مقتل سوري و3 «موالين لإيران» في قصف إسرائيلي قرب حمص

بيان منسوب لـ«غرفة عمليات حلفاء دمشق» يلوّح بالرد على تل أبيب

مضادات جوية سورية في سماء دمشق في 21 أغسطس (أ.ف.ب)
مضادات جوية سورية في سماء دمشق في 21 أغسطس (أ.ف.ب)
TT

مقتل سوري و3 «موالين لإيران» في قصف إسرائيلي قرب حمص

مضادات جوية سورية في سماء دمشق في 21 أغسطس (أ.ف.ب)
مضادات جوية سورية في سماء دمشق في 21 أغسطس (أ.ف.ب)

قتل تسعة مقاتلين موالين لدمشق يعملون لصالح مجموعات إيرانية ليل الأربعاء - الخميس في قصف إسرائيلي استهدف منطقة تدمر في محافظة حمص في وسط البلاد، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وكانت حصيلة أولية لـ«المرصد» أحصت مقتل جندي سوري وثلاثة مقاتلين موالين لإيران، فيما أعلن الإعلام الرسمي السوري عن مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن: «ارتفع عدد القتلى في القصف الإسرائيلي الذي استهدف محيط مطار التيفور العسكري قرب مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي إلى تسعة مقاتلين موالين لإيران، بينهم أربعة سوريين»، من دون أن يتمكن من تحديد جنسية القتلى الآخرين. وقال مصدر عسكري سوري، ليل الأربعاء – الخميس، إنه «نحو الساعة 23.34 (20.34 ت.غ)، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه منطقة التنف باتجاه منطقة تدمر مستهدفاً برج اتصالات وبعض النقاط المحيطة به»، ما أودى بحياة جندي وإصابة ثلاثة آخرين.
من جهته، أفاد «المرصد» بأن «الضربات الإسرائيلية طالت مواقع لمقاتلين إيرانيين، بينها برج الاتصالات التابع لهم أيضاً، قرب مطار التيفور العسكري جنوب شرق مدينة تدمر».
وفي الثامن من الشهر الحالي، قُتل عنصران غير سوريين من المقاتلين الموالين لإيران، وفق «المرصد»، في قصف إسرائيلي استهدف أيضاً مطار التيفور ومحيطه، فيما تحدث الإعلام الرسمي عن إصابة ستة جنود سوريين.
وخلال الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل عشرات الغارات في سوريا، مستهدفة مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله.
وفي بيان نادر، أعلنت «قيادة غرفة عمليات حلفاء سوريا»، فجر الخميس، «الرد على العدوان الذي استهدف نقاطاً تابعة للقوات الحليفة لسوريا في منطقة تدمر» منتصف ليل الأربعاء الخميس. وأكدت، في بيان، أن «قيادتها قد اتخذت القرار بالرد على العدوان الذي نفذته الطائرات الإسرائيلية والأميركية ليل الأمس، على نقاط تتبع للقوات الحليفة في منطقة تدمر بحمص وسط سوريا».
وذكر بيان صادر عن الغرفة أن الأهداف التي تمت مهاجمتها هي عبارة عن مراكز تجمع للشباب ومراكز خدمات، مشيراً إلى أنه «نتيجة هذا الاعتداء سقط عدد من القتلى والجرحى من الإخوة المجاهدين، ولولا الانتشار لكان عدد الشهداء كبيراً جداً». وقال البيان: «طالما كانت مهمتنا وحضورنا المشروع في سوريا هو لمساعدة الدولة السورية وتحت رعايتها لمواجهة الإرهابيين وعلى رأسهم داعش. وعلى مدى سنوات ونحن نتعرض لاعتداءات من العدو الإسرائيلي والأميركي في محاولة منهم لجرنا إلى معارك جانبية لم تكن في أولويات حضورنا في سوريا، وكانت ذريعة الصهاينة أنهم يستهدفون أسلحة دقيقة وتجهيزات حساسة تشكل خطراً على كيانهم الغاصب، بناءً على ما تقدم وبعد الهجوم الذي انطلق عبر سماء الأردن ومنطقة التنف السورية المحتلة من الأميركيين، فإن قيادة غرفة العمليات قد اتخذت القرار بالرد على هذا الاعتداء انتقاماً لأرواح القتلى ودماء الجرحى، وسيكون الرد قاسياً جداً».
والثلاثاء، أفاد «المرصد» بأن أربعة من الميليشيات التابعة لإيران لقوا حتفهم جراء استهداف جوي في البوكمال، ذلك في ثاني استهداف من نوعه خلال أيام.
وأوضح «المرصد» أن الاستهداف جرى عبر طيران مسيّر مجهول على نقاط ومواقع لتلك الميليشيات في منطقة البوكمال قرب الحدود السورية - العراقية بريف دير الزور الشرقي مساء الاثنين.
وكان «المرصد» أفاد بأن انفجارات عنيفة ضربت منطقة البوكمال، بالتزامن مع تحليق لطيران مسير في الأجواء، وسط معلومات عن استهداف جديد لمواقع الميليشيات في المنطقة.
ونادراً ما تؤكد الدولة العبرية تنفيذ ضربات في سوريا.
وخلال السنوات الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة خصوصاً مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ«حزب الله» اللبناني.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت في كلمة ألقاها صباح الاثنين في مؤتمر الجولان للاقتصاد والتطوير الإقليمي الذي ترعاه صحيفة «ماكور ريشون»: «نتابع عن كثب، بل عن كثب جداً، ما يجري في سوريا وعلاقته بإيران»، وقال: «سنواصل العمل أينما لزم الأمر وكلما لزم الأمر، بشكل استباقي ويومي، من أجل طي الوجود الإيراني في سوريا... فليس لديهم أي شأن بسوريا، ولا بد للمغامرة التي يخوضونها على حدودنا الشمالية من أن تنتهي؛ ما سيضمن لنا ليس سلامة سكان هضبة الجولان فحسب، بل سلامة سكان إسرائيل أجمعين».
وفي تل أبيب، أعلنت قيادة الجيش الإسرائيلي عن إغلاق المجال الجوي كاملاً أمام حركة الطيران المدني في هضبة الجولان السورية المحتلة، خشية من عمليات رد من قبل السوريين.
وكانت السلطات الإسرائيلية كعادتها قد امتنعت عن الإقرار بأنها تتحمل مسؤولية القصف أو نفي الأنباء التي أكدت أنه قصف إسرائيلي. ونقلت وسائل الإعلام العبرية أنباءه عن وسائل الإعلام العربية. ولكن إغلاق المجال الجوي يأتي ضمن سلسلة إجراءات استنفار.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».