بريطانيا تمنح 3 سعوديين جوائز للإنجاز المهنيhttps://aawsat.com/home/article/3259366/%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D9%85%D9%86%D8%AD-3-%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B2-%D9%84%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D9%86%D9%8A
جانب من حفل توزيع جوائز الخريجين السعوديين بالسفارة البريطانية (الشرق الأوسط)
الرياض:«الشرق الأوسط»
TT
الرياض:«الشرق الأوسط»
TT
بريطانيا تمنح 3 سعوديين جوائز للإنجاز المهني
جانب من حفل توزيع جوائز الخريجين السعوديين بالسفارة البريطانية (الشرق الأوسط)
أعلنت السفارة البريطانية، بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني عن أسماء الفائزين بجوائز خريجي المملكة المتحدة لعام «2020 - 2021»، في حفل توزيع الجوائز الذي استضافه السفير البريطاني في الرياض. وبينما كرمت المملكة المتحدة خريجي جامعاتها من جدة والرياض والظهران والقصيم وثول لإنجازاتهم البارزة كمحترفين ورياديي أعمال وقادة في المجتمع، ولإسهاماتهم المهمة في تعزيز العلاقات التعاونية بين المملكتين، قال السفير البريطاني لدى السعودية نيل كرومبتون: «فخورون بخريجي المملكة المتحدة لهذا العام من النساء والرجال السعوديين اللامعين الذين يقودون النجاح الاقتصادي والتأثير المجتمعي، من خلال مِهَنهم وعملهم في مجتمعاتهم لتحقيق الرؤية التي وضعتها قيادتهم». مُنِحت جائزة «الإنجاز المهني» إلى الدكتورة رؤى السبكي، خريجة كلية لندن الجامعية، حيث عملت على تقييم أبحاث السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي في المختبرات الوطنية للتأكد من أنها تلبي المعايير الدولية. ومُنِحت جائزة «التأثير الاجتماعي»، للدكتور بندر العصيمي لتأسيسه «COVIDAT»، وهو موقع إلكتروني يهدف إلى توفير معلومات علمية حول «Covid - 19» باللغة العربية، لتجنب المعلومات والمفاهيم الخاطئة عن الفيروس، وهو الباحث الرئيسي في المرحلة الثالثة من التجربة السريرية للقاح «CanSinoBIO» في السعودية. ومُنِحت جائزة ريادة الأعمال، للدكتور وائل موسى، خريج جامعة ليدز، هو العميد المؤسس لمعهد ريادة الأعمال وأستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن (KFUPM). وهو أول سعودي مبتعث من قبل وادي الظهران للتقنية للحصول على الدكتوراه في الإلكترونيات والهندسة الكهربائية من جامعة ليدز.
تُلهم الطبيعة المبدعين، وتوقظ ذاكرتهم ومخزونهم البصري والوجداني، وفي معرض الفنان المصري إبراهيم غزالة المقام بغاليري «بيكاسو أست» بعنوان (خيال مآتة) تبرز هذه العلاقة القديمة المستمرة ما بين ثلاثية الذاكرة والطبيعة والفن، عبر 25 لوحة زيتية وإكريلك تتأمل خيالات وجماليات الحقول في ريف مصر.
و«خيال المآتة» هو ذلك التمثال أو المجسم الذي اعتاد الفلاح المصري أن يضعه في وسط الحقل لطرد الطيور التي تلتهم البذور أو المحصول، وهو عبارة عن جلباب قديم محشو بالقش، يُعلق على عصا مرتفعة، مرتدياً قبعة لمزيد من إخافة الطير التي تظن أن ثمة شخصاً واقفاً بالحقل، فلا تقترب منه، ولا تؤذي النباتات.
والفكرة موجودة ومنتشرة في العديد من دول العالم، ويُسمى «فزاعة» في بلاد الشام، و«خراعة» في العراق.
«تلتقي الذكريات بالمشاعر لتجسد رحلة إنسانية فريدة من نوعها»... إحدى الجمل التي تناثرت على جدران القاعة والتي تعمق من سطوة العاطفة على أعمال المعرض، فمعها كانت هناك كلمات وجمل أخرى كلها تحمل حنيناً جارفاً للطفولة واشتياقاً لاستعادة الدهشة التي تغلب إحساس الصغار دوماً، وهو نفسه كان إحساس غزالة وفق قوله.
«في طفولتي لطالما كان (خيال المآتة) منبعاً للسعادة والبهجة مثل سائر أطفال القرية التي نشأت فيها، فهو بشكله الملون الزاهي غير التقليدي وأهميته التي يشير إليها الكبار في أحاديثهم، كان مثيراً للدهشة والفضول ويستحق أن نجتمع حوله، نتأمله وهو يعمل في صمت، متحملاً البرد والحر، ويترك كل منا العنان لخياله لنسج قصص مختلفة عنه».
توهج خيال الأطفال تجاه (خيال المآتة) بعد الالتحاق بالمدرسة، وكان الفضل لقصة (خيال الحقل) للكاتب عبد التواب يوسف التي كانت مقررة على طلاب المرحلة الابتدائية في الستينات من القرن الماضي.
يقول غزالة لـ«الشرق الأوسط»: «خلال سطورها التقينا به من جديد، لكن هذه المرة كان يتكلم ويحس ويتحرك، وهو ما كان كافياً لاستثارة خيالنا بقوة أكبر».
ومرت السنوات وظل (خيال المآتة) كامناً في جزء ما من ذاكرة غزالة، إلى أن أيقظته زيارة قام بها إلى ريف الجيزة (غرب القاهرة) ليفاجأ بوجود الكائن القديم الذي داعب خياله منذ زمن، وقد عاد ليفعل الشيء نفسه لكن برؤية أكثر نضجاً: «وقعت عيني عليه مصادفةً أثناء هذه الزيارة، وقمت بتكرار الزيارة مرات عدة من أجل تأمله، وفحصه من كل الجوانب والأبعاد على مدى سنتين، إلى أن قررت أن أرسمه، ومن هنا كانت فكرة هذا المعرض».
تناول الفنان (خيال المآتة) من منظور فلسفي مفاده أن مكانة شيء ما إنما تنبع في الأساس من دوره ووظيفته ومدى ما يقدمه للآخرين من عطاء، حتى لو كان هذا الشيء مجرد جماد وليس إنساناً يقول: «لكم تأكد لي أنه بحق له أهمية كبيرة للمجتمع، وليس فقط بالنسبة للفلاح؛ فهو يصون الثروة الزراعية المصرية».
ويعتبر الفنان التشكيلي المصري خيال المآتة مصدراً للسعادة والبهجة؛ إذ «يسمح للمزارعين بالمرور بلحظة الحصاد من دون حسرة على فقْد محصولهم، كما أنه رمز لبهجة الأطفال والإحساس بالأمان للكبار ضد غزوات الطيور على حقولهم». وفق تعبيره.
في المعرض تباينت أشكال «خيال المآتة»؛ فقد جعله طويلاً مرة وقصيراً مرة أخرى، ورجلاً وامرأة وطفلاً، يرتدي ملابس متعددة، مزركشة أو محايدة خالية من النقوش والتفاصيل: «ظن زائرو المعرض في افتتاحه أنني أنا الذي فعلت ذلك لـ(خيال المآتة)، لكن الحقيقة أنه الفلاح المصري الذي أبدع في إثراء شكله وتجديده مستعيناً بفطرته المحبة للجمال والفرحة، وما فعلته هو محاكاته مع لمسات من الذاكرة والخيال».
ووفق غزالة فإن «المزارع برع في كسوة هذا المجسم بملابس مختلفة ذات ألوان زاهية، وأحياناً صارخة مستوحاة من الطبيعة حوله، إنها الملابس القديمة البالية لأفراد أسرته، والتي استغنى عنها، وأعاد توظيفها تطبيقاً للاستدامة في أبسط صورها».
جمعت الأعمال ما بين الواقعية والتجريدية وتنوعت مقاساتها ما بين متر ومتر ونصف، جسدت بعضها الطيور مثل «أبو قردان»، واحتفى بعضها الآخر بجمال المساحات الخضراء الممتدة والنخيل والأشجار الكثيفة، لكنها في النهاية تلاقت في تعبيرها عن جمال الحياة الريفية البسيطة.