كشف أسرار الحمية الغامضة لقناديل البحر

قنديل البحر البني الذي أجريت عليه الدراسة
قنديل البحر البني الذي أجريت عليه الدراسة
TT

كشف أسرار الحمية الغامضة لقناديل البحر

قنديل البحر البني الذي أجريت عليه الدراسة
قنديل البحر البني الذي أجريت عليه الدراسة

استخدم باحثون من معهد المحيطات ومصايد الأسماك بجامعة كولومبيا البريطانية، أداتين حيويتين، هما الأحماض الدهنية، والنظائر المستقرة، لكشف بعض أسرار الحمية الغامضة لقناديل البحر، وأعلنوا عنها في دراسة نشرت بالعدد الأخير من دورية «البيولوجيا البحرية التجريبية وعلم البيئة». وقنديل البحر لديه شهية شرهة، ولا يعتبر أكلاً انتقائياً، فتقريباً أي شيء يلتصق بمخالبه ينتهي به المطاف في الكيس الجيلاتيني الذي يستخدمه لهضم طعامه.
وأدت استراتيجية التغذية «خذ ما يأتي» التي يعتمد عليها، إلى غموض في فهم الباحثين للأطعمة التي يعيش عليها قنديل البحر وكيف تتلاءم مع الشبكات الغذائية، وحاول الفريق البحثي إزالة هذا الغموض باستخدام أداتي النظائر المستقرة والأحماض الدهنية.
والنظائر المستقرة هي نظائر موجودة بشكل طبيعي لعناصر مثل الكربون والنيتروجين وتوجد بنسب معينة في جميع الأنسجة الحية، وبالمثل، فإن الأحماض الدهنية، التي تؤدي العديد من الوظائف الفسيولوجية الهامة في الجسم، يتم إنتاجها في تركيبات فريدة من قبل النباتات الموجودة في قاعدة الشبكة الغذائية، وتنتقل «بصمات» النظائر والأحماض الدهنية الفريدة، والمعروفة أيضاً باسم «المؤشرات الحيوية»، من فريسة إلى مفترس ويمكن استخدامها لتتبع روابط شبكة الغذاء وإلقاء الضوء على تركيبة النظام الغذائي للحيوان. ولتنفيذ ذلك، قام الباحثون خلال الدراسة بتربية قناديل البحر وإطعامها نظامين فريدين من الفرائس التي تنتمي لـ«القشريات»، وهما الكريل المجمد والأرتيما الحية، فدلت النظائر المستقرة على أن قنديل البحر لم يدمج الكريل في نظامه الغذائي، وفسر الباحثون ذلك بأن قنديل البحر من الصعب إرضاؤه غذائياً.
وتقول جيسيكا شاوب الباحثة الرئيسية بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كولومبيا أول من أمس: «يبدو أنه رفض الكريل المجمد، لأنه لا يحب إطعامه بنظام غذائي واحد، أو أن الكريل لا يلبي احتياجاته الغذائية، أو أنه يفضل الأرتيميا الحية على الكريل الميت والمجمد».
ووجدت الدراسة أيضاً أن قنديل البحر قد يكون قادراً على تكوين أحماض أوميغا 3 وأوميغا 6 الدهنية الأساسية، والتي تعتبر مهمة لوظيفة الجسم الصحية.


مقالات ذات صلة

اكتشاف «الأكسجين المظلم» في قاع المحيط لأول مرة يذهل العلماء

يوميات الشرق أسراب الأسماك تسبح في المحيط الهادئ (أرشيفية - أ.ف.ب)

اكتشاف «الأكسجين المظلم» في قاع المحيط لأول مرة يذهل العلماء

اكتشف علماء بعض المعادن الموجودة في أعماق المحيطات السحيقة، والقادرة على إنتاج الأكسجين في ظلام دامس، دون أي مساعدة من الكائنات الحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جيفة الحوت النادر تُرفع بالقرب من مصب نهر في مقاطعة أوتاغو (هيئة الحفاظ على البيئة في نيوزيلندا)

ظهور جيفة حوت نادر على شاطئ بنيوزيلندا

كشف علماء أن الأمواج جرفت إلى شاطئ في نيوزيلندا جيفة حوت منقاري مجرفي الأسنان، وهو نوع نادر للغاية لم يُسبق رصده على قيد الحياة.

«الشرق الأوسط» (كرايستشيرتش)
الاقتصاد سفن شحن عملاقة تمر عبر قناة السويس في مصر (رويترز)

الذكاء الاصطناعي قد يخفّض انبعاثات الشحن البحري 47 مليون طن سنوياً

أظهرت دراسة حديثة أن استخدام الذكاء الاصطناعي في ملاحة السفن قد يؤدي إلى خفض انبعاثات الكربون لقطاع الشحن التجاري العالمي بنحو 47 مليون طن سنوياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق حجم الحيتان الرمادية يتقلّص (أ.ف.ب)

حجم حيتان المحيط الهادي تقلَّص 13%

شهدت الحيتان الرمادية في المحيط الهادي تقلّصاً في حجمها بنسبة 13 في المائة خلال عقدين من الزمن... إليكم التفاصيل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
بيئة صورة نشرتها حديقة أسماك «سي سايد» الأميركية للسمكة النادرة في ولاية أوريغون (أ.ب)

المياه تجرف سمكة عملاقة ونادرة في ولاية أميركية (صور)

جرفت المياه سمكة كبيرة من فصيلة أسماك الشمس يُعتقد أنها نادرة على شاطئ ولاية أوريغون الأميركية

«الشرق الأوسط» (أوريغون)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.