«القائمة المشتركة» تعد شكوى دولية ضد ممارسات إسرائيل في الحرم الإبراهيمي

TT

«القائمة المشتركة» تعد شكوى دولية ضد ممارسات إسرائيل في الحرم الإبراهيمي

أعلن رؤساء «القائمة المشتركة» لفلسطينيي 48، أمس (الأحد)، أنهم يعدون لرفع شكوى في المؤسسات والمنظمات الدولية، ضد الممارسات الإسرائيلية في الحرم الإبراهيمي بالخليل.
وأكدوا أنهم بعد زيارتهم للحرم، شاهدوا بأم العين عمق الاعتداءات الإسرائيلية على الحقوق الفلسطينية وأبعاده الدينية والسياسية.
وقال رئيس «القائمة المشتركة»، أيمن عودة، إنه لا يوجد شك في أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقدم على عمليات لتغيير الطابع العربي والإسلامي والفلسطيني للحرم، وما يجري اليوم هناك هو تعميق للاحتلال وتكريس لعمليات الاستيطان والتهويد في قلب هذا الصرح.
وقال إن «هذه المخالفات تنضم لقرارات تكثيف الاستيطان في القدس المحتلة وسائر الأراضي الفلسطينية بشكل خطير».
كان عودة وغيره من رؤساء الأحزاب التي تؤلف «القائمة المشتركة»، قد وصلوا إلى الخليل في زيارة تضامن واطلاع. وشارك في الزيارة بالإضافة إليه، كل من النائبين أحمد الطيبي وأسامة السعدي، من «الحركة العربية للتغيير»، وسامي أبو شحادة من «التجمع الوطني». وقال عودة، ممثل «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة»، إن «زيارتنا تهدف لإيصال الرسالة سياسياً وبرلمانياً لكل المحافل في (الكنيست) والعالم».
وتجول الوفد، أول من أمس (السبت)، في البلدة القديمة من مدينة الخليل ومنطقة الحرم الإبراهيمي وبلدية الخليل، حيث استقبلهم كل من رئيس البلدية، تيسير أبو سنينة، وأعضاء البلدية ولجنة الأوقاف والغرفة التجارية، وأطلعوهم على مصادرة الأراضي في محيط المسجد الإبراهيمي وإغلاق محال تجارية في البلدة القديمة بالخليل والمناطق المحيطة بها، بقرار عسكري، وإغلاق محال بشكل جزئي، بسبب تضييق الاحتلال، ما أسفر عن خسائر فادحة للفلسطينيين، وجعل حياتهم شديدة الاختناق.
من جهته، قال أبو سنينة إن «الزيارة تؤكدُ وحدة الوطن والشعب في كل الأراضي الفلسطينية، وهذا الاهتمام وفضح ممارسات الاحتلال ليس جديداً على أعضاء (القائمة العربية المشتركة)»، مستذكراً مواقفهم ووقفاتهم النضالية في وجه الاحتلال في قضية الشيخ جراح، واقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى.
ولفت إلى أنّ الخليل بحاجة إلى هذا الالتفاف حول قضيتها، موضحاً أنّ الاحتلال بدأ فعلياً بتنفيذ مخططات التهويد على الأرض، من خلال أعمال التجريف في محيط الحرم تمهيداً لإقامة مصعد كهربائي للمستوطنين في أروقته.
وقال النائب الطيبي إنّ هذه الأرض برمتها وما عليها للشعب الفلسطيني، موضحاً أنّ هذه المرحلة تتطلب وقفة شعبية جادّة. وشدد على أنّ الحراك الشعبي من شأنه أن يعيد قضيتنا إلى جوهرها، وتحويل أنظار العالم أجمع إلى عدالة القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنّ الهدف من الزيارة هو الاطلاع عن كثب على انتهاكات الاحتلال، واستقاء المعلومات من مصادرها الحقيقية، لنقلها للمؤسسات الدولية وتجنيدها في مناصرة الشعب الفلسطيني في حقوقه العادلة.
وقال النائب أبو شحادة إنه «يجب فضح هذه الممارسات دولياً فهي مخالفة للقانون الدولي، وتمسّ بالمسجد الإبراهيمي الذي اعتبرته (اليونيسكو) مكاناً أثرياً يجب الحفاظ عليه». وحذر رئيس «وحدة العلاقات الدولية والإعلام» في «هيئة مقاومة الجدار والاستيطان»، يونس عرار، من خطورة المرحلة التي يمر بها الحرم الإبراهيمي، في ظل محاولات الاحتلال فرض سيطرته عليه، عبر إقامة نقاط التفتيش الإلكترونية على مداخل الحرم والمناطق المغلقة في البلدة القديمة، والمحاولات المتكررة لمنع الأذان.
واعتبر عرار، في تصريح إذاعي، أمس، أن الموافقة على إقامة المصعد الكهربائي بمساحة 395 متراً مربعاً، هي جزء من عملية التهويد المستمرة التي تهدف للاستيلاء الكامل على الحرم الإبراهيمي. وقال إن عدد المحلات التجارية المغلقة بلغ نحو 600 في المنطقة المغلقة في البلدة القديمة من شارع الشهداء وتل ارميدة، وصولاً للحرم الإبراهيمي، إلى جانب أكثر من 1500 محل تجاري مغلق بالكامل منذ الانتفاضة الثانية، ويمنع أصحابها من فتحها.



نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.