لبنان يلجأ إلى الأمم المتحدة بعد استخدام إسرائيل أجواءه لضرب سوريا

صواريخ إسرائيلية فوق بيروت... وتعليق مسار طائرتين مدنيتين لعشر دقائق

TT

لبنان يلجأ إلى الأمم المتحدة بعد استخدام إسرائيل أجواءه لضرب سوريا

تقدم لبنان بشكوى إلى الأمم المتحدة بعد استخدام إسرائيل ليل الخميس - الجمعة الأجواء اللبنانية لضرب أهداف في سوريا، ودعا الأمم المتحدة إلى «ضرورة ردع إسرائيل عن القيام بهذه الخروق مجدداً واستعمال الأجواء اللبنانية لتنفيذ اعتداءاتها ضد الأراضي السورية».
وأعلنت السلطات السورية أمس، أن طائرات إسرائيلية أغارت ليل الخميس على مواقع في محيط مدينتي دمشق وحمص، مشيرة إلى أن دفاعاتها الجوية «تصدت لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها»، قائلة إن إسرائيل «نفّذت عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه جنوب شرقي بيروت».
وشوهدت في بيروت ومناطق لبنانية أخرى، صواريخ تحلق في الأجواء اللبنانية وتتجه نحو سوريا انطلاقاً من البحر، كما سُمع هدير طائرات حربية إسرائيلية حلقت على ارتفاعات منخفضة فوق بيروت وجبل لبنان، وصولاً إلى كسروان.
واضطرت طائرتان مدنيتان، إحداهما تابعة لشركة «طيران الشرق الأوسط» اللبنانية قادمةً من أبوظبي، وأخرى تابعة لشركة «بيغاسوس» التركية، للبقاء في المجالين الجوييين السوري والقبرصي لنحو عشر دقائق خلال الضربة الجوية، قبل أن تهبطا في لبنان.
وقال فادي الحسن، القائم بأعمال مدير عام الطيران المدني اللبناني، إن الطائرتين «كانتا فوق سوريا وقبرص»، موضحاً أن «برجي المراقبة في سوريا وقبرص طلبا من الطائرتين تغيير مسارهما بسبب القصف، لتعودا وتحطا بشكل طبيعي في مطار بيروت».
وأثار هذا الخرق الجوي المتكرر استنفاراً سياسياً لبنانياً، وتحركاً باتجاه الأمم المتحدة لتقديم شكوى ضد هذا الخرق.
وأبلغ الرئيس اللبناني ميشال عون المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، بأن اختراق الطائرات الإسرائيلية ليل الخميس للأجواء اللبنانية «انتهاك جديد للسيادة اللبنانية وللقرار 1701، ما يستوجب تحركاً سريعاً للأمم المتحدة لضمان عدم تكراره ووضع حد له».
وأدان رئيس مجلس النواب نبيه بري العدوان الجوي الإسرائيلي الذي استهدف سوريا انطلاقاً من الأجواء اللبنانية، قائلاً إن ما حصل هو «استباحة (إسرائيلية) لسيادة الأجواء اللبنانية، واستخدامها مجدداً منصة للعدوان على الشقيقة سوريا، مهدداً سلامة الطيران المدني (...) وهو عدوان موصوف على لبنان كما على سوريا».
ودعا بري المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل من أجل اتخاذ جميع الإجراءات لكبح جماح عدوانية الكيان الإسرائيلي تجاه لبنان والمنطقة.
واتخذ لبنان إجراءً عملياً بتقديم شكوى للأمم المتحدة. فقد طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، من وزيرة الخارجية زينة عكر، التي تشغل أيضاً منصب وزيرة الدفاع، الإيعاز لمندوبة لبنان في الأمم المتحدة بتقديم شكوى عاجلة ضد إسرائيل لانتهاكها السيادة اللبنانية وتعريض سلامة الطيران المدني للخطر، وحياة الركاب المدنيين، اللبنانيين والأجانب، للخطر بشكل مباشر.
وأدانت عكر الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق لبنان، التي «جرى خلالها إطلاق صواريخ من الأجواء اللبنانية بشكل فاضح، واستهداف مواقع في سوريا، وذلك على علوّ منخفض، ما أحدث حال هلع لدى المواطنين اللبنانيين، وشكّل تهديداً مباشراً وخطيراً لحركة الملاحة اللبنانية وسلامة الطيران المدني، لانتهاكها الأجواء المحاذية لمطار بيروت، وعلى تماسٍّ مباشر مع خط الطيران المدني».
وأكدت عكر أن «ذلك يشكّل أيضاً خرقاً فاضحاً للقرارات الدولية، وتهديداً للأمن والاستقرار والسلم في لبنان، وانتهاكاً للسيادة اللبنانية».
وأرسلت عكر، وهي وزيرة الخارجية بالوكالة، «شكوى عبر مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة السفيرة أمال مدللي، تتعلق بالخروق الإسرائيلية، كما دعت الأمم المتحدة إلى ضرورة ردع إسرائيل عن القيام بهذه الخروق مجدداً واستعمال الأجواء اللبنانية لتنفيذ اعتداءاتها ضد الأراضي السورية».
وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل الأجواء اللبنانية لتنفيذ ضربات في الداخل السوري، وعادةً ما يتقدم لبنان بشكاوى إلى الأمم المتحدة، كان آخرها في الشهر الماضي، حين استخدمت طائرات إسرائيلية الأجواء اللبنانية لتنفيذ ضربات في الداخل السوري، واعترضتها صواريخ دفاع جوي سورية، ما أدى إلى سقوط أحد الصواريخ في قرية لبنانية.
ويقول خبراء عسكريون إن الطائرات الإسرائيلية تستخدم الأجواء اللبنانية لتتجنب منظومات الدفاع الجوي السورية، وتقوم بإطلاق الصواريخ نحو أهدافها، وتعود أدراجها فوق الأراضي والمياه اللبنانية، محتمية بالتضاريس اللبنانية في أثناء عودتها إلى قواعدها.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.