«شد الحبل» بين خلايا الجسم يؤثر سلباً على الصحة

رسم توضيحي لعملية «شد الحبل» بين الخلايا
رسم توضيحي لعملية «شد الحبل» بين الخلايا
TT

«شد الحبل» بين خلايا الجسم يؤثر سلباً على الصحة

رسم توضيحي لعملية «شد الحبل» بين الخلايا
رسم توضيحي لعملية «شد الحبل» بين الخلايا

تعد قدرة الخلايا على التحرك معا في وئام أمراً ضرورياً للعديد من العمليات البيولوجية في أجسامنا، على سبيل المثال التئام الجروح أو التطور الصحي للكائن الحي. وأصبحت هذه الحركة ممكنة من خلال الروابط بين الخلايا الفردية، ويتم إنشاء هذه الروابط، بدورها، بواسطة جزيئات بروتينية مختلفة تنقل القوى والمعلومات اللازمة بين الخلايا المجاورة. وأظهر فريق بحثي بقيادة جامعة غوتنغن الألمانية، بما في ذلك باحثون في معهد ماكس بلانك لبيولوجيا الخلايا الجزيئية وعلم الوراثة في دريسدن، أن الروابط الوثيقة، والمعروفة باسم «الوصلات الضيقة»، «تلعب دوراً مهماً في حركة الخلية، وبالإضافة إلى ذلك، قاموا بالتحقيق في عواقب فقدان هذه الروابط». ونشرت النتائج أول من أمس في دورية «ساينس أدفانسيس».
وحقق الباحثون في الروابط بين الخلايا باستخدام مجموعة من التقنيات الفيزيائية الحيوية، وباستخدام الفحص المجهري بالفيديو والتحليلات الآلية، قاموا بفحص خصائص آلاف الخلايا الحية المتحركة لأكثر من عشرين ساعة، وتضمنت تحقيقاتهم مراقبة حجم الخلايا وشكلها وحركتها، وتم أيضاً معرفة ما يحدث على المستوى الجزيئي عند فقد اتصالات «الوصلة الضيقة».
ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة أندرياس جانشوف، من جامعة غوتنغن في تقرير، وجدنا أنه «إذا كانت هذه الاتصالات الخاصة مفقودة، فلن تتمكن الخلايا المجاورة من الاقتران مع بعضها البعض كما تفعل عادة، حيث تبدأ الخلايا الفردية في الانقباض بشدة وينشأ نوع من (شد الحبل) بين الخلايا». ويضيف «تفوز بعض الخلايا وتتقلص إلى أحجام صغيرة، بينما تفقد الخلايا الأخرى وتتباعد عن بعضها البعض، حتى أن الخلايا الفاشلة تبدأ في الانقسام أكثر في هذه العملية، مما يؤدي إلى إنشاء المزيد والمزيد من الخلايا الفائزة الصغيرة، وهو ما يعوق تحرك الخلايا معا، وتتصرف أنسجتها بأكملها كما لو كانت مجمدة».
من ناحية أخرى، إذا كانت هذه الوصلات الخاصة بين الخلايا موجودة، فإن الخلايا تظل متحركة جداً، مثل الماء السائل، ويفيد ذلك في سلامة الأنسجة، ويساعد على التئام الجروح بكفاءة. ويقول الباحث مارك سكامراهل من جامعة غوتنغن، «لقد فوجئنا بإيجاد مثل هذه الآلية التي تخلق لعبة شد وجذب غير متكافئة للغاية بين الخلايا، والتأثير السلبي لهذه الحرب على حركة الخلية هو اكتشاف جديد آخر حول كيف يمكن لميكانيكا الخلية أن تحدد الوظائف البيولوجية بشكل حاسم».


مقالات ذات صلة

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.