صِدام مقاطعي الانتخابات وخصومهم ينذر بخريطة عراقية جديدة

صورة لرئيس الوزراء العراقي من حسابه على «تويتر»
صورة لرئيس الوزراء العراقي من حسابه على «تويتر»
TT

صِدام مقاطعي الانتخابات وخصومهم ينذر بخريطة عراقية جديدة

صورة لرئيس الوزراء العراقي من حسابه على «تويتر»
صورة لرئيس الوزراء العراقي من حسابه على «تويتر»

يلتزم رجل الدين العراقي مقتدى الصدر الصمت، بينما يواجه ضغوطات هائلة من خصومه السياسيين بإصرارهم على إجراء الانتخابات في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، من دون تياره. وخلال اليومين الماضيين واصلت الكتل الشيعية اجتماعاتها لتجديد «إجماعها» على رفض التأجيل، بعضها شهد حضور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي بدا، بحسب مصادر عليمة، حريصاً على إظهار «جاهزية الحكومة» للاستحقاق الانتخابي، من دون الخوض في جدل التأجيل.
وأكد الكاظمي، أول من أمس (الثلاثاء)، أن حكومته «عازمة على إجراء الانتخابات في موعدها، بعد أن استكملت متطلباتها».
ومنذ أسبوع، تحاول القوى الشيعية، أبرزها «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، و«الفتح» بزعامة هادي العامري، إظهار حماسة شديدة لتثبيت موعد الاقتراع، فيما تراجعت وتيرة ما كان يوصف بـ«الحوار لإقناع» المقاطعين بالعدول عن قرارهم.
والحال؛ أن أغلب القوى التي كانت تواظب على إدامة الحوار مع الصدر، وغيره من المقاطعين، تراجعوا تحت ضغط الإجماع السياسي من الأحزاب الشيعية، بأن تجرى الانتخابات في موعدها.
ويبدو أن جهود الإقناع تحولت، أخيراً، إلى تحريض سياسي لخوض الانتخابات باستبعاد المقاطعين، وعلى رأسهم الصدر، واكتسحت رغبة قيادات مخضرمة في إثبات الوجود، المخاوف من تداعيات التمثيل السياسي المنقوص في البرلمان المقبل.
ويقول مصدر سياسي مطلع، إن «حزب الدعوة الإسلامية» و«منظمة بدر» و«تيار الحكمة»، ترى بدرجات متفاوتة أن الانتخابات المقبلة «فرصة متاحة» لبناء خريطة سياسية جديدة، بعدد أقل من المنافسين، يضمنون اتفاقات «سلسة» على توزيع السلطات. «طويت صفحة المقاطعين (...) لن نناقش خيارهم»، يضيف المصدر المطلع على حوارات قادة سياسيين منافسين للصدر، ويزعم أن الحوارات بدأت بالفعل لرسم ملامح المرحلة المقبلة.
وقال رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، في مقابلة متلفزة، إن «الانتخابات ستنجح بمن يشارك فيها، ومقاطعة البعض لن تطعن في شرعيتها».
وبينما يحافظ الصدر على «صمته»، يمرر مقربون منه رسائل مضادة للخصوم، بدت أكثر ارتياحاً للاستمرار في المقاطعة، وبغض النظر عن جميع التنبؤات السياسية بعودة «التيار» خلال شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، فإن أجواءه تتداول فرضيات مختلفة لحالة ما بعد الانتخابات. ويقول المصدر إن «الصدر التقى خلال الأسابيع الماضية مفاوضين من أحزاب مختلفة لإقناعه بالعودة، لكن جميع تلك اللقاءات فشلت في تحقيق أهدافها، وخيار العودة بات مستبعداً أكثر الآن».
ويحاول المصدر، وهو سياسي دائم الاتصال بالصدر، رسم الخريطة السياسية بعد الانتخابات، في حال عدم مشاركة «التيار»، ذلك أن الفائزين سيعانون لتحقيق النصاب التشريعي لتسمية رئيسي البرلمان والجمهورية، وستدخل الكتل الممثلة في البرلمان الجديد في متاهة التوقيتات الدستورية.
أبرز ما يفترضه المقرب من الصدر، هو اندلاع حركة احتجاج واسعة مناهضة للحكومة الجديدة في حال النجاح في تشكيلها، ستحظى بمشاركة الذين قاطعوا الانتخابات.
وتعكس مواقف المقاطعين والمشاركين بلوغ الانقسام السياسي مستويات غير مسبوقة، تنذر بتوازن قوى لن يكتمل دون تداعيات. يقول مستشاران سياسيان؛ سني وشيعي، إن «صناع القرار يتعاملون الآن مع احتمالات متحركة، لكن الميل الشديد لتغيير المعادلة يغطي على جهود احتواء التداعيات».



مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
TT

مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)

في أول زيارة لوزير خارجية مصر إلى السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، سلم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الذي استقبله في بورتسودان.

ونقل الوزير المصري، إلى البرهان «اعتزاز الرئيس السيسي بالعلاقات التاريخية والأخوية بين مصر والسودان، والعزم على بذل كل المساعي الممكنة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للسودان».

جلسة مباحثات مصرية - سودانية موسعة (الخارجية المصرية)

وأشار عبد العاطي، وفق بيان للخارجية المصرية، إلى أن «الزيارة تأتي للإعراب عن تضامن مُخلص مع السودان في هذا المنعطف التاريخي الخطير، وللوقوف بجانب دولة شقيقة في ظل الروابط العميقة والعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين».

كما أشار إلى «حرص مصر على الانخراط بفاعلية في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، بما يصون مصالحه وسيادته ووحدة أراضيه»، منوهاً بـ«جهود مصر لاستئناف السودان لأنشطته في الاتحاد الأفريقي».

وشهدت زيارة عبد العاطي لبورتسودان جلسة مشاورات رسمية بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني، علي يوسف الشريف بحضور وفدي البلدين، شدد الوزير المصري خلالها على «دعم بلاده الكامل للسودان قيادة وشعباً، وحرص مصر على بذل الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوداني».

وزير الخارجية السوداني يستقبل نظيره المصري (الخارجية المصرية)

واستعرض، وفق البيان، موقف مصر الداعي لـ«وقف فوري لإطلاق النار والإسراع من وتيرة نفاذ المساعدات الإنسانية، وأهمية التعاون مع مبادرات الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظمات الإغاثة الدولية لتسهيل نفاذ تلك المساعدات».

كما حرص الجانبان على تناول ملف الأمن المائي باستفاضة، في ظل «مواقف البلدين المتطابقة بعدّهما دولتي مصب علي نهر النيل»، واتفقا على «الاستمرار في التنسيق والتعاون الوثيق بشكل مشترك لحفظ وصون الأمن المائي المصري والسوداني».

تضمنت الزيارة، كما أشار البيان، لقاء عبد العاطي مع الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وأكد خلاله الوزير المصري «موقف بلاده الثابت القائم على دعم المؤسسات الوطنية السودانية واحترام وحدة وسلامة الأراضي السودانية».

كما عقد الوزير عبد العاطي لقاء مع ممثلي مجتمع الأعمال السوداني لتعزيز التعاون بين رجال الأعمال من البلدين واستكشاف فرص الاستثمار المشترك والاستفادة من الفرص الهائلة التي يتيحها الاقتصاد المصري، والعمل على مضاعفة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. كما التقى مع مجموعة من السياسيين وممثلي المجتمع المدني من السودان، فضلاً عن لقاء مع أعضاء الجالية المصرية في بورتسودان واستمع إلى شواغلهم ومداخلاتهم.

بدورها، نقلت السفارة السودانية في القاهرة، عن وزير الخارجية علي يوسف، تقديمه «الشكر للشقيقة مصر على وقفتھا الصلبة الداعمة للسودان»، في ظل «خوضه حرب الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتھا وداعميھا الإقليميين»، على حد وصف البيان.

ولفت البيان السوداني إلى أن الجانبين ناقشا «سبل تذليل المعوقات التي تواجه السودانيين المقيمين في مصر مؤقتاً بسبب الحرب، خاصة في الجوانب الھجرية والتعليمية»، واتفقا على «وضع معالجات عملية وناجعة لتلك القضايا في ضوء العلاقات الأزلية بين الشعبين الشقيقين».