تتزايد الجهود الأميركية لتسليح وتدريب القوات العراقية مع توسع المهمة الأميركية في العراق لمحاربة تنظيم داعش. ويدرب المئات من المستشارين العسكريين الأميركيين في معسكر التاجي إلى الشمال من بغداد القوات العراقية على استخدام الأسلحة وتنسيق العمليات البرية مع الغارات الجوية لقوات التحالف.
والهدف من هذه التدريبات، كما يقول المسؤولون العسكريون الأميركيون، هو تلقين مختلف فرق الجيش العراقي كيفية موائمة العمليات العسكرية لمختلف الوحدات القتالية. ويقول الميجور راسل واغنر، وهو أحد الضباط الأميركيين المشرفين على مهام التدريب، وهو يشرح لوكالة «أسوشييتد برس» تمرينا: «ذلك القائد العراقي لديه سرية من جنود المشاة، كما لديه بعض العناصر المدرعة من الجيش العراقي، كما يمتلك مروحيتين عسكريتين، ولديه عناصر من سلاح المهندسين (للتخلص من الذخائر المتفجرة)، إنهم هنا يعملون جميعهم في تكامل حتى يمكن تجاوز تلك العقبات واستعادة البلدة التي أمامهم».
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أمر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بنشر 1500 عنصر من القوات الأميركية لتعزيز القوات العراقية، مما ضاعف عدد القوات الأميركية في العراق إلى أكثر من 3100 جندي.
وهناك 12 فريقا من المدربين العسكريين الأميركيين يعملون في العراق منذ أغسطس (آب) الماضي، وهم يتمركزون في مواقع العمليات المشتركة في بغداد وأربيل، فضلا عن بعض المحافظات الأخرى، من بينها محافظة الأنبار المشتعلة التي لا تزال تحت السيطرة الجزئية لتنظيم داعش منذ بدايات عام 2014.
ويقاتل الجيش العراقي - مدعوما بما يقرب من 20 ألفا من عناصر الميليشيات الشيعية - لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت، مسقط رأس صدام حسين، التي سقطت بيد المتطرفين العام الماضي، وهي إحدى أكبر العمليات العسكرية التي لا تشارك فيها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، إذ يقول المسؤولون الأميركيون إنه لم يطلب منهم المشاركة فيها في حين لعب المستشارون العسكريون الإيرانيون دورا كبيرا في خطوط القتال الأمامية.
وإذا ما أخفقت القوات العراقية في صد هجمات «داعش» واستعادة مدينة تكريت، سيتعين على الرئيس أوباما إما تقبل الفشل والهزيمة في العراق أو إرسال قوات قتالية إلى العراق، وهو ما يرفضه بقوة كل المسؤولين الأميركيين والعراقيين على حد سواء.
ويقول الليفتنانت كولونيل جون شويمر من الفرقة الخامسة لفيلق الفرسان 73 «إن الجنود لديهم شغف شديد للتعلم حاليا، وقادتهم حريصون على ذلك أيضا. إنهم تواقون للتدريب هنا، ولتعلم المهارات التي يحتاجونها لمواجهة العدو».
كانت سيارات الإسعاف تتنقل ذهابا وإيابا في مركز قيادة عمليات صلاح الدين في جامعة تكريت لنقل الجنود العراقيين المصابين في الاشتباكات مع عناصر تنظيم داعش علما بأن عملية استعادة تكريت متوقفة منذ أكثر من أسبوع.
وانخرط كثير من الشبان المتطوعين في القتال إلى جانب الميليشيات الشيعية والمعروفة محليا باسم قوات «الحشد الشعبي» استجابة لنداء من المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني. لكن الولايات المتحدة لا تدرب هذه الميليشيات الشيعية التي تدعمها إيران. ورغم أن بعض عناصر الميليشيات الشيعية خدموا في السابق في الجيش العراقي، لكن الكثير منهم ليست لديهم سابق خبرة بالأعمال القتالية.
هناك كثير من الجثث الملقاة على الرصيف المجاور لمقر قيادة العمليات ويقال إن تلك الجثث هي لمقاتلي تنظيم داعش. ويقول كبار المسؤولين العراقيين إنها متروكة هناك لرفع الروح المعنوية للجنود وتذكيرهم بالانتصارات السابقة.
جثث متطرفين متروكة قرب مقر قيادة العمليات في تكريت لـ«رفع المعنويات»
مستشارون أميركيون يدربون جنودًا عراقيين: إنهم تواقون للتعلم
جثث متطرفين متروكة قرب مقر قيادة العمليات في تكريت لـ«رفع المعنويات»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة