نيروبي تضع 215 ألف دولار لرأس مدبر هجوم غاريسا

القيادي المتشدد محمد محمود عمل مدرسًا ثم تطرف

محمد محمود يتحدث في مقديشو في 23 ديسمبر 2010 (رويترز)
محمد محمود يتحدث في مقديشو في 23 ديسمبر 2010 (رويترز)
TT
20

نيروبي تضع 215 ألف دولار لرأس مدبر هجوم غاريسا

محمد محمود يتحدث في مقديشو في 23 ديسمبر 2010 (رويترز)
محمد محمود يتحدث في مقديشو في 23 ديسمبر 2010 (رويترز)

عرضت الشرطة الكينية مبلغ 215 ألف دولار لمن يساعدها في الوصول إلى محمد محمود المتهم بالتخطيط للهجوم الذي استهدف «جامعة غاريسا» وانتهى بمجزرة سقط ضحيتها 148 شخصا الخميس الماضي. والرجل المطلوب عضو في حركة «الشباب الصومالية» وكان أستاذا سابقا قبل أن ينضم إلى التشدد. ويعرف محمود أيضا بـ«كونو» و«دوليادن» (النافذ) و«غمادهير» (المخادع)، وهو مطلوب لعلاقته بسلسلة من الجرائم والمجازر في المنطقة الحدودية في شمال شرقي كينيا.
ومحمود كيني الجنسية ومن أصول صومالية، مثل نحو مليونين من الكينيين، أي 6 في المائة من عدد السكان. وتعيش تلك الأقلية بشكل كبير في المنطقة الواسعة والفقيرة في شمال شرقي البلاد، وغاريسا واحدة من أكبر مدنها.
كما تقول «حركة الشباب» إن المنطقة الصومالية في كينيا جزء من الصومال، وهي منطقة طالما غاب عنها القانون وشهدت حركة انفصالية دموية بين عامي 1963 و1967 عرفت باسم «حرب شيفتا».
ورغم عدم مشاركة محمود بشكل مباشر في هجوم «جامعة غاريسا» الخميس، فقد ذكر طلاب ناجون أن المهاجمين كانوا يتحدثون اللغة السواحيلية مثل محمود، وأن بعضهم يكونون كينيين أيضا.
يظهر محمود في الصور رجلا نحيلا بلحية خفيفة. وتقول الشرطة الكينية إنه كان يدرس في مدرسة دينية في غاريسا، لكنه تطرف وانتقل إلى جنوب الصومال للانضمام إلى «اتحاد المحاكم الإسلامية» الذي سبق حركة الشباب الصومالية.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها أمس إن مراسلها كان التقى محمود في العاصمة الصومالية مقديشو في عامي 2008 و2009 حين كانت المدينة خاضعة بغالبيتها لحركة الشباب، وهو يصفه بالرجل المعروف والقيادي مرهوب الجانب. وقاد محمود قوة «ضاربة» شديدة الخطورة في مقديشو شنت الكثير من المعارك الأكثر عنفا. وفي المقابل ظهر محمود أيضا كرجل متعلم «هادئ ولطيف».
ظهر محمود في الكثير من أشرطة الفيديو التي تروج لحركة الشباب في معاركهم في جنوب الصومال، ثم أصبح في وقت لاحق قياديا في ميليشيا مدينة رأس كامبوني في جنوب الصومال في ظل قيادة أحمد مادوبي، الزعيم المتشدد السابق، الذي تحول في وقت لاحق إلى حليف لكينيا.



«داعش» يدمر قاعدة عسكرية في شمال نيجيريا

جنود نيجيريون بعد معارك ضد مجموعة إرهابية (صحافة محلية)
جنود نيجيريون بعد معارك ضد مجموعة إرهابية (صحافة محلية)
TT
20

«داعش» يدمر قاعدة عسكرية في شمال نيجيريا

جنود نيجيريون بعد معارك ضد مجموعة إرهابية (صحافة محلية)
جنود نيجيريون بعد معارك ضد مجموعة إرهابية (صحافة محلية)

قُتل 4 جنود وأُصيب العشرات في هجوم مسلَّح عنيف شنَّه مقاتلو تنظيم «داعش» في غرب أفريقيا على قاعدة عسكرية تابعة لجيش نيجيريا، في ولاية بورنو، أقصى شمال شرقي البلاد.

مقاتلون من «داعش» في شمال نيجيريا (صحافة محلية)
مقاتلون من «داعش» في شمال نيجيريا (صحافة محلية)

وأكدت الخبرَ مصادرُ أمنية وعسكرية (الأربعاء)، مشيرةً إلى أن الهجوم الإرهابي وقع ليل الأحد - الاثنين، حين هاجم المئات من مقاتلي التنظيم الإرهابي، وتمكنوا من السيطرة على القاعدة بشكل تام.

وقالت هذه المصادر إنه تأكد مقتل 4 جنود على الأقل، فيما تعرض عشرات الجنود لإصابات متفاوتة الخطورة، في حصيلة لا تزال أولية.

خسائر فادحة

ما أكدته المصادر هو أن مئات من مقاتلي تنظيم «داعش» كانوا على متن دراجات نارية، هاجموا قرية وارجا الواقعة بين سابون غاري ودامبوا، في ولاية بورنو، واستهدفوا القاعدة العسكرية بالتزامن مع أذان المغرب في شهر رمضان الكريم، حيث يستعد الجنود المسلمون للإفطار.

وقال مصدر عسكري من القوات المشتركة، إن مقاتلي تنظيم «داعش» سيطروا بسرعة على القاعدة العسكرية، بسبب أعدادهم الكبيرة بالمقارنة مع أعداد الجنود الموجودين في القاعدة العسكرية، بالإضافة إلى وقع المفاجأة وتوقيت الهجوم الإرهابي.

وقال مصدر أمني إن مقاتلي «داعش» استحوذوا على كميات كبيرة ومتنوعة من الأسلحة والذخيرة، كما دمروا مركبات وآليات عسكرية من بينها مدرعات ودبابات وناقلات جنود، ثم أضرموا النيران في القاعدة العسكرية قبل الانسحاب منها نحو الغابات القريبة.

في غضون ذلك، قالت مصادر عسكرية إن الجيش أطلق عملية عسكرية لتعقب منفذي الهجوم في المنطقة، من أجل ضبطهم قبل وصولهم إلى قواعدهم الخلفية في مناطق نائية يصعب الوصول إليها.

قصف جوي

في نفس اليوم، نفذت القوات الجوية النيجيرية ضربة جوية، أسفرت عن القضاء على كثير من مقاتلي تنظيم تنظيم «داعش في غرب أفريقيا»، وتعطيل عملياتهم اللوجيستية في منطقة أرينا بولاية بورنو.

وقالت مصادر أمنية إن الضربة الجوية نُفِّذت بناءً على معلومات استخباراتية بشرية موثوقة، أكدتها معطيات المراقبة والاستطلاع الجوي، بوجود تحركات مشبوهة وتجمع كبير للإرهابيين في الموقع، مما دفع إلى «تنفيذ ضربات جوية منسقة».

وأشارت المصادر نفسها إلى أن الضربات الجوية أسفرت عن «القضاء على كثير من مقاتلي تنظيم (داعش في غرب أفريقيا)»، بالإضافة إلى «تعطيل سلسلة الإمدادات اللوجيستية التي يعتمد عليها التنظيم الإرهابي».

وأكدت المصادر أن هذه الضربة «ستُضعف قدرة (داعش) على شن هجمات إرهابية ضد الأهداف المدنية والعسكرية» في نيجيريا.

ودخل تنظيم «داعش» نيجيريا عام 2016، حين انشق فصيل من جماعة «بوكو حرام» الموالية لتنظيم «القاعدة»، وأعلن الفصيل الجديد مبايعة «داعش»، ليندلع صراع عنيف بين التنظيمين الإرهابيين لا يزال مستمراً حتى اليوم.

وشكَّلت دول منطقة حوض بحيرة تشاد (نيجيريا، وتشاد، والكاميرون، والنيجر، وبنين)، قوة عسكرية مشتركة لمواجهة خطر «داعش» و«بوكو حرام»، ونجحت هذه القوة في تحقيق مكاسب مهمة على الأرض.