غانتس عاد من سنغافورة بعد {زيارة أمنية سرية}

قام وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس بزيارة سرية إلى سنغافورة (رويترز)
قام وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس بزيارة سرية إلى سنغافورة (رويترز)
TT

غانتس عاد من سنغافورة بعد {زيارة أمنية سرية}

قام وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس بزيارة سرية إلى سنغافورة (رويترز)
قام وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس بزيارة سرية إلى سنغافورة (رويترز)

كشف المحلل السياسي لصحيفة {يديعوت أحرونوت} العبرية، أمس (الجمعة)، أن الدولة التي قام وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، بزيارتها هذا الأسبوع ووصفت بأنها {زيارة أمنية سريّة}، هي سنغافورة. وقال إن جعل الزيارة سرية كان لهدف إضفاء طابع درامي بلا ضرورة.
ومع أن وزارة الدفاع رفضت تأكيد أو نفي هذا النبأ، فإن مصادر أمنية عليا أوضحت أن هناك علاقات وطيدة بين البلدين، خصوصاً في الموضوع الأمني، إذ إن سنغافورة، تعتبر ثاني أكبر مستورد للسلاح الإسرائيلي، وزارها تقريباً جميع وزراء الأمن في إسرائيل. وبحسب هيئة البثّ الرسمية {كان 11}، أجرى غانتس لقاءات مع مسؤولين أمنيين كبار، ودفع التعاون في الأبحاث والتطوير.
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل كانت قد ساعدت سنغافورة على تطوير جيشها بعد استقلالها عام 1965. وقد حدد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، طبيعة العلاقات عندما قام بزيارة سنغافورة في عام 2017، فقال يومها، مخاطباً نظيره السنغافوري: {هذه هي أول مرة لي في سنغافورة وأنا أتبع خطاك. لقد زرتَ إسرائيل لأول مرة وكانت هذه الزيارة تاريخية. وعندما هبطنا هنا تأثرت جداً.
مهما سمعتَ عن قصة النجاح السنغافورية فإن مشاهدتها بأم عينيك هي أمر مدهش، وهذا يؤكد قوة الناس وقوة الأفكار وقوة القدرة على تحقيق المواهب والإمكانات}. وتابع نتنياهو في ذلك الوقت: {أؤمن أن إسرائيل وسنغافورة هما روحان متآلفتان. نحن دولتان صغيرتان أصبحتا في العديد من المجالات قوتين عظميين عالميتين، وأؤمن أن التعاون بيننا في شتى المجالات جعلنا أكثر نجاحاً.
لدينا صندوق بحث وتطوير مشترك قد مول 150 مشروعاً لشركات إسرائيلية وسنغافورية تعمل سوية في مجالات مختلفة وأعتقد أن الفرص أمامنا هائلة. نحن نعيش في عصر التكنولوجيا، المستقبل فيه لمن يبدع.
إسرائيل وسنغافورة دولتان مبدعتان ونستطيع معاً أن نحقق ازدهاراً أكثر وأملاً أكبر وحياة أفضل لشعبينا وللمناطق التي نعيش فيها. نحن نثمن التنوع والتعددية في مجتمعينا ولدينا الكثير مما نتعلمه من بعضنا البعض}.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».