موسكو تحبط هجوماً إرهابياً أعده «نازيون جدد»

لاستهداف منشأة للأمن في بشكيرستان

TT

موسكو تحبط هجوماً إرهابياً أعده «نازيون جدد»

أعلنت موسكو أنها أحبطت هجوماً إرهابياً واسع النطاق، أعدت له مجموعة متطرفة قومياً. وأفاد بيان أصدرته هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسي، بأن الجهاز أحبط تحضيرات لشن هجوم إرهابي في جمهورية بشكيرستان الذاتية الحكم، وزاد أنه تم احتجاز 5 أعضاء في مجموعة من «النازيين الجدد» في عاصمة الجمهورية أوفا. ووفقاً للبيان، فقد «تم إحباط التحضيرات لشن هجوم إرهابي على واحدة من منشآت الأمن في جمهورية بشكيرستان». وقام رجال الأمن بعمليات ملاحقة ورصد بعد تلقيهم معلومات عن تحضيرات لشن الهجوم، ونجحوا وفقاً للبيان الأمني في احتجاز 5 أشخاص من سكان أوفا كلهم من مواليد الفترة ما بين عامي 2001 و2003. وأوضح البيان، أن الشبان المعتقلين أعضاء في مجموعات متطرفة قومية تعرف في روسيا باسم «النازيين الجدد» وقاموا بالتحضير لشن هجوم إرهابي باستخدام متفجرات وعبوات ناسفة يدوية الصنع.
وأوضح الجهاز الأمني، أنه تمت في أماكن إقامة المحتجزين مصادرة عبوات ناسفة يدوية الصنع وكانت جاهزة للاستخدام، بالإضافة إلى مواد متفجرة وعناصر كيماوية تستخدم في إنتاجها، فضلاً عن 9 وحدات من الأسلحة الفردية. وعثر رجال الأمن أيضاً على مطبوعات تضمنت تعليمات لصنع العبوات الناسفة. وكان لافتاً أن المتطرفين احتفظوا في أماكن إقاماتهم بصور لقادة ألمانيا النازية ومتطرفين قوميين من جمهوريات سوفياتية سابقة حاربوا خلال الحرب العالمية الثانية إلى جانب القوات الألمانية ضد الجيش السوفياتي. وأعلن الجهاز الأمني، أن لجنة التحقيق الروسية فتحت قضايا جنائية ضد المحتجزين بتهم «التحضير لشن هجوم إرهابي» و«الخضوع لتدريبات خاصة بهدف تنفيذ أعمال تفجيرية» و«الإنتاج غير الشرعي للمتفجرات والعبوات الناسفة». وكانت موسكو أعلنت خلال الشهور الماضية، عن عشرات العمليات التفجيرية التي تم إحباطها، لكن هذه المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن نشاط شبكة تضم متطرفين قوميين، في حين أن الجزء الأعظم من الهجمات المحبطة كان يقف وراءها متشددون في تنظيمات إرهابية محظورة، بينها «داعش» و«القاعدة» و«حزب التحرير».
وقبل يومين، أعلنت لجنة التحقيق الروسية اعتقال متشددَين نشطا في سنوات سابقة في إطار مجموعات انفصالية لعبت أدواراً بارزة خلال الحرب الشيشانية (1992 - 1999)، وقالت جهات التحقيق الروسية، إن الناشطَين قاتلا ضمن صفوف القائدين الميدانيين للانفصاليين الشيشان شامل باساييف وخطاب. وذكرت، أنهما شاركا في مهاجمة المراكز السكنية بمنطقة بوتليخ في داغستان في عام 1999.
وأفاد بيان، بأن عناصر جهاز الأمن الفيدرالي، عملوا بالتعاون مع وزارة الداخلية الروسية وبدعم لوجيستي من وحدات الحرس الروسي، لاعتقال المتشددَين ألبرت إيلاكاييف وأليمخان موساييف، وهما من سكان إقليم ستافروبول. وأكدت لجنة التحقيق، أن إيلاكاييف وموساييف، ارتكبا جرائم «الانتماء إلى عصابة مسلحة، والتمرد المسلح، والتعدي على حياة العسكريين ورجال الأمن». وتعود القضية التي تنسب التهم فيها للمعتقلين إلى الفترة من 7 إلى 24 أغسطس (آب) 1999، عندما شارك ما لا يقل عن ألف مسلح مزودين بأسلحة آلية وقنابل يدوية وعبوات ناسفة في تنفيذ تمرد مسلح والاعتداء على العسكريين الروس في منطقة بوتليخ في داغستان. ونجم عن ذلك، مقتل 33 شخصاً وإصابة 34 آخرين.
إلى ذلك، كانت هيئة الأمن الفيدرالي أعلنت الأربعاء الماضي، عن توقيف أفراد خلية متطرفة في مدينة يكاترينبورغ وسط روسيا للاشتباه بضلوعها في تحريض مهاجرين على شن هجمات إرهابية. وقال مركز الاتصالات العامة بالهيئة في بيان، إن «أعضاء المجموعة الإجرامية» وجميعهم من مواطني آسيا الوسطى، «متورطون في الترويج لآيديولوجيا المنظمات الإرهابية الدولية وتحريض العمال المهاجرين على ارتكاب جرائم إرهابية في روسيا».
وأشار البيان إلى أن «الأدلة المادية التي تمت مصادرتها أثناء عمليات التفتيش أكدت اتصالات أعضاء الخلية مع قادة الشبكات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط»، من دون الكشف عن عدد الموقوفين وتسمية تنظيمهم.
ونشرت هيئة الأمن الفيدرالي فيديو يظهر عملية إلقاء القبض على عناصر الخلية المتطرفة.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.