ليبيا: الدبيبة يدافع عن حكومته لاستمالة إقليم برقة

اشتباكات عنيفة بين مجموعات موالية لـ«الوحدة» وسط طرابلس

رئيس المجلس الرئاسي الليبي مستقبلاً المبعوث الأممي يان كوبيش أمس في طرابلس (المجلس الرئاسي)
رئيس المجلس الرئاسي الليبي مستقبلاً المبعوث الأممي يان كوبيش أمس في طرابلس (المجلس الرئاسي)
TT

ليبيا: الدبيبة يدافع عن حكومته لاستمالة إقليم برقة

رئيس المجلس الرئاسي الليبي مستقبلاً المبعوث الأممي يان كوبيش أمس في طرابلس (المجلس الرئاسي)
رئيس المجلس الرئاسي الليبي مستقبلاً المبعوث الأممي يان كوبيش أمس في طرابلس (المجلس الرئاسي)

دافع عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الليبية، عن إنجازته منذ توليها السلطة، ونفى عنها طابع الجهوية والمحاصصة في محاولة لاستمالة سكان إقليم برقة. وتزامن ذلك مع تجدد اشتباكات عنيفة مساء أول من أمس بين مجموعات مسلحة، موالية للحكومة في منطقة الفرناج وسط العاصمة طرابلس.
وقال الدبيبة في كلمة متلفزة في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، وجهها إلى أهالي برقة بحضور عدد من وزرائه المعنيين بالخدمات العامة: «أنا لم ولن أكون جهويا، ولن أقبل ببث القسمة والفتنة بين أبناء الوطن»، رافضاً اتهام الحكومة بتهميش أهالي برقة، ووصف الصراع في ليبيا بأنه «سياسيا وليس مناطقيا أو جهويا». معتبرا أنه «لا يمكن الزج بأهلنا في إقليم برقة في أي خلافات».
وأضاف الدبيبة موضحا أنه تم تخصيص صندوق لإعادة إعمار مدينة بنغازي (شرق)، التي قال إنها «تضررت كثيرا نتيجة ما شهدته من حروب مدمرة»، موضحا أن الحكومة «تريد خدمة كل المناطق الليبية، ومن العيب أن نتحدث عن نسب وأرقام تخص منطقة عن أخرى». ومشيرا إلى أن أكثر من 75 في المائة من الشركات النفطية يترأس مجالسها الإدارية أطر من المنطقة الشرقية، وإلى أنه تم اختيار السفراء الذين عينتهم الحكومة، بناء على التوزيع الجغرافي العادل بين مختلف الأقاليم والمناطق.
في سياق ذلك، أبدى الدبيبة استياءه من قيام وكيل وزارة الداخلية، فرج أقعيم، بإعمال «ليست من مهامه»، ومنها إغلاق مطار بنينا، الذي يستعمله كل الليبيين في التواصل بينهم، ودعا أعضاء الحكومة المقاطعين إلى العودة لأعمالهم، باعتبارهم مكلفين بخدمة الشعب، وتعهد بتنفيذ أي ملاحظات بشأن الخدمات في أي قطاع وفي كل المدن دون تمييز. كما وجه الدبيبة بدفع 600 مليون دينار، هي حجم الديون المترتبة على الحكومة السابقة في المنطقة الشرقية.
في شأن آخر استغل محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، اجتماعه أمس في طرابلس مع رئيس بعثة الأمم المتحدة، يان كوبيش، لإبراز خلافه مجددا مع مجلس النواب في الفصل بين موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، المقررة نهاية العام الحالي، حيث أكد المنفي على ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل عبور المرحلة الراهنة بإجراء الانتخابات بشكل متزامن، بما يحقق تطلعات الشعب الليبي في الوصول إلى الاستقرار الدائم.
ونقل عن كوبيش تأكيده على التزام الأمم المتحدة بالعمل على «الوصول إلى الاستقرار والسلام في ليبيا، من خلال تحقيق كل استحقاقات المرحلة حتى تنعم ليبيا بالازدهار والتنمية»، موضحا أنهما بحثا مؤتمر ليبيا الدولي، الذي سيعقد بفرنسا الشهر المقبل على مستوى رؤساء دول العالم والحكومات، وخطوات إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية. بالإضافة إلى ما حققته اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» لتنفيذ الخطة التي أقرتها في اجتماعها الأخير بجنيف.
ميدانيا، اندلعت مساء أول من أمس، اشتباكات عنيفة بمنطقة الفرناج وسط العاصمة طرابلس، بين «قوة دعم الاستقرار» والشرطة القضائية، التابعة لـ«جهاز الردع»، وكلاهما موال للحكومة.
وقالت مصادر ووسائل إعلام محلية إن الاشتباكات، التي أصيب فيها عدد غير معلوم من المدنيين، وقعت إثر إيقاف جهاز الأمن القضائي لفتاة كانت تقود سيارة في بوابة أمنية مُشتركة، مع جهاز دعم الاستقرار في هذه المنطقة.
من جهة ثانية، أكدت المؤسسة الوطنية للنفط تعرض مجمع الزاوية النفطي لأضرار بليغة، نتيجة لما وصفته بتصارع مجموعات مسلحة في المنطقة الواقعة حول المجمع قبل يومين.
وقالت المؤسسة إن هذه «العمليات الإجرامية» أدت إلى إصابة 13 خزانا، وتضرر المحول الكهربائي المغذي للمحطة الرئيسية، الخاصة بمصنع خلط وتعبئة الزيوت، إضافة إلى تضرر أسقف صالات خطوط التصنيع.
واعتبر مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة، أنه «لا يمكن قبول مثل هذه الأعمال الإجرامية على الإطلاق»، لافتا إلى تعرض العديد من المنشآت للتخريب خلال الأعوام الماضية في دقائق نتيجة الاشتباكات.



مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
TT

مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)

في أول زيارة لوزير خارجية مصر إلى السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، سلم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الذي استقبله في بورتسودان.

ونقل الوزير المصري، إلى البرهان «اعتزاز الرئيس السيسي بالعلاقات التاريخية والأخوية بين مصر والسودان، والعزم على بذل كل المساعي الممكنة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للسودان».

جلسة مباحثات مصرية - سودانية موسعة (الخارجية المصرية)

وأشار عبد العاطي، وفق بيان للخارجية المصرية، إلى أن «الزيارة تأتي للإعراب عن تضامن مُخلص مع السودان في هذا المنعطف التاريخي الخطير، وللوقوف بجانب دولة شقيقة في ظل الروابط العميقة والعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين».

كما أشار إلى «حرص مصر على الانخراط بفاعلية في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، بما يصون مصالحه وسيادته ووحدة أراضيه»، منوهاً بـ«جهود مصر لاستئناف السودان لأنشطته في الاتحاد الأفريقي».

وشهدت زيارة عبد العاطي لبورتسودان جلسة مشاورات رسمية بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني، علي يوسف الشريف بحضور وفدي البلدين، شدد الوزير المصري خلالها على «دعم بلاده الكامل للسودان قيادة وشعباً، وحرص مصر على بذل الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوداني».

وزير الخارجية السوداني يستقبل نظيره المصري (الخارجية المصرية)

واستعرض، وفق البيان، موقف مصر الداعي لـ«وقف فوري لإطلاق النار والإسراع من وتيرة نفاذ المساعدات الإنسانية، وأهمية التعاون مع مبادرات الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظمات الإغاثة الدولية لتسهيل نفاذ تلك المساعدات».

كما حرص الجانبان على تناول ملف الأمن المائي باستفاضة، في ظل «مواقف البلدين المتطابقة بعدّهما دولتي مصب علي نهر النيل»، واتفقا على «الاستمرار في التنسيق والتعاون الوثيق بشكل مشترك لحفظ وصون الأمن المائي المصري والسوداني».

تضمنت الزيارة، كما أشار البيان، لقاء عبد العاطي مع الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وأكد خلاله الوزير المصري «موقف بلاده الثابت القائم على دعم المؤسسات الوطنية السودانية واحترام وحدة وسلامة الأراضي السودانية».

كما عقد الوزير عبد العاطي لقاء مع ممثلي مجتمع الأعمال السوداني لتعزيز التعاون بين رجال الأعمال من البلدين واستكشاف فرص الاستثمار المشترك والاستفادة من الفرص الهائلة التي يتيحها الاقتصاد المصري، والعمل على مضاعفة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. كما التقى مع مجموعة من السياسيين وممثلي المجتمع المدني من السودان، فضلاً عن لقاء مع أعضاء الجالية المصرية في بورتسودان واستمع إلى شواغلهم ومداخلاتهم.

بدورها، نقلت السفارة السودانية في القاهرة، عن وزير الخارجية علي يوسف، تقديمه «الشكر للشقيقة مصر على وقفتھا الصلبة الداعمة للسودان»، في ظل «خوضه حرب الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتھا وداعميھا الإقليميين»، على حد وصف البيان.

ولفت البيان السوداني إلى أن الجانبين ناقشا «سبل تذليل المعوقات التي تواجه السودانيين المقيمين في مصر مؤقتاً بسبب الحرب، خاصة في الجوانب الھجرية والتعليمية»، واتفقا على «وضع معالجات عملية وناجعة لتلك القضايا في ضوء العلاقات الأزلية بين الشعبين الشقيقين».