة مجلس الوزراء بالكامل من الذكور، وبصورة أساسية من البشتون، وتقريباً كل أعضائه (طالبان)». وكشفت، عن أن «الأفغان متخوفون من النيات المستقبلية لـ(طالبان)، ولديهم قلق شديد في شأن الاقتصاد المشلول وعدم القدرة على سحب الأموال، ومخاوف من عدم قدرتهم على إطعام أنفسهم خلال الشتاء». ولفتت المسؤولة الأممية إلى تطورات سلبية أخرى، ومنها «عدم قدرة (طالبان) على وقف توسع نشاط (داعش – ولاية خراسان) التي كانت عملياته محصورة في عدد من الولايات الشرقية وفي كابل، في حين يتواجد عناصره الآن في كل الولايات تقريباً»، مشيرة إلى أن «عدد هجمات التنظيم الإرهابي ارتفع بشكل كبير من 60 هجوماً خلال العام الماضي إلى 334 هجوماً حتى الآن هذا العام، ويركز على استهداف المجتمعات الشيعية».
وحذرت أيضاً من أن أفغانستان «على شفا كارثة إنسانية يمكن تفاديها»، معتبرة أن العقوبات المالية أدت إلى شل النظام المصرفي.
يذكر أن برنامج الأغذية العالمي بدأ هذا الشهر في توزيع مساعدات مالية للأسر الأفغانية الأكثر فقراً، بعد أن انهار اقتصاد الدولة إثر سيطرة حركة «طالبان»؛ ما أدى إلى زيادة الجوع والفقر. وعرضت لأحدث تقرير للأمم المتحدة، فقالت «يواجه شخص واحد بين كل اثنين من الأفغان أزمة أو مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي”، مضيفة: «نخشى أن يكون ما يصل إلى 23 مليون أفغاني في أزمة أو مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي». ورأت أن هذا ليس الوقت المناسب «لإدارة ظهورنا للشعب الأفغاني. إذا فعلنا ذلك، سيتردد صدى فشلنا الجماعي لعقود».
وتحدث في الجلسة أيضاً المندوب الأفغاني الدائم لدى الأمم المتحدة، غلام إسحق زاي، الذي أكد أنه في خضم الوضع الراهن «فشلت (طالبان) في الوفاء بوعودها والتزاماتها تجاه الأفغان والمجتمع الدولي للتخفيف من تأثير هذه الأزمة على عموم السكان». ودعا مجلس الأمن إلى «الضغط على (طالبان) لتمهيد الطريق أمام حكومة شاملة تتمتع بالشرعية داخل البلاد وخارجها وتمثل أصوات جميع الأفغان».
في سياق متصل، نقلت وكالة الإعلام الروسية أمس (الخميس) عن وزارة الدفاع قولها، إن روسيا ستجلي 380 شخصاً من أفغانستان، منهم مواطنون من روسيا وروسيا البيضاء وقرغيزستان وأرمينيا وأوكرانيا وأفغانستان. وأفاد تقرير الوكالة، بأن ثلاث طائرات عسكرية روسية من طراز إليوشن (إل - 76) نقلت 108 أطنان من المساعدات الإنسانية إلى كابول، وستجلي الأشخاص في طريق عودتها. وقالت، إنها أرسلت دفعة أولى من المساعدات الإنسانية إلى مطار كابول صباح أمس، وذلك للمرة الأولى منذ سيطرة حركة «طالبان» على السلطة في أفغانستان في أغسطس الماضي.
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «آر تي عربية» عن السفير الروسي لدى أفغانستان دميتري جيرنوف، القول، إن الدفعة تتضمن مساعدات إنسانية وزنها 36 طناً. وأضاف الدبلوماسي، أنه بعد ذلك ستكون هناك شحنتان إضافيتان من الإمدادات الإنسانية ستقوم بإيصالهما طائرات النقل العسكرية، ليبلغ الحجم الإجمالي للمساعدات الروسية أكثر من 100 طن.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».