القوات اليمنية تصد المتمردين الحوثيين المتجهين لعدن.. ومظاهرات تعز تدخل يومها الثالث

الاشتباكات تصل إلى محافظة البيضاء

القوات اليمنية تصد المتمردين الحوثيين المتجهين لعدن.. ومظاهرات تعز تدخل يومها الثالث
TT

القوات اليمنية تصد المتمردين الحوثيين المتجهين لعدن.. ومظاهرات تعز تدخل يومها الثالث

القوات اليمنية تصد المتمردين الحوثيين المتجهين لعدن.. ومظاهرات تعز تدخل يومها الثالث

قالت مصادر من اللجان الشعبية في الجنوب ومسؤول محلي، إن القوات النظامية اليمنية اشتبكت مع عشرات من المتمردين الحوثيين المتجهين الى مدينة عدن حيث مقر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وقال مسؤول محلي لوكالة "رويترز" للأنباء إن "اللجان الشعبية الجنوبية ووحدات الجيش أحبطت فجر اليوم (الاثنين) محاولة تسلل الى عدن قامت بها قوافل مسلحة تقل متمردين حوثيين في منطقة الصبيحة بمحافظة لحج"، مشيرا الى منطقة قبلية تقع على بعد مائة كيلومتر تقريبا شمال عدن.
وفي محافظة تعز الواقعة جنوب صنعاء، انطلقت المظاهرات لليوم الثالث على التوالي اليوم، وتوجهت نحو معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً).
وأكد المتظاهرون استخدام العنف من قبل الحوثيين ضدهم ، وقالوا إن ذلك لن يثنيهم عن الاستمرار بالمطالبة بخروج الحوثيين، مشيرين إلى أن الشباب في تعز سيعلنون اليوم عن خطوات تصعيديه جديدة في حال لم تستجب تلك الجماعة لمطالبهم.
وتعد تعز بوابة للمحافظات الجنوبية من ضمنها محافظة عدن.
وكانت تعزيزات من عناصر القوات الخاصة، مدعومة بمسلحين تابعين للحوثيين، اتجهت الى تعز خلال اليومين الماضيين.
وفي محافظة البيضاء وسط البلاد، قتل 20 مسلحا حوثياً، وخمسة من مسلحي القبائل في اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين اليوم. وأفادت مصادر محلية بأن اشتباكات عنيفة استمرت لساعات واستخدمت فيها أسلحة متنوعة في مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء بين الطرفين، ما أدى إلى مقتل 20 مسلحاً حوثياً فيما قتل خمسة من مسلحي القبائل.
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت بين الطرفين في المديرية ذاتها ومديريات أخرى في المحافظة أسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين معظمهم من الحوثيين.
على صعيد متصل، بات مضيق باب المندب الاستراتيجي بين خليج عدن والبحر الاحمر حيث يمر قسم لا يستهان به من الملاحة الدولية، بمتناول المتمردين الحوثيين الذين يتقدمون في جنوب غربي اليمن.
ويقع المضيق الذي يفصل الجزيرة العربية عن افريقيا، على مقربة من مدينة تعز التي سيطر الحوثيون الاحد على مطارها ويسعون الى السيطرة عليها بشكل كامل. ويكفي بالنسبة للحوثيين ان يتقدموا قليلا نحو الغرب ليصبحوا على الساحل المطل على المضيق.
وافادت مصادر أمنية أمس ان تشكيلات من المسلحين الحوثيين كانت في طريقها الى ميناء المخاء، على بعد 80 كيلومترا غرب تعز، وهي مطلة بشكل مباشر على مضيق باب المندب. ويقع باب المندب على مسافة 150 كيلومترا غرب مدينة عدن.
وتسير الطريق بين عدن وباب المندب في خط مواز للشاطئ، ويغيب عنها اي وجود ملموس للقوات الحكومية بحسب مراقبين يمنيين.
من جانبه، أكد مجلس الأمن أمس دعمه للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مع الدعوة الى "عدم التدخل في شؤون اليمن".



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».