مظاهرة في القامشلي ضد قصف من «مسيّرة» تركية

تشييع قتلى في القامشلي شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
تشييع قتلى في القامشلي شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
TT

مظاهرة في القامشلي ضد قصف من «مسيّرة» تركية

تشييع قتلى في القامشلي شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
تشييع قتلى في القامشلي شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)

خرجت في مدينة القامشلي الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا مظاهرة حاشدة ضد تركيا، بعد هجوم بطائرة مسيرة، أسفر عن مقتل 3 أشخاص.
واحتشد الآلاف من أبناء مدينة القامشلي الغاضبين للمشاركة في تشيع جنازة عائلة كلو الكردية التي تعرضت لهجوم بطائرة تركية مسّيرة «درون»، أول من أمس، راح ضحيتها عميد العائلة يوسف كلو البالغ من العمر 82 عاماً، واثنان من أحفاده. وحمل المحتجون لافتات وشعارات ورايات كردية منددين بالهجمات التركية التي تستهدف مناطق نفوذ الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية «قسد»، وطالبوا التحالف الدولي والولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والدول الفاعلة في الحرب السورية، بإيقافها، وهتف المشاركون بعبارات مناهضة للحكومة التركية ورئيسها رجب طيب إردوغان.
وقالت الإدارة الذاتية في بيان نشر على صفحتها الرسمية إن الدولة التركية وعبر طائرة مسيرة «قامت باستهداف حي مدني (الهلالية) بالقامشلي عصر التاسع من شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي، أسفر عن استشهاد 3 مدنيين من عائلة كلو الوطنية، بينهم الجد يوسف كلو 82 عاماً»، وحملت الإدارة في بيانها التحالف الدولي والقوات الروسية مسؤولية استمرار الهجمات التركية واستهداف المدنيين في مناطق نفوذها، ولفتت إلى أن «هذا العدوان يتم على مرأى التحالف الدولي وروسيا وعموم العالم، وهذ تطور خطير بحد ذاته، فالهجمات التركية تأكيداً على سعيها للاستمرار بنهج الإبادة ضد شعبنا».
وقد دخلت الهجمات بالطائرات التركية المسّيرة من دون طيار في مسار الصراع، شمال شرقي سوريا، وشكلت تطوراً لافتاً مع تصاعد وتيرة التهديدات التركية بضرب مناطق «قسد»؛ حيث وقع هجومان في مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي الشهر الماضي؛ استهدف الأول 3 مقاتلين من قوات «قسد»، والثاني قيادات كردية بارزة، وفي 22 من أغسطس (آب) الماضي استهدف هجوم ثالث سيارة عسكرية كانت مركونة قرب المدخل الغربي لمدينة القامشلي، وأعلن آنذاك عن مقتل قيادي سياسي بالإدارة الذاتية، وكان أعنف هجوم تركي استهدف اجتماع لقادة «مجلس تل تمر العسكري» التابعة لـ«قسد» العربية الكردية، في 20 من أغسطس الماضي، وأسفر عن مقتل 7 مقاتلين، بينهم قيادية بارزة، في صفوف «وحدات حماية المرأة»، إلى جانب جرح وإصابة 10 آخرين.
وأقال «مجلس سوريا الديمقراطية»، في بيان: «يدين المجلس استهداف عميد عائلة كلو وحفيديه وكل اعتداء على الأراضي السورية، وهذا الاستهداف المستمر للقيادات الكردية العسكرية التي ساهمت في الحرب ضد تنظيم (داعش) الإرهابي»، ودعا جميع القوى الوطنية الديمقراطية لإبداء موقفها الرافضة للاعتداءات التركية، «ندعوهم للوقوف صفاً واحداً في مواجهة التهديدات التركية المستمرة لاحتلال المزيد من الأراضي السورية».
من جانبها، طالبت رئيسة الهيئة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»، إلهام أحمد «المجتمع الدولي لوضع حد للانتهاكات التركية بحق الشعب الكردي بسوريا ومحاسبتها على هذه الجرائم».
وكتبت تغريدة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «فقد ثلاثة مدنيين حياتهم في قصف طائرة مُسيرة تركية لسيارة في حي الهلالية بالقامشلي، مجزرة مروعة ارتكبها الاحتلال التركي راح ضحيتها ثلاثة من عائلة واحدة»، وناشدت أصدقاء لشعب الكردي لتضيف قائلة: «إلى متى سيبقى العالم صامتاً أمام وحشية هذا النظام التركي؟ دعوتنا لكل أصدقاء الشعب الكردي الخروج عن صمتهم».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.