كشفت دراسة أميركية جديدة أجراها باحثون في جامعة هارفارد العريقة أن ما يقرب من 20 في المائة من حالات الإصابة بفيروس «كورونا»، في ولايتي كاليفورنيا وواشنطن، كانت مرتبطة بحرائق الغابات التي حدثت في المنطقة.
ونقلت صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» الأميركي عن أستاذة الإحصاء الحيوي بالجامعة والمؤلفة المشاركة في الدراسة، فرانشيسكا دومينيتشي: «نرى بوضوح أن هذا مزيج خطير للغاية، بل هو أمر مرعب حقاً، لأننا لا نزال نشهد حرائق الغابات في جميع أنحاء العالم، وفي الوقت ذاته يحاصرنا فيروس (كوفيد - 19)».
وأثبتت دراسات مماثلة تناولت جودة الهواء وانتشار «كوفيد - 19» أن تلوث الهواء بمستويات عالية يمكن أن يساعد في تفاقم أعراض الفيروس. وأكد عدد من «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها»، أن دخان حرائق الغابات يمكن بالفعل أن يجعل الأفراد «أكثر عرضة للإصابة بأمراض الرئة، بما في ذلك فيروس (كورونا)».
في غضون ذلك، حذر علماء بريطانيون من ظهور متحور جديد لفيروس «كورونا» يستطيع مقاومة عمل اللقاحات الحالية، ما قد يعيد المعركة ضد الجائحة للوراء أكثر من عام.
وقالت «المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ»، وهي هيئة استشارية حكومة في المملكة المتحدة، إن ظهور متغير جديد يقاوم اللقاحات «احتمال واقعي»، بحسب ما نقلته صحيفة «الغارديان» البريطانية. وقال عضو المجموعة الاستشارية، البروفسور غراهام ميدلي، يجب على المخططين والعلماء أخذ هذا الاحتمال على محمل الجد لأن «أي متحور جديد سيكون قادراً على التغلب على المناعة المكتسبة». وتابع: «نأمل أن يكون التطور الفيروسي بطيئاً، بحيث تظهر متغيرات جديدة تكون مراوغة بشكل هامشي فقط، ولا تحقق قفزة كبيرة».
بدوره، قال الدكتور مارك باجولين، من فريق الاستجابة لـ«كوفيد - 19» في «إمبريال كوليدج»، إن «منع وصول المتغيرات المثيرة للقلق، التي تملك خاصية الهروب المناعي سيكون أمراً بالغ الأهمية، حيث يؤدي ذلك إلى موجات مستقبلية بحجم أكبر من الموجات التي حدثت حتى الآن». وأضاف أنه «من غير المرجح أن يتفادى مثل هذا الفيروس الجديد تماماً كل المناعة من العدوى أو اللقاحات السابقة»، ولكن يجب أن تبقى بعض المناعة على الأقل بالنسبة لأشد النتائج خطورة مثل الوفاة أو العلاج في المستشفى.
كما أكد إمكانية تحديث اللقاحات الحالية لتشمل السلالة الناشئة، لكن الأمر يستغرق شهوراً، وهذا يعني أننا قد نحتاج إلى إعادة فرض القيود إذا كان هناك خطر كبير على الصحة العامة، على حد قوله.
وفي حديث لصحيفة «وول ستريت جورنال»، قال نيخيل مينا المدير الطبي لوحدة العناية المركزة في مركز «يامس» الطبي، إن مرضى «كوفيد - 19» في الثلاثينات من عمرهم يصلون إلى مستشفى جامعة أركنساس للعلوم الطبية في ليتل روك أكثر من الموجات السابقة.
من جهته، قال طبيب الأمراض المعدية والمدير المشارك لـ«المركز العالمي للأمن الصحي» في المركز الطبي بجامعة نبراسكا، جيمس لولر، «هذا يعني أن دلتا سيئة حقاً».
يشار إلى أن «متحور دلتا» هو سلالة أكثر قابلية للعدوى وأكثر فتكاً، واكتشفت للمرة الأولى في الهند قبل التفشي الهائل الذي شهدته البلاد في أبريل (نيسان) الماضي، ثم انتشرت هذه السلالة في مختلف أرجاء العالم.
وتساهم اللقاحات في الحماية من المرض الشديد والوفاة، لكن فعاليتها ضد الإصابة بمتغير «دلتا» تقل نسبياً عن الفعالية التي سجلتها تلك اللقاحات مع السلالة الأولى للفيروس.
وتصنف «منظمة الصحة العالمية»، «دلتا»، بأنها سلالة موضع قلق، أي أنها أثبتت قدرتها على الانتشار على نحو متصاعد، والتسبب في عدد أكبر من الحالات المرضية الحادة، أو على تقليص فوائد اللقاحات ووسائل العلاج.
حرائق الغابات في أميركا زادت إصابات «كورونا» 20 %
خبراء بريطانيون يحذرون من إمكانية ظهور متحور جديد
حرائق الغابات في أميركا زادت إصابات «كورونا» 20 %
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة