سوريا على مشارف الحل السياسي ودور المعارضة السياسية

كاتب لبناني مقيم في لندن

سوريا على مشارف الحل السياسي ودور المعارضة السياسية
TT

سوريا على مشارف الحل السياسي ودور المعارضة السياسية

سوريا على مشارف الحل السياسي ودور المعارضة السياسية

عامان وأكثر والأزمة السورية تسير في مسار واحد: تدمير لسوريا سواء كان على صعيد اللحمة الاجتماعية أو البنية التحتية ومقومات الدولة؛ رغم كل هذه العوامل والمؤشرات فإن النظام البعثي السوري لا يزال متمسكا بالسلطة. ثمة مؤشرات برزت في الآونة الأخيرة تدل على أن الإدارة الأميركية ستنشط في الأيام المقبلة لتحريك الملف السوري، ومحاولة إنقاذ الوضع قبل فوات الأوان. هذا التدخل الأميركي تفرضه شروط محلية سورية بحتة وإقليمية ودولية، وعلى ضوئها سيصاغ الحل السوري؛ فسوريا ليست دولة عادية بل هي في قلب العالم العربي، وموقعها الجيوسياسي، والمعنوي، والتاريخي، وتركيبتها السكانية تفرض على الجميع الانتباه والاحتراز من التشظيات المخيفة إذا لم تتمكن جميع الأطراف من إيجاد حل سريع وعادل للأزمة السورية.
على الصعيد المحلي السوري البحت توجد قناعة بأن النظام لم يعد قادرا على الاستمرار في المعركة، لأن قدرته في تراجع ومع تراجعها تتفكك الدولة، وتتفتت اللحمة الوطنية السورية. فالمعارضة السورية استطاعت أن تجتاز أصعب المراحل عندما كانت تقاتل عارية الصدر، والنظام فشل أكثر في تقديم حل سياسي كان من شأنه أن يجنبه الكثير من الخسارة، ولربما ضمن له موقعا في المعادلة السورية المستقبلية. فالشعب السوري، ولنكن واقعيين، لم يعد يرى في بشار رئيسا بل تحول إلى رئيس لطائفة. لقد أثبت الرئيس السوري أنه ليس سياسيا وأن منطقه في السلطة لا يختلف عن أي منطق حاكم مستبد آخر يؤمن بشعار: أنا أو الطوفان!
على الصعيد الإقليمي لا تزال إيران تصر على أن بشار خط أحمر، وتعتقد أنها قادرة على فرض الحل الذي يحقق مصالحها. وقد يتفهم المرء هذا التشدد الإيراني لأن سوريا تمثل خاصرة السياسة الخارجية الإيرانية، وقلب التمدد في العالم. وتكمن المشكلة أن القيادة الإيرانية لا تلقي بالا إلى تعقيدات الوضع السوري، وكأنها بهذا الاستخفاف تساوم على تعقيداته لإجبار القوى الأخرى الإقليمية والدولية لكنها بذلك تدفع الدول الإقليمية الأخرى للعمل بأقصى ما يمكنها لمنع تحقق المصالح الإيرانية؛ ولهذا بالإمكان رؤية المفاصلة القائمة على الأرض السورية حيث إيران تدعم النظام بكل أشكال الدعم، والدول الإقليمية الفاعلة تدعم المعارضة بقدر ما تسمح به المعادلة الدولية. الدول الإقليمية بدأت مؤخرا تتجاوز الخطوط الدولية مما انعكس تقدما ملحوظا للمعارضة المسلحة على الأرض السورية في المدة الأخيرة. ويمكن قياس هذا التقدم العسكري ليس من خلال المساحات التي احتلتها المعارضة بل من خلال لجوء النظام السوري إلى أكثر أنواع الأسلحة فتكا والتي هدفها في المقام الأول معنوي لإظهار قدرة النظام، وثانيا لإفهام المعارضين السوريين، والمدنيين بأن النظام قادر على تدمير أي منطقة تقع في يد المعارضة وبالتالي حرمانها من الحياة الطبيعية. كما أن ضعف النظام بدا واضحا لدرجة أنه بدأ يستعين بحزب الله وعناصر من ميليشيات شيعية عراقية، وأخيرا بعناصر من الحرس الثوري الإيراني. وقد وصل الأمر ذروته بإعلان المسؤول عن الدعاية الناعمة الإيراني أن سقوط النظام السوري سيكون أفظع من سقوط منطقة الأهواز الإيرانية العربية.
هذان التطوران المحليان سيترتب عليهما تطور دولي لافت وبالذات من طرف الإدارة الأميركية التي بدأت تستشعر الخطر الداهم من الأزمة السورية ليس فقط على التركيبة السورية بل على منطقة الشرق الأوسط، وعلى سمعتها في العالم؛ فعلى صعيد السمعة تشعر الإدارة الأميركية أنها تخسر يوميا الورقة الأخلاقية أمام فظاعة ما يجري في سوريا ولم تعد الإدارة الأميركية قادرة على غض الطرف لأنها إن فعلت ستخسر حتى الذين يؤيدونها في المنطقة. كما أنها لا يمكنها أن تركز على قضاياها الداخلية وعلى الدول الصاعدة في آسيا، وتترك الشرق الأوسط، لأنها إن فعلت ذلك فإن حلفاءها في آسيا سيشككون في مصداقيتها، وتتخلى عنهم في لحظة ما مثلما تخلت عن منطقة الشرق الأوسط. وكم كانت عبارة الرئيس المصري السابق معبرة عندما قال، نقلا عن وزير خارجيته السابق أحمد أبو الغيط، إن الذي يتغطى «بالأميركان عريان».
كما أثبت الغياب الأميركي عن الأزمة السورية انفراد روسيا بملفها، وعجز الاتحاد الأوروبي؛ فروسيا استفردت في الساحة السورية لاعتقادها بأن الولايات المتحدة لن تغامر كثيرا، ولقناعتها أن الاتحاد الأوروبي عاجز سياسيا وحتى عسكريا. وقد يفهم أو لا يفهم المراقب الموقف الروسي إلا أنه لا بد أن يسلم في النهاية أن السياسة الخارجية لا تحكمها فقط مصالح الدول بل أحيانا، وفي الدول الاستبدادية، شخصية القائد ورؤيته للعالم؛ فالرئيس بوتين تربطه صداقة مع القيادة السورية، ومصاب بعقدة انهيار الاتحاد السوفياتي، ويشعر بأن الفرصة سانحة لإثبات نفسه في الساحة السورية؛ لكنه كمن يحفر خندقا وكلما حفر أكثر تزايدت استحالة خروجه؛ وتشعر روسيا الآن أنها بحاجة إلى انخراط أميركي لإنقاذها من الحفرة التي أوقعت نفسها فيها، ولا يمكن فهم تصريح وزير الخارجية الروسي لافروف مؤخرا بأن استمرار الحرب سيؤدي إلى انهيار الدولة السورية إلا في هذا السياق.
وفق هذه القراءة يمكن القول إن كل الأطراف أصبحت جاهزة لإيجاد حل للأزمة وإن مقومات هذا الحل وبنوده الأساسية هي التي الآن محل تفاوض؛ فالمعارضة السورية السياسية نجحت لأول مرة، بإعلانها عن مقاطعة اجتماع أصدقاء الشعب السوري، وتعليق زيارتيها لأميركا وروسيا، في إجبار الجميع على الانتباه إلى أن وراءها شعبا يقاتل بدمه ولحمه. وقد أجبرت بالفعل المعارضة السياسية السورية أميركا على إدانة استخدام النظام السوري لصواريخ سكود وعلى تقديم وعود بريطانية وأميركية بمساعدات هامة مقابل حضورها وانخراطها في إيجاد حلول وهذا ما أثبته اجتماع روما.
وصلت الأزمة السورية إلى مفصل أساسي وهام وهذا يتطلب قدرة تفاوضية وتنسيقية متميزة بين الداخل السوري المعارض والخارج لرسم المرحلة المستقبلية لسوريا؛ فالمعارضة يجب أن تعرف أن كل الأطراف الإقليمية والدولية تريد تسوية تحقق لكل منها أكثر ما يمكن من الأهداف، ولذلك يترتب على المعارضة السياسية أن تقاوم كما قاومت المعارضة العسكرية وتعرف متى تقبل وكيف ترفض. ما هو مهم لهذه المعارضة بعد نضوج الحل الدولي أن تساهم في تحقيق الانتقال السياسي في سوريا وبأقل تكلفة ممكنة ومن دون التخلي عن ثوابت ضرورية لاستقرار سوريا، وإذا لم تحسن التفاوض فإنها إما أن تضيع هذه الفرصة الذهبية أو تحصل على تسوية لا تليق بحجم التضحيات.



البديوي لـ«الشرق الأوسط»: مساعي دول الخليج ماضية نحو تأشيرة سياحية موحدة

البديوي خلال مشاركته في إحدى جلسات الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي (موقع المنتدى)
البديوي خلال مشاركته في إحدى جلسات الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي (موقع المنتدى)
TT

البديوي لـ«الشرق الأوسط»: مساعي دول الخليج ماضية نحو تأشيرة سياحية موحدة

البديوي خلال مشاركته في إحدى جلسات الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي (موقع المنتدى)
البديوي خلال مشاركته في إحدى جلسات الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي (موقع المنتدى)

أكد جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن دول المجلس تمضي نحو الوصول إلى تأشيرة خليجية موحدة، وتقديمها للمجتمع الدولي.

وأشار البديوي إلى أن قادة دول الخليج أقروا واعتمدوا التأشيرة السياحية الموحدة خلال قمتهم الأخيرة في الدوحة، ووجَّهوا الأمانة العامة مع الدول الأعضاء، خصوصاً ممثلي وزارة الداخلية، بالمضي قدماً في الانتهاء منها في أقرب وقت ممكن حتى يمكن لأي زائر أو سائح دولي أن يزور دول الخليج بتأشيرة واحدة.

وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على هامش النسخة الخاصة من المنتدى الاقتصادي التي تُعقد في العاصمة السعودية الرياض خلال يومين: «نأمل أن يساعد الأمر في تعزيز وتشجيع السياحة في المنطقة، وستسهم التأشيرة في توفير المال والوقت».

زوار يحضرون المنتدى الاقتصادي العالمي في العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

ووفق إحصاءات صدرت مؤخراً أشارت إلى أن نسبة مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي في دول مجلس التعاون في عام 2022 تعادل ما نسبته 7.8 في المائة، في الوقت الذي تعمل فيه دول المجلس على زيادة هذه النسبة خلال الأعوام القادمة لتصل إلى 10في المائة.

وأكد البديوي أن التأشيرة تمضي في مراحلها؛ حيث إن النقاش وصل إلى مراحله الأخيرة على مستوى اللجان الفنية ما بين الدول الخليجية الست، موضحاً أنه نظراً لكونها عملية كبيرة فإنها بحاجة إلى دراسة من جوانب أمنية وفنية عدة.

وفيما يتعلق باتفاقات التجارة الحرة لدول الخليج العربي مع دول العالم، قال: «في العام الماضي، أُنْجزت اتفاقية مع باكستان وكوريا الجنوبية... وخلال العام الحالي، وقَّعنا البيان المشترك مع تركيا، ونأمل أن نكون في المراحل الأخيرة باتفاقية التجارة الحرة مع بريطانيا»، مشيراً إلى وجود بعض الموضوعات العالقة، ويجري التفاهم بشأنها. أضاف: «لكننا أنجزنا أكثر مما تبقى، ونأمل أن نصل إلى أرضية مشتركة، كما توجد جولة مقبلة مع بريطانيا خلال الأسبوعين المقبلين».

وفيما يتعلق باتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، قال البديوي: «المحادثات مع الاتحاد الأوروبي متوقفة منذ أكثر من عقد. الآن يوجد اهتمام من الجانبين الخليجي والأوروبي بعودة المحادثات، وإيجاد أرضية مشتركة للمضي قدماً في اتفاقية تجارة حرة، وسيقوم وفد من الأمانة العامة لمجلس التعاون بزيارة لجس النبض للتباحث بشكل أولي وليس مفاوضات».


«نيوم» السعودية توقع اتفاقية تسهيلات ائتمانية بقيمة 2.6 مليار دولار

خلال توقيع الاتفاقية بين «نيوم» ومؤسسات مالية سعودية (من البيان)
خلال توقيع الاتفاقية بين «نيوم» ومؤسسات مالية سعودية (من البيان)
TT

«نيوم» السعودية توقع اتفاقية تسهيلات ائتمانية بقيمة 2.6 مليار دولار

خلال توقيع الاتفاقية بين «نيوم» ومؤسسات مالية سعودية (من البيان)
خلال توقيع الاتفاقية بين «نيوم» ومؤسسات مالية سعودية (من البيان)

أعلنت «نيوم» السعودية عن توقيع اتفاقية تسهيلات ائتمانية بقيمة 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار)، ستستخدم لتلبية متطلبات «نيوم» للتمويل قصير الأجل، في وقت تشهد مشاريعها الرئيسية تقدماً ملحوظاً، وتسارعاً في أعمال التطوير.

ووفق بيان صادر عن «نيوم»، فإن هذا التسهيل الائتماني يعتمد على هيكلية المرابحة، ويستهدف دعم مراحل تقدم الأعمال في المشاريع الرئيسية المتمثلة في «ذا لاين» و«أوكساچون» و«تروجينا» و«سندالة».

وقال الرئيس التنفيذي لـ«نيوم»، المهندس نظمي النصر إن التسهيلات الائتمانية، التي تدعمها مجموعة من المؤسسات المالية الرائدة في المملكة، تتكامل مع استراتيجية «نيوم» الشاملة للتمويل، وذلك من خلال التعامل مع مجموعة متنوعة من المصادر المالية لدعم مشاريع البنية التحتية الرائدة لديها، وبما يتماشى مع المستهدفات الاقتصادية لـ«رؤية 2030».

وأضاف «نحن نقدر دعم شركاء نيوم من البنوك لإتاحتهم مجموعة متنوعة من خيارات التمويل التي تدعم إنجاز هذا المشروع، الذي يعد أحد أكبر المشاريع في العالم».

واستقطبت اتفاقية التمويل الجديدة اهتماماً واسعاً من كبرى المؤسسات المالية في المملكة، حيث شارك فيها 9 بنوك، بقيادة كل من: البنك الأهلي السعودي، وبنك الرياض، والبنك السعودي الأول؛ ومُشاركة بنوك: شركة الراجحي المصرفية للاستثمار، ومصرف الإنماء، والبنك العربي الوطني، وبنك البلاد، والبنك السعودي للاستثمار، وبنك الجزيرة.

الجدير بالذكر أن «نيوم» وشركاءها وقّعوا اتفاقية تمويل في وقتٍ سابق من العام 2023 بقيمة 23 مليار ريال (8.8 مليار دولار) بهدف إنشاء شركة «نيوم للهيدروجين الأخضر»، كما وقعت نيوم اتفاقية بقيمة 3 مليارات ريال (800 مليون دولار) لتمويل جزء من مشروع تطوير جزيرة سندالة، وتجهيزها لاستقبال الزوار هذا العام.

يشار إلى أن «نيوم» هي انطلاقة واثقة لتقدم البشرية وتجسيد لرؤية تُمثّل ما سيبدو عليه المستقبل الجديد، وتقع في شمال غربي السعودية على البحر الأحمر، وستكون مقصداً عالمياً، وموطناً لأصحاب الطموح الذين يسعون للمساهمة في بناء نموذج جديد لمعيشة استثنائية، وإنشاء أعمال مزدهرة، حيث سيتجلى الإبداع فيها في مجال الحفاظ على البيئة.

كما ستشكّل موطناً استثنائياً للعيش، والعمل، وستضم عدداً من المدن، والموانئ، والمناطق التجارية، ومراكز البحوث، والمرافق الرياضية، والترفيهية، والوجهات السياحية، وستستقطب روّاداً، وقادة الأعمال، والشركات من جميع أنحاء العالم للبحث في التقنيات، والمشاريع الجديدة، واحتضانها، وتسويقها بأساليب مبتكرة.


المدرب بواش رئيساً لنادي بورتو البرتغالي

أندريه فيلاش بواش يحتفل بفوزه بانتخابات رئاسة نادي بورتو (رويترز)
أندريه فيلاش بواش يحتفل بفوزه بانتخابات رئاسة نادي بورتو (رويترز)
TT

المدرب بواش رئيساً لنادي بورتو البرتغالي

أندريه فيلاش بواش يحتفل بفوزه بانتخابات رئاسة نادي بورتو (رويترز)
أندريه فيلاش بواش يحتفل بفوزه بانتخابات رئاسة نادي بورتو (رويترز)

انتُخب المدرب السابق أندريه فيلاش بواش رئيساً لنادي بورتو أحد أعرق أندية كرة القدم البرتغالية للفترة الممتدة من 2024 حتى 2028، ليطيح بخورخي نونو بينتو دا كوستا الذي تولى هذا المنصب لـ42 عاماً.

وأعلن النادي في بيان صحافي، الأحد، أن «أندريه فيلاش بواش هو الرئيس الجديد لنادي بورتو».

وخلال الانتخابات التي جرت، السبت، حصل المدرب السابق البالغ 46 عاماً والذي أشرف على كثير من الأندية الأوروبية البارزة كبورتو نفسه وتشيلسي وتوتنهام الإنجليزيين وزينيت سان بطرسبرغ الروسي ومرسيليا الفرنسي، على 21489 صوتاً من الجمعية العمومية للنادي مقابل 5224 لمنافسه البالغ 86 عاماً الذي يرأس النادي منذ أبريل (نيسان) 1982، ويعد من أقوى الشخصيات في عالم كرة القدم البرتغالية.

وقال فيلاش بواش في بيان آخر أصدره بورتو: «يا لها من أمسية تاريخية. نادينا بخير، واليوم أظهر قوته».

ووعد فيلاش بواش خلال حملته الانتخابية بتعيين الحارس الدولي الإسباني السابق أندوني زوبيساريتا، الذي عمل معه في مرسيليا، مديراً رياضياً، وإسناد إدارة كرة القدم إلى المدافع الدولي البرتغالي السابق خورخي كوستا.

وقبل انتهاء ولايته، عمد بينتو دا كوستا، هذا الأسبوع، إلى تمديد عقد مدرب بورتو الحالي، سيرجيو كونسيساو.

منذ انتخابه لأول مرة رئيساً للنادي، في أبريل (نيسان) 1982، أحرز بورتو في عهد دا كوستا لقب الدوري 23 مرة، إضافة إلى التتويج مرتين في دوري أبطال أوروبا عامي 1987 و2004.

إلا أنّ بورتو يمر حالياً بأزمة مالية وفنية؛ حيث يحتل المركز الثالث في ترتيب الدوري البرتغالي بفارق 18 نقطة عن سبورتنغ المتصدر الذي يستضيفه، مساء الأحد.

وخلال مسيرته التدريبية، منح فيلاش بواش نادي بورتو رباعية خلال موسم 2010 - 2011 بفوزه بالدوري الأوروبي والدوري والكأس المحليين وكأس الرابطة.

ولم يتسلم فيلاش بواش أي منصب تدريبي منذ رحيله عن مرسيليا في فبراير (شباط) 2021.

وقبل انضمامه إلى مرسيليا، أشرف على تدريب فريق شنغهاي إس آي بي جي الصيني لعام واحد.


آيرلندا تريد إعادة طالبي اللجوء إلى بريطانيا

أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق لقوة الحدود البريطانية في ميناء دوفر (رويترز)
أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق لقوة الحدود البريطانية في ميناء دوفر (رويترز)
TT

آيرلندا تريد إعادة طالبي اللجوء إلى بريطانيا

أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق لقوة الحدود البريطانية في ميناء دوفر (رويترز)
أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق لقوة الحدود البريطانية في ميناء دوفر (رويترز)

تريد آيرلندا تعديل القانون لتتمكن من إعادة طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة، حسبما ذكرت شبكة الإذاعة والتلفزيون «آر تي إي» (RTE) أمس الأحد، بعد تدفقهم عبر الحدود مع آيرلندا الشمالية.

وقالت وزيرة العدل الآيرلندية هيلين ماكنتي التي تزور لندن الاثنين، أمام لجنة برلمانية هذا الأسبوع إنها تقدر بثمانين في المائة نسبة المتقدمين بطلبات لجوء في الجمهورية الذين جاءوا عبر الحدود البرية مع آيرلندا الشمالية وهي جزء من المملكة المتحدة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ورأى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في تصريح لمحطة «سكاي نيوز» أن هذا دليل على أن خطة لندن لإرسال طالبي اللجوء إلى رواندا فعالة في الردع. وقال إن: «هذا يدل على ما أعتقد، على أن عامل الردع (...) له تأثير لأن الناس يشعرون بالقلق بشأن المجيء إلى هنا».

ورداً على ذلك، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الآيرلندي سايمن هاريس للشبكة نفسها إن رئيس الحكومة: «لا يعلق على سياسات الهجرة لأي دولة أخرى لكنه واضح جداً بشأن أهمية حماية سلامة نظام الهجرة في آيرلندا».

وأضاف أن «آيرلندا تمتلك نظاماً يستند إلى قواعد ويجب دائماً تطبيقه بحزم ونزاهة».

وأوضح أن رئيس الوزراء الآيرلندي طلب من وزير العدل «تقديم مقترحات إلى مجلس الوزراء الأسبوع المقبل لتعديل القانون الحالي فيما يتعلق باختيار (دولة ثالثة) آمنة، والسماح بإعادة طالبي الحماية الدولية غير المقبولين إلى المملكة المتحدة».

ويفترض أن تناقش ماكنتي سياسة الإعادة الجديدة مع وزير الداخلية البريطاني جيمس كليفرلي في لندن الاثنين.

وتجاوز مشروع قانون رواندا في المملكة المتحدة العقبة البرلمانية الأخيرة الاثنين الماضي بعد نزاع طويل بين مجلسي العموم واللوردات في البرلمان.

ويأمل سوناك أن يمنع مشروع القانون طالبي اللجوء من محاولة الوصول إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة عبر البحر من شمال أوروبا.


القضاء الفرنسي يتهم زوجة قيادي «داعشي» بارتكاب جرائم ضد الإنسانية

عناصر من الشرطة الفرنسية في العاصمة باريس (متداولة)
عناصر من الشرطة الفرنسية في العاصمة باريس (متداولة)
TT

القضاء الفرنسي يتهم زوجة قيادي «داعشي» بارتكاب جرائم ضد الإنسانية

عناصر من الشرطة الفرنسية في العاصمة باريس (متداولة)
عناصر من الشرطة الفرنسية في العاصمة باريس (متداولة)

اتُّهمت سونيا إم، العائدة من سوريا والزوجة السابقة لقيادي في تنظيم «داعش» في 14 مارس (آذار) في فرنسا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية، للاشتباه في استعبادها مراهقة إيزيدية في سوريا.

والشابة الإيزيدية البالغة اليوم 25 عاماً كانت في السادسة عشرة من عمرها حين اشتراها عبد الناصر بن يوسف، الملقب بـ«أبي مثنّى»، رئيس العمليات الخارجية في تنظيم «داعش».

هذا الرجل، المُستهدف حالياً بمذكرة توقيف وفق مصدر قريب من التحقيق، أدين أيضاً غيابياً في فرنسا على خلفية اعتداء أحبِط عام 2015 في فيلجويف بضواحي باريس.

وبحسب عناصر من التحقيق كشفتها صحيفة «لو باريزيان» السبت، واطلعت عليها وكالة «الصحافة الفرنسية»، تحدثت الشابة الإيزيدية عن تعرضها لسوء معاملة يومياً.

وفي جلسة استماع عقدت في فبراير (شباط) الماضي، ادعت أنها احتجزت لأكثر من شهر في ربيع العام 2015 في سوريا.

وقالت إنها لم تكن تستطيع الشرب، أو الأكل، أو الاستحمام من دون إذن سونيا إم، واتهمت الأخيرة بأنها عنّفتها مرتين، وبأنها كانت تعلم أن زوجها كان يغتصبها.

وفي مارس 14، عندما استجوبها قاضي التحقيق المختص بمكافحة الإرهاب، أنكرت سونيا إم ارتكاب أي إساءة، وكشفت عن «حادثة اغتصاب واحدة» من جانب زوجها السابق.

محكمة فرنسية (أرشيفية -متداولة)

وأفادت في استجوابها الذي اطلعت عليه وكالة «الصحافة الفرنسية» بأن المراهقة «كانت تخرج من غرفتها بحرية، وتأكل ما تريد، وتذهب إلى المرحاض عند الحاجة». وقالت أيضاً إنها لم تكن تحمل مسدساً، خلافاً لما ادّعته الشابة الإيزيدية.

وكانت المراهقة قد خُطفت في أغسطس (آب) 2014 في العراق، وبيعت إلى عدد من عائلات المتطرفين.

وزعمت سونيا إم أن زوجها «لم يسألها عن رأيها»، مؤكدة أنها لم تكن تحب إعطاء الأوامر.

وبعدما وجّه إليها قاضي التحقيق في بادئ الأمر تهمة التواطؤ في سبتمبر (أيلول) 2022 وفقاً لمصدر قضائي، اتّهمها في نهاية المطاف بصفتها جانية، طبقاً لمطلب مكتب المدّعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب.


هونغ كونغ تُحافظ على مسار النمو: توقعات معتدلة للربع الأول

سياح صينيون من البر الرئيسي يسيرون أمام أفق المباني في تسيم شا تسوي بهونغ كونغ بالصين (رويترز)
سياح صينيون من البر الرئيسي يسيرون أمام أفق المباني في تسيم شا تسوي بهونغ كونغ بالصين (رويترز)
TT

هونغ كونغ تُحافظ على مسار النمو: توقعات معتدلة للربع الأول

سياح صينيون من البر الرئيسي يسيرون أمام أفق المباني في تسيم شا تسوي بهونغ كونغ بالصين (رويترز)
سياح صينيون من البر الرئيسي يسيرون أمام أفق المباني في تسيم شا تسوي بهونغ كونغ بالصين (رويترز)

من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي لهونغ كونغ بين 2.5 و 3.5 في المائة للربع الأول، مما يُحافظ على نمو معتدل للربع الخامس على التوالي، وفقاً لما قاله كبير المسؤولين الماليين في المدينة يوم الأحد.

وقال سكرتير المالية بول تشان في مدونته، إنه من المقرر صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي لشهري يناير (كانون الثاني)، ومارس (آذار) يوم الخميس، ومن المتوقع أن تكون «ضمن نطاق توقعات النمو الاقتصادي للعام بأكمله»، دون الخوض في التفاصيل، وفق «رويترز».

وتوقع تشان في فبراير (شباط) نمواً سنوياً كاملاً للمركز المالي الآسيوي بنسبة 2.5 إلى 3.5 في المائة بعد توسع بنسبة 3.2 في المائة في عام 2023.

وقال تشان إن هونغ كونغ تسعى إلى مصادر جديدة للنمو، حيث سيتم تنظيم فعاليات ضخمة مثل الألعاب النارية لجذب المزيد من السياح، مضيفاً أنه من المتوقع أن يصل 800 ألف زائر إلى المدينة لقضاء عطلة عيد العمال الصيني يوم الأربعاء.

ضربة قاسية لمصرفيي «سي آي سي سي»

وفي خطوة رئيسية لخفض التكاليف وسط الأسواق المتقلبة وحملة التقشف في بكين، قام بنك «تشاينا إنترناشيونال كابيتال كورب» (سي آي سي سي) بخفض الراتب الأساسي لمصرفيي الاستثمار المحليين بنسبة تصل إلى 25 في المائة، حسبما أفادت ثلاثة مصادر.

وقالت المصادر التي لديها معرفة بخفض الرواتب، ولكنها رفضت الكشف عن هويتها؛ لأنها غير مخولة بالتحدث إلى وسائل الإعلام، إن بعض صانعي الصفقات المتأثرين تم إبلاغهم بالتخفيضات يوم الجمعة. وأضاف اثنان من المصادر أن التخفيضات ستدخل حيز التنفيذ الفوري، وفق «رويترز».

وسيؤثر خفض الرواتب على أكثر من ألفي مصرفي، ويأتي ذلك بعد أن قام أحد أكبر بنوك الاستثمار في الصين من حيث عدد الموظفين بخفض مكافآت المصرفيين العام الماضي بنسبة تصل إلى 40 في المائة، كما أفادت «رويترز» في أبريل (نيسان) الماضي.

وتسلط الخطوة النادرة التي اتخذها أكبر بنك استثماري لخفض الأجر الأساسي بما يصل إلى الربع الضوء على التحديات التي تواجهها الشركات المالية الصينية وسط تباطؤ الاقتصاد والاكتتابات العامة الأولية البطيئة في وجهات الإدراج الرئيسية في الصين وهونغ كونغ.

وعادة ما يخضع مصرفيو الاستثمار لمكافآت أداء متقلبة، لكن التخفيضات الجذرية في الراتب الأساسي أقل شيوعاً. وأفادت «رويترز» في يونيو (حزيران) الماضي نقلاً عن مصادر، بأن مصرف «سيتيك» للأوراق المالية المنافس خفض الرواتب في قسمه للخدمات المصرفية الاستثمارية بنسبة تصل إلى 15 في المائة.

ووفقاً لبيانات «إل إس إي جي»، انخفضت الأموال التي جمعتها الشركات الصينية من خلال الاكتتابات العامة الأولية في البورصات المحلية والخارجية بنسبة 80 في المائة إلى 2.9 مليار دولار في الربع الأول مقارنة بالعام السابق.

كما انخرطت الشركات المالية الصينية في حملة تقشف خلال العامين الماضيين - حيث خفضت الرواتب والمكافآت، وطلبت من الموظفين عدم ارتداء ملابس وساعات باهظة الثمن في العمل - في إطار مساعي بكين لسد الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

وبينما تتحرك بكين قدماً بخطة «الرخاء المشترك»، تعهدت أعلى هيئة لمكافحة الفساد في الصين العام الماضي بالقضاء على أفكار «النخبة المالية» على النمط الغربي، وتصحيح النزعة المفرطة نحو «الأذواق الراقية».

ويعد العاملون في المجال المالي من بين أعلى العاملين أجراً في الصين الشيوعية، وغالباً ما تعرض ثرواتهم وأنماط حياتهم الباذخة للانتقاد من قبل الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي مع تباطؤ الاقتصاد.

وقال أحد المصادر الثلاثة إن البنك يفكر أيضاً في خفض الوظائف في وحدة الخدمات المصرفية الاستثمارية الخارجية في هونغ كونغ. ولم يتضح عدد المصرفيين الموجودين بشكل دائم خارج البلاد.

ووفقاً لاثنين من المصادر الثلاثة، لم يعلن البنك بعد عن مكافآت عام 2023، حيث قالا إن المصرفيين في الشركة بدأوا العام الماضي في تلقي إشعارات المكافآت اعتباراً من أوائل أبريل.

وانخفضت الأموال التي تم جمعها من خلال الاكتتابات العامة الأولية من قبل «سي آي سي سي» في البر الرئيسي بنسبة 31 في المائة إلى 359 مليار يوان (49.5 مليار دولار) في عام 2023 مقارنة بعام 2022، بينما انخفضت عائدات الاكتتاب العام في هونغ كونغ بنسبة 56 في المائة إلى 5.9 مليار دولار، وفقاً لبيانات من التقرير السنوي للبنك المنشور في مارس.

وأظهر التقرير أن الأرباح الموزعة على مساهمي شركة الوساطة التي تتخذ من بكين مقراً لها انخفضت بنسبة 19 في المائة في عام 2023 مقارنة بعام 2022 إلى 6.2 مليار يوان، بعد انخفاض بنسبة 29 في المائة في عام 2021.


نذر مواجهة بين انقلابيي اليمن ونادي القضاة في صنعاء

عناصر حوثيون يرتدون زياً عسكرياً خلال تظاهرة في صنعاء دعا إليها زعيمهم (إ.ب.أ)
عناصر حوثيون يرتدون زياً عسكرياً خلال تظاهرة في صنعاء دعا إليها زعيمهم (إ.ب.أ)
TT

نذر مواجهة بين انقلابيي اليمن ونادي القضاة في صنعاء

عناصر حوثيون يرتدون زياً عسكرياً خلال تظاهرة في صنعاء دعا إليها زعيمهم (إ.ب.أ)
عناصر حوثيون يرتدون زياً عسكرياً خلال تظاهرة في صنعاء دعا إليها زعيمهم (إ.ب.أ)

تجاهلت الجماعة الحوثية انتفاضة الجمعية العامة لنادي القضاة في صنعاء والتي منحتها أسبوعاً لإطلاق سراح القاضي المعارض عبد الوهاب قطران المعتقل منذ ما يزيد على 100 يوم، وهو ما يعني انتظار مواجهة جديدة بين الجماعة والقضاة الذين أدانوا بشدة اعتقال قطران، وعدّوه انتهاكاً غير مسبوق للسلطة القضائية مهددين بخطوات تصعيدية إذا لم تجرِ الاستجابة لمطالبهم.

ومع إعلان الجمعية العمومية لنادي القضاة في صنعاء الاستعداد لخطوات تصعيدية مع استمرار تجاهل سلطة الحوثيين مطالبهم أكد المحامي نجيب الحاج أن بيان القضاة كان يمكن أن يشكل فرصة مناسبة لإطلاق سراح القاضي قطران، وخروج سلطة الحوثيين من المأزق الذي وقعت فيه عند اعتقاله وانتهاكها لحصانته القضائية بذلك الشكل المهين والمذل لكل القضاة وتغيبه وتقيد حريته لما يقارب 4 أشهر.

القاضي اليمني عبد الوهاب قطران اعتُقل بسبب معارضته الحوثيين (إعلام محلي)

ورأى المحامي الحاج أن عدم صدور أي موقف من الحوثيين على ما جاء في بيان نادي القضاة يوحي بأنهم عازمون على المضي في نهج التعالي والتقليل والانتقاص من مكانة وهيبة القضاة.

وتمنى المحامي اليمني الاستجابة لطلب النادي؛ لأن لناس لم يعودوا يحتملون مزيداً من التصعيد الذي قد يؤدي إلى تعطيل وتوقف مرفق القضاء في حال انتقلت الجمعية العمومية لنادي القضاة للخطوة التالية، واتخاذها قراراً بالإضراب الجزئي أو غير ذلك من الإجراءات والخيارات.

وكانت الجمعية العمومية لنادي القضاة في صنعاء قد أصدرت بياناً ذكرت فيه أن قضاة اليمن وقفوا «ببالغ الأسف الشديد» إزاء واقعة اعتقال القاضي قطران، وانتهاك حرمة مسكنه في 2 يناير (كانون الثاني) الماضي، من قبل ما يُعرف بجهاز الأمن والمخابرات الحوثي دون وجود أي أوامر قضائية بالقبض أو التفتيش، ودون إذن من مجلس القضاء الأعلى «في انتهاك صارخ للشرع والقانون».

تلويح بالتصعيد

أكدت الجمعية العمومية لنادي القضاة اليمنيين في صنعاء، في بيانها ‏أن قيام الحوثيين بمهاجمة منزل القاضي قطران بعدد من المسلحين وانتهاك حرمة مسكنه وتفتيشه واعتقاله وأخذه إلى السجن واستمرار حبسه منذ أكثر من 3 أشهر دون وجود أوامر قضائية ودون إذن مسبق من مجلس القضاء، ودون وجود حالة تلبس، وأيضاً دون وجود إذن باستمرار حجزه «يعد جريمة انتهاك حرمة مسكن بقوة السلاح مكتملة الأركان، وجريمة قيد حرية، وجريمة استعمال نفوذ، وجريمة انتهاك غير مسبوقة لاستقلال السلطة القضائية».

مسلح حوثي خلال حشد في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

ووفق البيان، فإن ‏ قيام الحوثيين بعد ارتكاب المخالفة المهنية الجسيمة بالضغط على قيادة السلطة القضائية، واستغلال ضعفها وهشاشتها لرفع الحصانة عن القاضي قطران، وإصدار أوامر قبض وتفتيش وحجز لاحقة لارتكاب الواقعة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن القضاء اليمني أصبح منتهك السيادة والاستقلال، وهو ما يؤثر سلباً على أداء رسالته المقدسة لإنصاف المستضعفين وتحقيق العدل.

وخاطب القضاة النائب العام الحوثي لإصدار أمر الإفراج العاجل والفوري عن القاضي وإحالة أي شكوى ضده إلى مجلس القضاء الأعلى، ‏وأكدوا البطلان المطلق لإجراءات التفتيش والقبض والحبس، وحمَّلوا النائب العام الحوثي مسؤولية التحقيق فيها.‏

وبعد أن أكد القضاة بطلان جميع الإجراءات اللاحقة التي اتخذها مجلس القضاء، أقروا مخاطبة مجلس حكم الحوثيين بالتدخل العاجل لتطبيق مبدأ الفصل بين السلطات، وحمّلوه «مسؤولية انتهاك استقلال القضاء». ‏وأعلنوا احتفاظهم باتخاذ الخطوات التصعيدية اللازمة في حال عدم الاستجابة لبيانهم خلال أسبوع - ينتهى في 28 أبريل (نيسان) - خصوصاً فيما يخص إطلاق سراح القاضي قطران فوراً.

اختطاف ناشط

في اتجاه آخر اعتقلت الجماعة الحوثية أحد الناشطين الإعلاميين الموالين لها ويدعى خالد العراسي بسبب مشاركته في الحملة الشعبية المطالبة بمنع دخول المبيدات الزراعية المحرمة، واقتادته إلى مكان غير معلوم بعد مداهمة منزله فجراً.

الناشط اليمني خالد العراسي أثناء مثوله أمام نيابة حوثية في صنعاء (إعلام محلي)

وذكر زملاء العراسي في الحملة التي تتهم قيادات في جماعة بحوثي، خصوصاً مدير مكتب مجلس الحكم الانقلابي أحمد حامد بتسهيل إدخال المبيدات إلى مناطق سيطرة الجماعة أن قوة أمنية محمولة على عدد من العربات داهمت منزل الناشط عند الخامسة فجراً، وقامت بتفتيشه، والعبث بمحتويات المنزل قبل تقييده ونقله إلى جهة غير معلومة.

وأكد الناشطون في الحملة أن اعتقال الناشط الإعلامي العراسي جاء على خلفية كتاباته عن المبيدات المسرطنة والتي أصبحت قضية رأي عام، وقالوا إن الحوثيين بدلاً من التحقيق مع تجار المبيدات يقومون باعتقال الإعلاميين والصحافيين الذين كتبوا عن مخاطر المبيدات على حياة الناس.


إسرائيل تنتظر رد «حماس» على عرض «صفقة التبادل» خلال 48 ساعة

أطفال يقفون وسط أنقاض منزلهم المدمر في رفح (أ.ف.ب)
أطفال يقفون وسط أنقاض منزلهم المدمر في رفح (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تنتظر رد «حماس» على عرض «صفقة التبادل» خلال 48 ساعة

أطفال يقفون وسط أنقاض منزلهم المدمر في رفح (أ.ف.ب)
أطفال يقفون وسط أنقاض منزلهم المدمر في رفح (أ.ف.ب)

أفاد تلفزيون «آي 24» الإسرائيلي، اليوم الأحد، بأن إسرائيل تنتظر رداً من حركة «حماس» على آخر عرض بخصوص صفقة التبادل خلال 48 ساعة.

ونقل التلفزيون عن مسؤول لم يسمه القول «أبدينا استعداداً لتقديم تنازلات كبيرة بخصوص عودة النازحين لشمال غزة».

وأضاف أن «المرحلة المكثفة من الحرب في غزة شارفت على نهايتها وأنظارنا تتجه إلى الجبهة الشمالية»، في إشارة إلى لبنان والمواجهة مع «حزب الله» والفصائل المسلحة هناك، وفق ما ذكرته وكالة أنباء العالم العربي.

وشدد المصدر على أنه في حالة صدور رد سلبي آخر من «حماس»، فمن المتوقع أن تختار إسرائيل إجراءً «تدريجياً ومنضبطاً» للتعامل مع ما تبقى من كتائب «حماس» في رفح.

بدوره، قال قيادي بـ«حماس» إن وفداً من الحركة سيزور القاهرة، غداً الاثنين، لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار في غزة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضاف القيادي الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه أن الوفد سيناقش وقف إطلاق النار المقترح الذي عرضه الوسطاء وكذلك رد إسرائيل.

ويأتي هذا التطور وسط ضغوط دولية متزايدة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بالإضافة إلى تشديد موقف عائلات الرهائن.

وقال مسؤولان إسرائيليان لموقع «أكسيوس»، أمس السبت، إن المقترح الإسرائيلي الجديد بشأن الصفقة المحتملة مع حركة «حماس» ينطوي على استعداد لبحث «استعادة تهدئة دائمة» في غزة بعد الإفراج عن المحتجزين على أسس إنسانية.

وبحسب «أكسيوس»، فإن هذه هي المرة الأولى منذ اندلاع الصراع في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) التي يبدي فيها زعماء إسرائيل استعداداً لمناقشة نهاية للحرب في غزة في إطار صفقة لتبادل المحتجزين.


النصر يتوج بكأس الدوري السعودي لتنس السيدات

فريق النصر للتنس فاز على فريق العُلا 2-1 (الاتحاد السعودي للتنس)
فريق النصر للتنس فاز على فريق العُلا 2-1 (الاتحاد السعودي للتنس)
TT

النصر يتوج بكأس الدوري السعودي لتنس السيدات

فريق النصر للتنس فاز على فريق العُلا 2-1 (الاتحاد السعودي للتنس)
فريق النصر للتنس فاز على فريق العُلا 2-1 (الاتحاد السعودي للتنس)

تُوج فريق النصر، بطلاً للنسخة الأولى من الدوري السعودي الممتاز للتنس للسيدات، السبت، بعد فوزه على نادي العُلا بنتيجة (2-1) في مدينة الرياض.

ومثّل النصر في هذه البطولة، الشقيقتان سارة وسمر العبيدان، واللاعبة مارلين عبد الله.

وفي مواجهة تحديد المركز الثالث والرابع، انتصر نادي الاعتماد على نظيره الأهلي بنتيجة (2-0).

النصر بطلاً للنسخة الأولى من الدوري السعودي الممتاز للتنس للسيدات (الشرق الأوسط)

من ناحيتها، قالت لاعبة نادي النصر سارة العبيدان لـ«الشرق الأوسط»: «أُبارك لنفسي وللاعبات الفريق ونادي النصر على هذه اللحظة، سعيدة بالتتويج في أولى نسخ الدوري الممتاز، قاتلنا لهذه اللحظة، ولله الحمد تمكنا من تحقيقها».

وتابعت: «أهدي هذا الفوز إلى والدتي التي دعمتنا، ولوالدي رحمه الله، وللمدربين عبد الله العوض، وفهد الحقباني، ومعتز، ومن كان له الفضل في مشوارنا أنا وشقيقتي لرفع الذهب في اللعبة المحبوبة في عائلتنا».


تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن

وزير الصحة اليمني في إحدى حملات التطعيم ضد شلل الأطفال (سبأ)
وزير الصحة اليمني في إحدى حملات التطعيم ضد شلل الأطفال (سبأ)
TT

تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن

وزير الصحة اليمني في إحدى حملات التطعيم ضد شلل الأطفال (سبأ)
وزير الصحة اليمني في إحدى حملات التطعيم ضد شلل الأطفال (سبأ)

احتفلت منظمة الصحة العالمية بمرور 47 عاماً على تأسيس مبادرتها للتحصين الموسع والأساسي في اليمن، بينما أكدت «اليونيسيف» أن اللقاحات وسيلة فعالة وغير مكلفة، وتعود بالفوائد الاقتصادية العالية، إلى جانب إنقاذها أرواح اليمنيين، وسردت المنظمتان وقائع وأرقاماً عن عودة انتشار كارثية للأوبئة في البلاد التي تعاني من الصراع والفقر.

ومع إعلان منظمة الصحة العالمية إصابة 237 طفلاً يمنياً بفيروس شلل الأطفال خلال السنوات الثلاث الماضية، كشفت «اليونيسيف» عن وفاة 41 ألف طفل خلال العام قبل الماضي جراء إصابتهم بأمراض يمكن الوقاية منها، حيث شهدت كل 13 دقيقة وفاة طفل بتلك الأمراض.

عاملة صحية في عدن تضع علامة على أصبع طفلة تلقت اللقاح (الأمم المتحدة)

وحذرت «اليونيسيف» من أن اليمن يشهد عودة لأمراض كان يعتقد أنها صارت من الماضي، كشلل الأطفال، الذي تزداد حالات الإصابة به في المناطق الشمالية (الخاضعة للحوثيين)، مع تراجعها في المحافظات الجنوبية، حيث سيطرة الحكومة الشرعية، مرجعة ذلك إلى حملات التطعيم التي تستهدف القضاء عليه جنوباً وتراجعها شمالاً، حيث يمثل أي طفل لم تشمله التطعيمات رقماً كبيراً لا يمكن الاستهانة به.

ولكي تكون اللقاحات منقذة؛ اشترطت المنظمة الأممية في تقريرها الصادر حديثاً بعنوان «اللقاحات تنقذ حياة الأطفال وتحمي اقتصاد اليمن»، أن تصل اللقاحات إلى كل طفل في كل مكان.

وذكرت «اليونيسيف» أن الوضع الصحي للأطفال في اليمن يستدعي بذل جهود مكثفة للارتقاء بها إلى مستويات أفضل، منوهة بأنه حان الأوان لتغيير القصة التي وصفتها بالمأساوية، لضمان حصول كل طفل في اليمن على اللقاحات أينما وجد، وما يتطلبه ذلك من دعم نظام الرعاية الصحية، وتوفير الموارد اللازمة للوصول إلى المناطق النائية.

وبعد ما يقارب العقد ونصف العقد من إعلان خلو اليمن من مرض شلل الأطفال، عاود الفيروس انتشاره في شمال البلاد، نتيجة سياسات الجماعة الحوثية المناهضة للقاحات.

عوائد اقتصادية للقاحات

يوفر إعطاء اللقاحات للوقاية من الأمراض كثيراً من النفقات المباشرة التي تتكلفها الأسرة، بنحو 16 ضعفاً لتكلفة التطعيم، بالإضافة إلى أن كل دولار ينفق على التطعيم، يحقق عائداً على الاستثمار قدره 20 دولاراً في البلدان ذات الدخل المنخفض طبقاً لتقرير «اليونيسيف».

تراجع كبير في تقديم اللقاحات للأطفال اليمنيين بسبب الحرب والدعاية الحوثية (غيتي)

ولا يتلقى جرعات التطعيم الكاملة سوى أقل من 30 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 3 سنوات، الأمر الذي ينذر بانتشار الأوبئة.

وأورد التقرير أن معدلات التطعيم ضد الحصبة، وشلل الأطفال، واللقاح الثلاثي للدفتيريا، والكزاز، والسعال الديكي 41 في المائة، و46 في المائة، و55 في المائة على التوالي، وهي أرقام بعيدة كل البعد عن المستوى المطلوب لضمان تحقيق المناعة الجماعية، وحماية صحة الأطفال.

ومن الأسباب التي ساقها التقرير لعودة انتشار أمراض جرت السيطرة عليها من قبل، صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، والتردد بشأن اللقاحات، والنزاع.

ووصف التقرير ضعف التغطية بالتطعيم بالأمر المقلق، ففي العام الماضي أصيب 137 طفلاً دون سن الخامسة بمرض الحصبة شديد العدوى، بعد أن حُرموا من الحصول على أي جرعة تطعيم نهائياً، بما في ذلك التطعيمات الروتينية، في حين أفقد شلل الأطفال أحلام 227 طفلاً بجعلهم يفقدون قدرتهم على اللعب والاستكشاف بحرية بسبب الشلل الذي لا يمكن علاجه.

عاملة صحية في عدن برفقة زوجها خلال حملات التطعيم الميدانية (الأمم المتحدة)

وشهد العام الماضي الإبلاغ عن 51 ألف حالة يشتبه إصابتها بالحصبة، و8679 حالة بالسعال الديكي، توفي منهم 11، ووفاة 122 طفلاً بالدفتيريا من أصل 2055 حالة مشتبهاً بإصابتها، ما يعني أن 7 من كل 100 طفل مريض توفوا بسبب هذا المرض، بينما جرى الإبلاغ عن 271 حالة مصابة بشلل الأطفال حتى نهاية العام، منها 240 حالة، أي بنسبة 88.5 في المائة في المحافظات الشمالية.

وبلغت نسبة الأطفال الذين تلقوا كامل جرعات التطعيم ممن تتراوح أعمارهم ما بين عام وعامين، 49.9 في المائة في المناطق الحضرية، و33.7 في المائة في المناطق الريفية، بإجمالي 38.3 في المائة، في حين بلغت نسبة الأطفال الذين تلقوا كامل التطعيمات ممن تتراوح أعمارهم بين عامين و3 أعوام، 36.6 في المناطق الحضرية، و26.5 في المناطق الريفية، بإجمالي 29.5 في المائة.

وأدت ممارسات الجماعة الحوثية إلى انهيار النظام الصحي قبل أن تتجه إلى انتهاج الدعاية المضادة للقاحات، وتبني خطاب ينعت التطعيمات بالمؤامرة الغربية.

ضرورة التوعية

تمكنت كثير من دول العالم من كبح انتشار الأمراض مثل الحصبة والسعال الديكي بفضل ارتفاع معدلات التطعيم؛ إلا أن مستويات تغطية التحصين في اليمن لا تزال متأخرة ودون المستوى المطلوب، بسبب تدني معدلات تطعيم الأطفال الصغار بشكل مقلق وفق «اليونيسيف»، ما يستدعي بذل جهود مكثفة للارتقاء بها إلى مستويات أفضل.

ومن جهتها، نبهت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها بعنوان «القضاء على شلل الأطفال في اليمن خطوة بخطوة» إلى عدم إغفال أهمية تثقيف المجتمعات حول أهمية وسلامة اللقاحات، وأهمية ألا يفقد أي طفل حياته بسبب مرض يمكن الوقاية منه بسهولة.

طفل يمني يتلقى لقاحاً ضد الكوليرا ضمن الحملات الميدانية للتطعيم (غيتي)

ووفقاً للمنظمة فإنه و«في سياقات النزاع والمجتمعات الضعيفة، مثل اليمن، يمكن أن يكون الأطفال أكثر عرضة للخطر بشكل خاص، وبإصابة طفل واحد بشلل الأطفال، يصبح جميع الأطفال غير المطعمين عرضة للإصابة بالمرض».

وجاء في التقرير أن طفلاً من كل 4 أطفال في اليمن لا يمكنه الحصول على جميع اللقاحات الموصى بها في جدول التحصين الوطني الروتيني، بينما لم يتلق 17 في المائة من أطفال اليمن أي جرعة من اللقاح.

وفسر التقرير تدهور الوضع الصحي للأطفال في اليمن بـ«انخفاض معدلات التحصين، وازدياد تردد الآباء والأمهات في تلقيح أطفالهم»، إلى جانب آثار النزاع، وتراجع الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تركت كثيراً من الأطفال في اليمن عُرضة للإصابة بالمرض.

وفي مواجهة هذا الوضع الكارثي الذي سردت المنظمتان الأمميتان بعض أرقامه ووقائعه، تحذّر الحكومة اليمنية باستمرار، من مواصلة الجماعة الحوثية سياستها في منع اللقاحات والدعاية المضادة لها، وما يتسبب به ذلك من تفشٍّ للأوبئة والفيروسات في عموم البلاد والدول المجاورة، وتدعوان المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط الكافية للسماح بالتطعيمات، ووقف التحذير منها.