غانتس قد يتراجع عن تراخيص بناء لقرية فلسطينية

بسبب موقعها القريب من مستوطنات جنوب بيت لحم

خربة "بيت زكريا" جنوب بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة
خربة "بيت زكريا" جنوب بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة
TT

غانتس قد يتراجع عن تراخيص بناء لقرية فلسطينية

خربة "بيت زكريا" جنوب بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة
خربة "بيت زكريا" جنوب بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة

تواجه قرية فلسطينية صغيرة احتمال إلغاء إسرائيل تصاريح بناء، منحتها في وقت قريب لأهل القرية التي تقع في المنطقة «ج» الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
وقالت هيئة البثّ الرسمية «كان» إن وزير الجيش الإسرائيلي بني غانتس، يدرس فعلاً إلغاء تصريح البناء الذي منحه مؤخراً للفلسطينيين في خربة «بيت زكريا»، الواقعة جنوب بيت لحم والقريبة من مجمع «غوش عتصيون» الاستيطاني الضخم. ونقلت القناة عن مصادر في حزب «كاحول لافان» الذي يتزعمه غانتس، إنه يفكر بالفعل في إلغاء رخصة البناء الممنوحة للفلسطينيين هناك، بسبب موقع المشروع، وبسبب أن موافقته يمكن أن تخلق أزمة ائتلافية حادة داخل الحكومة.
وجاءت التقديرات على خلفية زيارة قام بها غانتس قبل أيام قليلة إلى مجمع «غوش عتصيون» التقى خلالها بمسؤولين في المستوطنات، لفهم اعتراضهم الشديد على منحه تصاريح البناء في القرية الصغيرة.
وقالت القناة إن غانتس قام بجوله قرب الخربة التي يمنع فيها البناء منذ فترة طويلة، وأبلغ مضيفيه بعد ذلك أنه فهم بالفعل أن هذه مسألة معقدة وحساسة. وخربة «بيت زكريا» أو «خلة سكاريا»، تقع في قلب مجمّع مستوطنات «غوش عتصيون» وتتكوّن من عدة تجمعات سكنية تقطعت أوصالها بفعل مجموعة المستوطنات الكثيرة في المنطقة، مثل «كفار عتصيون، وألون شيفوت، ومجدال عوز، ونافي دانيا، وجبعوت، وبيت عاين، وروش تسوريم، وبيتار عيليت، وأفرات، وغيرها».
وذهب غانتس إلى غوش عتصيون بعد اعتراض شديد على قرارات البناء تقدم به حزب «يمينا» الإسرائيلي، الشريك في الائتلاف الحكومي، ووزيرة الداخلية، أييليت شاكيد التي تنتمي له. وقالت شاكيد إنه لا يمكن الموافقة على بناء 50 وحدة سكنية للفلسطينيين في هذه المنطقة الحساسة. وأضافت أن «البناء في هذا المكان سيقطع تواصل المستوطنات».
وانضم حزب «تيكفا حداشا» لـ«يمينا»، وانتقد قرارات غانتس بالبناء هناك.
وقالت مصادر في الحزبين لـ«كان»، إنهم ينوون التصعيد في مرحلة لاحقة ضد قرارات غانتس. وكان غانتس قد وافق على مشروعات بناء فلسطينية في المنطقة «ج» في الضفة الغربية، ضمن توجه إسرائيلي لتعزيز وتقوية السلطة الفلسطينية. وتسمح خطة غانتس، ببقاء أو إقامة مئات المباني الفلسطينية في المنطقة التي تشكل نحو 60 في المائة من الضفة الغربية، ويشمل ذلك إقامة مشروعات اقتصادية في المنطقة، وليس فقط بناء المنازل.



اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
TT

اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)

كشف تقرير أممي حديث عن أن حالات الكوليرا في اليمن ارتفعت إلى نحو 219 ألف حالة منذ مطلع العام الحالي، أغلب هذه الحالات تم تسجيلها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في حين استفاد أكثر من مليون شخص من خدمات توفير مياه الشرب النظيفة وخدمات الصرف الصحي المقدمة من الأمم المتحدة.

وأظهر تقرير مشترك صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة وكتلة المياه والصرف الصحي في اليمن، أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 219 ألف حالة اشتباه بالإسهال المائي الحاد والكوليرا في معظم أنحاء البلاد خلال الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) وحتى 20 أكتوبر (تشرين الأول)، وكانت أغلب هذه الحالات في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتشكل ما نسبته أكثر من 80 في المائة من إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها.

الحوثيون يواصلون التكتم على أعداد المصابين بالكوليرا (إعلام محلي)

وطبقاً لهذه البيانات، احتلت محافظة حجة قائمة المحافظات اليمنية في معدل حالات الإصابة بالوباء، حيث سُجل فيها نحو 35 ألف حالة، تلتها محافظة الحديدة بنحو 24 ألف حالة، ثم محافظة عمران التي سجلت 19 ألف حالة إصابة، ومن بعدها محافظتا إب وذمار بنحو 16 ألف حالة في كل واحدة منهما.

كما سجلت محافظة تعز 15 ألف حالة إصابة مشتبه بها، والعاصمة المختطفة صنعاء ومحافظتا الضالع والبيضاء بواقع 14 ألف إصابة في كل واحدة منها، في حين سجلت محافظة ريف صنعاء أكثر من 12 ألف إصابة، وسجلت محافظة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين 11 ألف إصابة، ومثل هذا العدد سُجل في محافظة المحويت الواقعة إلى الغرب من صنعاء، في حين سجلت بقية المحافظات 5 آلاف حالة.

وأظهر التقرير المشترك أن شركاء العمل الإنساني، وضمن جهود الاستجابة المشتركة لمواجهة تفشي وباء الكوليرا، تمكّنوا من الوصول إلى أكثر من مليون شخص بخدمات توفير المياه النظيفة والصرف الصحي ومستلزمات النظافة في 141 منطقة و128 موقعاً للنزوح الداخلي، منذ بداية العام.

شريان حياة

في تقرير آخر، أكد مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع أن الأحداث المناخية المتطرفة في اليمن خلقت عواقب مدمرة على المجتمعات الحضرية والريفية على حد سواء، وأن الطرق المقاومة للمناخ أصبحت شريان حياة للسكان، الذين يعانون بالفعل أزمة إنسانية مدمرة، حيث أدى مناخ البلاد شبه الجاف، إلى جانب الأحداث المناخية المتطرفة، إلى تفاقم نقاط الضعف القائمة.

وبيَّن المكتب أن تطوير البنية الأساسية المستدامة والمقاومة للمناخ والتي يمكنها تحمل الصدمات والضغوط المستقبلية بات أمراً ضرورياً لمعالجة الاحتياجات الهائلة للمجتمعات في جميع أنحاء البلاد.

الفيضانات ضاعفت معاناة سكان الريف في اليمن ودمَّرت طرقات وممتلكات (الأمم المتحدة)

وأوضح التقرير أنه من خلال مشروعين ممولين من قِبل مؤسسة التنمية الدولية التابعة للبنك الدولي، استجاب للتحديات الملحة المتمثلة في الأحداث المناخية المتطرفة المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ في كل من المناطق الريفية والحضرية.

وذكر أن كثيراً من اليمنيين الذين يعتمدون على الزراعة في معيشتهم ومصدر غذائهم، أصبحوا أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك ندرة المياه وأنماط هطول الأمطار غير المتوقعة وتآكل التربة، كما أن الفيضانات يمكن أن تقطع المجتمعات الريفية عن الخدمات الأساسية وتجعل من الصعب على المزارعين نقل منتجاتهم إلى الأسواق.

ولأن هذا المزيج، بحسب مكتب مشاريع الأمم المتحدة، أدى إلى انعدام الأمن الغذائي الشديد؛ فإن مكونات المشروع تستهدف إعادة تأهيل وتطوير 150 كيلومتراً من طرق الوصول الريفية، وبناء جسرين نموذجيين في مواقع استراتيجية ودعم صيانة 60 كيلومتراً من طرق الوصول إلى القرى و150 كيلومتراً من طرق الوصول الريفية من أجل ضمان الوصول الآمن والموثوق به إلى الأسواق والخدمات الاجتماعية والخدمات الأساسية للمجتمعات الريفية.

مشاريع الطرقات وفَّرت فرص عمل لعشرات الآلاف من اليمنيين (الأمم المتحدة)

ويركز المشروع على ترقية أسطح الطرق وتحسين الصرف واستخدام المواد الصديقة للمناخ، وإنشاء شبكة طرق يمكنها تحمُّل آثار تغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام تقنيات تثبيت المنحدرات لمنع التآكل وحماية الطرق من الانهيارات الأرضية؛ مما يعزز مرونة البنية الأساسية الريفية.

ولتعزيز الاستدامة بشكل أكبر؛ يؤكد المكتب الأممي أنه يتم تنفيذ الأعمال من قِبل أكثر من 40 شركة محلية، وأن التدريب في بناء القدرات ونقل المعرفة ساعد حتى الآن في إيجاد نحو 400 ألف فرصة عمل، بما في ذلك 39 ألف فرصة للنساء.