قائد الجيش اللبناني: مطمئنون لقدرتنا على مواجهة «داعش».. ونتحسب لكل الاحتمالات

قال إن الهبة السعودية بالسلاح الفرنسي «أقلعت»

قائد الجيش اللبناني: مطمئنون لقدرتنا على مواجهة «داعش».. ونتحسب لكل الاحتمالات
TT

قائد الجيش اللبناني: مطمئنون لقدرتنا على مواجهة «داعش».. ونتحسب لكل الاحتمالات

قائد الجيش اللبناني: مطمئنون لقدرتنا على مواجهة «داعش».. ونتحسب لكل الاحتمالات

قال القائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي إن المؤسسة العسكرية متحسبة لكل الاحتمالات بعد ذوبان الثلج عن السلسلة الشرقية، لافتا إلى أن الهبة السعودية بالسلاح الفرنسي «أقلعت» كما أن باقي هبات المملكة تسير على الطريق الصحيح.
جاء كلام قهوجي أثناء استقباله وفدا من نقابة الصحافة اللبنانية، وفي سياقه ذكر أنّه لا يريد الفراغ الرئاسي لكنّه في الوقت عينه غير مسؤول عنه وعن سياسة البلاد: «وما أقوم به هو واجبي، فالجيش منتشر على الحدود وفي كل لبنان ويجب أن نكون موحدين وأن يقربنا الخوف أكثر من بعضنا لا أن يفرقنا».
وأشار قهوجي إلى أن قيادة الجيش تضع أمامها كل الاحتمالات وتترقب كل شيء وتتخذ كل الاحتياطات: «فنحن الذين صمدنا أ4 سنوات حتى الآن، أخذنا العبرة من هذا الامتحان، لذلك نحن متحسبون لكل شيء، عمليات وهجمات، ولكن لن أعلن عن أي أمر لأن ذلك يدخل في نطاق سرية العمليات العسكرية ونجاحها ولا يجوز في أي حال أن ندع عدونا أو المسلحين الذين نحن في حرب ومواجهة معهم، أن يعرفوا خطتنا وتفكيرنا».
وأشار قهوجي إلى أن الهبة السعودية بالسلاح الفرنسي «أقلّعت»، لافتا إلى أن سبب التأخير بوصولها، هو التصنيع: «لأن الأسلحة المتفق عليها لم تكن مصنعة سلفا». وأوضح أن «هبة الخمسمائة مليون دولار السعودية في إطار هبة المليار التي قسمت إلى جزأين بين الجيش وسائر الأجهزة الأمنية، كما هبة الثلاثة مليارات، كلها تسير بالطريق الصحيح». وأضاف: «90 في المائة من احتياجات الجيش تأتي من الولايات المتحدة، وهي مساعدة عينية وليست مالية، فالأميركي يزودنا بالأسلحة الحديثة جدا جدا».
ولم يلمّح قهوجي إلى أي مستجدات في ملف العسكريين المختطفين منذ أغسطس (آب) الماضي، معتبرا أن «داعش جماعة كذابين، ولصوص يهمهم المال والسرقة والنساء، ولا علاقة لهم بالدين... هم مجموعة قتلة وخارجون عن القانون يسرقون وينهبون ويقتلون باسم الدين». وجزم بأن الجيش متماسك وبأنه لا انشقاقات في صفوفه على الإطلاق، لافتا إلى أن «عمليات الفرار، محصورة بثلاثة عسكريين كان الجيش قرر الاستغناء عن خدماتهم». وأضاف قهوجي: «الجيش صامد حيث هو ونجح فيما حقق، وكنا صامدين وما زلنا في منطقة بلغت فيها الحرارة 17 درجة تحت الصفر، وبقي الجيش ثابتا وهو سيبقى ثابتا باستمرار».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».