«سينما الحارة»... عروض تُقدم في الهواء الطلق بأحياء جدة

تهدف فكرة البرنامج إلى نقل مهرجان البحر الأحمر إلى قلب المدينة

شعار سينما الحارة (الشرق الأوسط)
شعار سينما الحارة (الشرق الأوسط)
TT

«سينما الحارة»... عروض تُقدم في الهواء الطلق بأحياء جدة

شعار سينما الحارة (الشرق الأوسط)
شعار سينما الحارة (الشرق الأوسط)

يُقدم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي مبادرة «سينما الحارة»، وهي أول مبادرة توعوية، تتألف من عدة دورات وعروض تُقدم في الهواء الطلق في أحياء مختلفة في مدينة جدة. تهدف فكرة البرنامج إلى نقل مهرجان البحر الأحمر إلى قلب مدينة جدة ليكون على مقربة من الناس. حيث سيتم تفعيل ستة عروض في أربعة أحياء مختلفة في مدينة جدة ابتداءً من 9 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 30 أكتوبر 2021.
يهدف المهرجان إلى تسريع نمو صناعة السينما والمساهمة في جعلها في متناول الجميع من جميع الأعمار. ومن خلال هذه المبادرة يستهدف المهرجان الشباب السعودي على وجه التحديد، لإلهام الجيل القادم من الشباب الذين لا يعدّون صناعة الأفلام مهنة مناسبة لهم ليصبحوا من المواهب وصانعي الأفلام. كما يقدم المهرجان الفرصة لجميع ساكني جدة للمشاركة في البرنامج والدورات المقامة والأفلام.
وقال إدوارد وينتروب المدير الفني لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي: «السعودية مليئة بالمواهب غير المستغلة، ومن أولوياتنا تمكين مواهبنا المحلية من تحقيق طموحاتهم. سنتمكن من خلال برنامج (سينما الحارة) من نقل صناعة السينما من صالات العرض إلى شوارع جدة، في محاولة لتثقيف وتمكين وإثارة شغف الشباب من خلال منحهم الأدوات اللازمة للنجاح وتعزيز مواهبهم. يهدف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي إلى أن يكون رائداً في المملكة العربية السعودية والعالم، ليس فقط لأنشطة ومسابقات المهرجان، ولكن أيضاً للتأثير الذي سنتركه على الأجيال القادمة من خلال البرنامج».
ويتضمن البرنامج أيضاً مشاركة ستة مخرجين وثلاثة ممثلين من جميع أنحاء السعودية في المشروع. ويعود الفضل في ذلك إلى الدعم الكبير من مجتمع صناعة الأفلام المحلي. وتقدم مبادرة «سينما الحارة» نشاطاً تفاعلياً عبارة عن تصوير مشهد أمام جمهور حي بتوجيه من المخرجين والممثلين الحاضرين. حيث سينغمس الجمهور في رحلة تجريبية بينما سيتم اختيار ثلاثة إلى خمسة أشخاص بناءً على أرقام التذاكر الخاصة بهم للمشاركة في تصوير المشهد كممثلين إضافيين أو كجزء من طاقم الفيلم.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».