{التحالف} يشكل لجنة لتسريع الإغاثة.. وفي انتظار طائرات أجنبية لإجلاء الرعايا

عسيري: العمل الإنساني جزء من العسكري.. ولا صحة لتعطيل مهام الصليب الأحمر

العميد عسيري خلال المؤتمر الصحافي أمس (واس)
العميد عسيري خلال المؤتمر الصحافي أمس (واس)
TT

{التحالف} يشكل لجنة لتسريع الإغاثة.. وفي انتظار طائرات أجنبية لإجلاء الرعايا

العميد عسيري خلال المؤتمر الصحافي أمس (واس)
العميد عسيري خلال المؤتمر الصحافي أمس (واس)

أكدت قوات التحالف لعمليات «عاصفة الحزم» على أن العمل الإنساني هو جزء من العمل العسكري، حيث تم تشكيل لجنة تهدف إلى تسريع إجراءات الأعمال الإغاثية، وقامت بإجلاء رعايا خمس دول أجنبية من اليمن خلال الفترة الماضية، وأن رحلات الصليب الأحمر الدولي التي جدولت اليوم طرأ عليها بعض التغيير من قبل المنظمة، مشيرة إلى أن وقف إطلاق الضربات الجوية لمدة 24 ساعة عائد إلى القيادة السياسية للتحالف. فيما أعلنت «عاصفة الحزم» أن قوات التحالف مستمرة في إسقاط المعدات اللوجيستية للجان الشعبية، والمقاومة اليمنية في عدن، فيما تم استهداف مجموعة من الحوثيين يقومون بحفر خنادق في مناطق محاذية للحدود مع السعودية.
وأوضح العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن قيادة قوات التحالف عندما شكلت بتوجيه سياسي من دول التحالف كانت تعي حجم المسؤولية تجاه الشعب اليمني، وكذلك تجاه أمن وسلامة المنطقة، وأن إحدى أهم هذه المسؤوليات هي الجانب الإنساني، مشيرا إلى أن قيادة قوات التحالف سبق أن دعت منذ اليوم الأول من عمليات «عاصفة الحزم» جميع الجهات للتواصل مع فرق العمل والجهات الرسمية في السعودية ودول التحالف لتسهيل إجراءاتها.
وقال العميد عسيري إن هناك أسبابا منطقية لتسهيل إجراءات الأعمال الإغاثية وإجلاء الرعايا، ومنها التأكد أن هذه الأعمال لا تتقاطع مع عمليات جارية في المواقع نفسها، وبالتالي تعرض حياتهم للخطر، والتأكد من أن هذه الأعمال الإغاثية وإجلاء الرعايا تتم في الاتجاه الصحيح، ويتم الوصول للأشخاص المعنيين، وألا تصل للجماعات الإرهابية، مع التأكد من أنهم فعلا رعايا الدولة، وليسوا تابعين للقيادات المنتمية للميليشيات الحوثية وغيرهم.
وأشار المتحدث باسم قوات التحالف إلى أن هذه الإجراءات طبيعية، حيث كان هناك تواصل من كثير من الدول التي أعلنت رغبتها في إجلاء رعاياها بطريقة منظمة بالتنسيق مع قيادة التحالف، مؤكدا أن ما يرد في وسائل الإعلام غير دقيق بسبب عدم وجود المعلومة الحقيقية.
ولفت المستشار في مكتب وزير الدفاع إلى أن إجلاء الرعايا يتم عن طريق التنسيق مع وزارة الخارجية السعودية، وكذلك الجهات الأخرى ذات الاهتمام، مؤكدا أن قيادة التحالف شكلت اليوم لجنة تهدف إلى أن تكون الإجراءات بشكل أسرع ومنظم للمنظمات الإنسانية المعترف بها فقط، حتى لا يكون المجال مفتوحا إلا لهذه الجهات المعروفة. في المقابل تواصلت فرق العمل في وزارة الدفاع السعودية، مع الجهات الحقوقية، وأيضا الإنسانية، للتأكد من تنفيذ مهماتها.
وأكد العميد عسيري أنه لا صحة لتعطيل قوات التحالف مهمات الصليب الأحمر في اليمن، وقال «رحلات منظمة الصليب الأحمر الدولي تمت جدولتها غدا (اليوم)، ولا يوجد أي تعطيل، حيث كان هناك تغيير من قبل المنظمة الصليب الأحمر، حول طريقة توصيل الشحنات، وكذلك تغيير للمواقع والجهات التي سترد منها الطائرات». وأضاف «أبلغنا من قبل الصليب الأحمر اليوم (أمس)، بتحديد موعد الرحلة، حيث إن قوات التحالف ما وجدت إلا لخدمة ونجدة المواطن اليمني، وأنه على الدول التي ستخلي رعاياها أن تحترم الوقت المحدد لهذه العملية لتكون بشكل منظم وتصب في مصلحة الإخوة في اليمن».
وذكر المتحدث باسم قوات التحالف أنه تم إجلاء رعايا عدد من الدول منذ بدء عمليات «عاصفة الحزم»، وهم رعايا خمس دول أجنبية هي روسيا والهند والجزائر وإندونيسيا وباكستان، فيما لا تزال هناك رحلات مجدولة اليوم وغدا لدول ومنظمات غير حكومية وهي اليونيسيف، والصين وجيبوتي ومصر والسودان. وأضاف «هناك دول لا تزال طلباتها تحت إجراء تحديد وقت وصول الطائرات من قبل تلك الدول، وهي بريطانيا، وألمانيا، والاتحاد الأوروبي، وباكستان، وكندا، والأردن، والعراق».
وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي أن بعض الدول العربية ترغب في أن يكون الإجلاء عن طريق البر إلى مطار جازان، ثم يتم إجلاؤهم إلى دولهم، على حسب طلب الدولة في اختيار الوسيلة المناسبة لنقلهم، مطالبا الدول والمنظمات غير الحكومية بأن تحترم وتلتزم بالوقت الذي حددته لها قوات التحالف لكي تضمن بأن تتم عملية الإجلاء تحت ظروف آمنة.
وذكر العميد عسيري أن عملية إجلاء الرعايا تهدف إلى ثلاثة أمور، سياسيا أن تكون الظروف مهيأة، وعسكريا أن تتم وفق إجراءات سلامة لطواقم الطائرات، وأن تصل للأشخاص المناسبين ولا تذهب إلى اتجاه خاطئ، مؤكدا على أن الميليشيات الحوثية في أغلب الأوقات هي التي تعطل العمل في المطارات، بسبب سيطرتها عليها حتى الوقت الحالي.
وحول جانب العمليات العسكرية، أكد المتحدث باسم قوات التحالف أن عمليات الإسقاط للمعدات اللوجيستية للجان الشعبية وأفراد المقاومة اليمنية في عدن لا تزال مستمرة، الأمر الذي أدى إلى هدوء نسبي في أوضاع المدينة إلى حد ما، لا سيما أن هناك بعض عناصر الميليشيات الحوثية والموالين لها في مناطق محددة داخل عدن وتتم متابعتها، مشيرا إلى أن العمل والتواصل مع اللجان الشعبية قائم، وسوف يتم التأكد في الأيام المقبلة أن هذه العمليات تؤتي نتائج طيبة.
وشدد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي على أن العمليات الجوية في عدن مستمرة على الوتيرة نفسها، لافتا النظر إلى أن الأحوال الجوية كانت سيئة جدا خلال اليومين الماضيين، وأن المعيار الأساسي في العمليات الجوية أن تكون دقيقة وموجهة للأهداف، الأمر الذي أدى إلى عدم تنفيذ عمليات كبيرة خلال ليل أمس (الجمعة)، حتى لا تصبح هناك احتمالية وجود خطأ في التوجيه، وكذلك للمحافظة على سلامة الطيارين والطواقم الجوية، مشيرا إلى أن وجود أعداد مهولة من مخازن الذخائر الموجودة داخل الأراضي اليمنية يتم استهدافها يوميا من قبل قوات التحالف.
وحول العمليات البرية، أكد العميد عسيري أن «الميليشيات الحوثية تقوم من وقت لآخر باستهداف أفراد القوات البرية وحرس الحدود، حيث وقعت اشتباكات متقطعة نتج عنها أمس استشهاد اثنين من أفراد حرس الحدود، وتم بحمد الله قصف المعتدين»، لافتا النظر إلى استمرار القوات البرية وحرس الحدود في استهداف هذه العناصر. وأضاف «طبيعة المنطقة صعبة جدا ووعرة، وهم يتحركون بأطقم تتراوح أعدادها بين اثنين وخمسة، ويتحصنون داخل كهوف وجبال، وحاولت خلال ليلة الجمعة الماضية مجموعة من الحوثيين القيام بحفر خنادق في مناطق محاذية للحدود ولم يسمح لها، وتم تدمير هذه المواقع».
وفي ما يخص العمليات البحرية أكد المتحدث باسم قوات التحالف «استمرار العمليات في متابعة حركة السفن القادمة في المياه الإقليمية حول الموانئ اليمنية، للتأكد من أن هذه القطع البحرية لا تحمل شحنات أو إمدادا لهذه الميليشيات، ولن تسمح قوات التحالف بمغادرة أحد من هذه الميليشيات خارج المياه الإقليمية لليمن، والحملة ستستمر كما خطط لها».
وحول استغلال تنظيم القاعدة للأوضاع في مدينة المكلا، قال المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي «قوات التحالف تتابع الوضع، ونعلم أن (القاعدة) نشطة في هذه المناطق منذ فترة طويلة، وكذلك الرئيس السابق علي عبد الله صالح هيأ لهم الظروف للعمل على الأرض، ومنها العمل الأخير الذي قاموا به وهو مهاجمة السجون وإطلاق سجناء (القاعدة)، لا سيما أن معظمهم شخصيات خطرة، وقاموا بمهاجمة المكلا وسيطروا على البنوك والمؤسسات الحكومية، وأقاموا بعض نقاط التفتيش للسيطرة، وقوات التحالف تراقب من أجل تقييم الوضع». وأضاف «هناك عمل تم اتخاذه الآن، واللجان الشعبية اليمنية تقوم بمقاومتهم، وهم يعملون مع قوات التحالف، وكذلك الحكومة اليمنية، لتقييم الوضع هناك والقيام بالعمل المطلوب الذي يمكن أن يقود إلى نتائج إيجابية».
وأكد العميد عسيري أن عمليات إجلاء الرعايا أو العمليات الإغاثية تتم بالتنسيق مع الدول المعنية ودول التحالف، مشيرا إلى أن عملية إجلاء الرعايا الروس تمت منذ ثلاثة أيام، وأن من قام بإجلائهم طائرات لدول تشارك في قوات التحالف، مثل مصر والأردن، وهذه الدول المشاركة في التحالف لا تمول الحوثيين وميليشياتها بالأسلحة. وأضاف «عملية الإجلاء تتم تحت المراقبة الجوية، والعمل مع هذه الدول سواء روسيا أو غيرها من الدول يتم بثقة، وهذه الدول تعي مسؤوليتها وخطورة هذا الوضع، ولكن نؤكد على أن قوات التحالف لها أهداف كبرى سبق أن ذكرناها وهي أمن واستقرار اليمن وشرعية الرئيس، والعملية لم تقم للتعامل مع أشخاص وإنما قامت للتعامل مع موقف جيوسياسي، وسوف تصل هذه الحملة إلى أهدافها، ومن ثم سوف يتم التعامل مع الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم بحق اليمن من خلال الحكومة اليمنية الشرعية».
وحول طلب الصليب الأحمر الدولي وقف الضربات لمدة 24 ساعة لتوصيل المساعدات الإنسانية، أكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي أن قوات التحالف متى ما أصبح هناك توجيه سياسي من قبل القيادة السياسية للتحالف باتخاذ إجراء معين فسوف تنفذ على الفور، مشيرا إلى أن العمل الإنساني هو جزء من العمل العسكري، وقوات التحالف تعي مسؤولياتها تجاه الشعب اليمني، وهناك بعض الإجراءات الضروري عملها. وأضاف «نحن لا نريد أن نستبق الأمور، ومتى اقتضت القيادة السياسية أن هناك حاجة لمثل هذا العمل من إيقاف الضربات الجوية فسوف يتم ذلك، ونحن نحقق أهدافا على الأرض، وهدفنا الأساسي هو مصلحة الشعب اليمن وأمن وسلامة المنطقة وأمن وسلامة حدود السعودية ودول جوار اليمن، ولكن هذا لا يمنع أن نقوم بأعمال إنسانية».



السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)