«لاجئو المناخ»... الإحباط يغمر سكان أول قرية بريطانية معرّضة للغرق

لقطة جوية تظهر قرية فيربورن الساحلية في ويلز (أ.ب)
لقطة جوية تظهر قرية فيربورن الساحلية في ويلز (أ.ب)
TT
20

«لاجئو المناخ»... الإحباط يغمر سكان أول قرية بريطانية معرّضة للغرق

لقطة جوية تظهر قرية فيربورن الساحلية في ويلز (أ.ب)
لقطة جوية تظهر قرية فيربورن الساحلية في ويلز (أ.ب)

مثل العديد من الناس الذين وصلوا إلى فيربورن، قرر ستيوارت إيفز أن القرية الساحلية في شمال ويلز ستكون موطناً له مدى الحياة عندما انتقل إلى هناك منذ 26 عاماً. لقد وقع في حب الحياة الهادئة والبطيئة للقرية الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها نحو 700 نسمة، والتي تقع بين الجبال الوعرة والبحر الآيرلندي.
قال إيفز (72 عاماً)، الذي بنى متنزها في القرية لا يزال يديره مع ابنه «أردت مكاناً يمكن لأولادي أن يحصلوا فيه على التربية نفسها التي حصلت عليها، حتى يتمكنوا من الركض بحرية... لديك البحر والجبال... إنه مكان رائع للعيش»، وفقاً لشبكة «إيه بي سي نيوز».
تغير ذلك فجأة في عام 2014، عندما حددت السلطات فيربورن كأول مجتمع ساحلي في المملكة المتحدة معرّض لخطر الفيضانات والغرق بسبب تغير المناخ.
وتوقعت الحكومة ارتفاعاً أسرع في مستوى سطح البحر وزيادة تواتر وشدة العواصف بسبب الاحتباس الحراري، وقالت إنها لا تستطيع سوى الاستمرار في الدفاع عن القرية لمدة 40 عاماً أخرى. قال المسؤولون، إنه بحلول عام 2054، لن يكون العيش في فيربورن آمنا أو مستداماً.

تعمل السلطات مع القرويين على عملية ما يسمى «إعادة التنظيم المدارة» - بشكل أساسي، لنقلهم بعيداً وترك القرية إلى البحر الزاحف.
بين عشية وضحاها، انخفضت أسعار المنازل في فيربورن. أطلق على السكان لقب «لاجئي المناخ» الأوائل في المملكة المتحدة. شعر الكثيرون بالصدمة والغضب من العناوين الرئيسية التي أعلنت أن قريتهم بأكملها «ستخرج من الخدمة». بعد مرور سبع سنوات، لا تزال معظم أسئلتهم حول مستقبلهم بلا إجابة.
وقال إيفز الذي يشغل منصب رئيس مجلس المجتمع المحلي «لقد قضوا على القرية، والآن عليهم محاولة إعادة توطين الناس... هناك 450 منزلاً. إذا أرادوا إخراجنا بحلول عام 2054، فعليهم أن يحصلوا على مكان ليضعونا فيه».

ويتحدث السكان المحليون بفخر عن مجتمعهم المتماسك. وعلى الرغم من أن مركز القرية يتكون فقط من بقالة ومتجر سمك وبطاطا ومطعمين، فإن السكان يقولون إن الشاطئ وقطار البخار الصغير يجتذبان حشوداً مزدحمة في الصيف.
قالت منظمة الموارد الطبيعية في ويلز، المنظمة التي ترعاها الحكومة والمسؤولة عن الدفاعات البحرية في فيربورن، إن القرية معرّضة للخطر بشكل خاص؛ لأنها تواجه مخاطر فيضانات متعددة. بُنيت فيربورن في خمسينات القرن التاسع عشر على مستنقعات ملحية منخفضة، وتقع بالفعل تحت مستوى سطح البحر عند ارتفاع المد الربيعي. أثناء العواصف، يزيد مستوى المد والجزر على 1.5 متر (5 أقدام) فوق مستوى القرية.
يقول العلماء، إن مستويات سطح البحر في المملكة المتحدة ارتفعت بنحو 10 سنتيمترات (4 بوصات) في القرن الماضي. اعتماداً على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والإجراءات التي تتخذها الحكومات، فإن الارتفاع المتوقع هو 70 سم إلى متر واحد بحلول عام 2100.
تقع فيربورن أيضاً عند المصب، مع وجود مخاطر إضافية من حدوث فيضانات مفاجئة من النهر الذي يمر خلفه.
في حين أن هناك مخاطر فيضانات في العديد من القرى الأخرى على طول الساحل الويلزي، فإن القرارات المتعلقة بالمناطق التي يجب حمايتها تتلخص في النهاية في التكلفة. يقول المسؤولون، إنه في حالة فيربورن، فإن تكلفة الحفاظ على الدفاعات ضد الفيضانات ستصبح أعلى من «قيمة ما نقوم بحمايته».
ويبدو أن آثار تغير المناخ التي يعمل المفاوضون في قمة الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو، اسكوتلندا، على التخفيف منها هي بالفعل حقيقة واقعة هنا.
وفي جميع أنحاء المملكة المتحدة، هناك نصف مليون عقار معرض لخطر الفيضانات الساحلية - وستقفز الأرقام هذه إلى 1.5 مليون بحلول نهاية عام 2080، وفقاً للجنة تغير المناخ، وهي هيئة استشارية مستقلة تم إنشاؤها بموجب قوانين تغير المناخ.


مقالات ذات صلة

وزير الطاقة الأميركي: الاحتباس الحراري من الآثار الجانبية للاقتصاد الحديث

الولايات المتحدة​ وزير الطاقة الأميركي كريس رايت متحدثا خلال افتتاح مؤتمر سيرا ويك (رويترز)

وزير الطاقة الأميركي: الاحتباس الحراري من الآثار الجانبية للاقتصاد الحديث

قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت إن الاحتباس الحراري هو أحد الآثار الجانبية لبناء العالم الحديث، وتعهد بإنهاء سياسات المناخ التي انتهجها الرئيس السابق جو…

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
صحتك يمكن أن تكون لموجات الحر عواقب صحية مدمرة (رويترز)

دراسة: الطقس شديد الحرارة قد يؤدي إلى تسريع الشيخوخة البيولوجية

قد يؤثر المناخ الذي تعيش فيه على سرعة تقدمك في السن على المستوى الخلوي، أو ما يعرف بـ«الشيخوخة البيولوجية»، وفقاً لدراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
بيئة صورة أرشيفية لعظام (رويترز)

أسلاف البشر كانوا يصنّعون أدوات عظمية قبل 1.5 مليون سنة

توصلت دراسة نُشرت الأربعاء في مجلة «نيتشر» إلى أنّ أشباه البشر، وهم الممثلون الأوائل للسلالة البشرية، كانوا يصنّعون أدوات عظمية قبل 1.5 مليون سنة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
بيئة جبل جليدي يطفو في البحر بجزيرة غرينلاند (أ.ف.ب)

الجليد البحري العالمي وصل إلى «أدنى مستوى على الإطلاق» في فبراير

كشف العلماء عن أن الجليد البحري العالمي انخفض إلى أدنى مستوى له على الإطلاق في فبراير (شباط)، وهو أحد أعراض تلوث الغلاف الجوي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
بيئة لقطة جوية للجبل الجليدي الضخم المعروف باسم «إيه 23 إيه - (A23a)» (أ.ف.ب)

يزن ألف مليار طن... الجبل الجليدي الأكبر بالعالم تجنّب الاصطدام بجزيرة غنية بالحياة البرية

توقف الجبل الجليدي الأكبر في العالم على بعد أكثر من 70 كيلومتراً من جزيرة نائية في القارة القطبية الجنوبية، متجنباً الاصطدام بهذا الملاذ الحيوي للحياة البرية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أكثر بثلاث مرات... دراسة تكشف عن أن الزواج يعرّض الرجال للسمنة

كان خطر زيادة الوزن لدى الرجال بنسبة 62 في المائة مقارنةً بالشريكين غير المتزوجين (رويترز)
كان خطر زيادة الوزن لدى الرجال بنسبة 62 في المائة مقارنةً بالشريكين غير المتزوجين (رويترز)
TT
20

أكثر بثلاث مرات... دراسة تكشف عن أن الزواج يعرّض الرجال للسمنة

كان خطر زيادة الوزن لدى الرجال بنسبة 62 في المائة مقارنةً بالشريكين غير المتزوجين (رويترز)
كان خطر زيادة الوزن لدى الرجال بنسبة 62 في المائة مقارنةً بالشريكين غير المتزوجين (رويترز)

يضاعف الزواج خطر إصابة الرجال بالسمنة ثلاث مرات، رغم أن فرصة اكتساب الوزن الزائد لدى كلا الجنسين ازدادت بعد الزواج، وفق دراسة نقلتها شبكة «سكاي نيوز».

وبحسب الدراسة، كان خطر زيادة الوزن لدى النساء أعلى بنسبة 39 في المائة، وللرجال بنسبة 62 في المائة، مقارنةً بالشريكين غير المتزوجين.

لكن الرجال المتزوجين كانوا أكثر عرضة بـ3.2 مرة لتصنيفهم على أنهم يعانون من السمنة من الناحية النظرية مقارنةً بنظرائهم غير المتزوجين، وفقاً للدراسة.

لم تنعكس هذه النتيجة لدى النساء، وهو ما عزاه الباحثون البولنديون الذين أجروا الدراسة إلى أن النساء المصابات بالسمنة «أكثر عرضة للوصم» من قِبَل المجتمع.

وأشارت الدكتورة أليشيا تشيتشا ميكولايتشيك، من المعهد الوطني لأمراض القلب في وارسو، إلى أن النساء «لا يقبلن العيش مع السمنة» وأنهن أكثر ميلاً لاتخاذ إجراءات لإنقاص الوزن.

ووجدت الدراسة التي شملت 2405 أشخاص بولنديين، أعمارهم نحو 50 عاماً، أن التقدم في السن يزيد من خطر زيادة الوزن لدى كلا الجنسين.

ومع كل سنة إضافية، يزداد خطر زيادة الوزن بنسبة 3 في المائة لدى الرجال و4 في المائة لدى النساء؛ ويزداد خطر السمنة بنسبة 4 في المائة لدى الرجال و6 في المائة لدى النساء.

كما كان للاكتئاب أو ضعف الوعي الصحي تأثير كبير على خطر إصابة النساء بالسمنة، لكن لم يُلاحظ هذا التأثير لدى الرجال.

وخلص الفريق إلى أن «العمر والحالة الاجتماعية لهما تأثيرٌ لا يمكن إنكاره على العيش مع زيادة الوزن أو السمنة في مرحلة البلوغ، بغض النظر عن الجنس».

وقال: «في المقابل، ارتبط نقص الثقافة الصحية والإصابة بأعراض الاكتئاب، على الأقل، بالسمنة لدى النساء».

وأضاف: «ويبدو من نتائجنا أن نشر المعرفة الصحية وتعزيز الصحة على مدار العمر يمكن أن يحدّ من الظاهرة المقلقة المتمثلة في ارتفاع مستويات السمنة».

وستُعرض النتائج في المؤتمر الأوروبي للسمنة بإسبانيا في مايو (أيار).