تنفّس المركز الطبي في الجامعة الأميركية الصعداء جزئياً، بعدما كان خطر الإغلاق القصري يتربّص به غداً (الاثنين) نتيجة انقطاع المازوت. كارثة حقيقية كانت على وشك الوقع نتيجة عدم تسليم المركز الطبي المادة ابتداءً من صباح غد (الاثنين)، مهددة حياة مئات المرضى. ما حتّم على المركز إلى رفع الصوت وإصدار بيان استغاثة للتحرك قبل فوات الأوان.
وأكد مدير المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، جوزيف عتيق، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، اليوم (الأحد)، أن مخزون المازوت الذي تلقاه المركز يمكّنه من الصمود حتى الخميس أو الجمعة على أبعد تقدير.
وتتفاقم أزمة المحروقات في لبنان مع بدء نفاد مادة المازوت من الخزّانات في معظم المناطق اللبنانية، وتضيّق الخناق على كلّ القطاعات الحيويّة. خصوصاً القطاع الصحي إذ بات انقطاع المازوت يشكل خطراً على أرواح كثير من المرضى داخل المستشفيات؛ خصوصاً المرضى الذين يعيشون على أجهزة التنفس الاصطناعي، ومرضى غسيل الكلى والسرطان.
وقال عتيق: «شهدنا صباح السبت صعوبة في تأمين مادة المازوت الأساسية في توليد الكهرباء، التي تحل مكان التيار الكهربائي، الذي لا تؤمنه الدولة اللبنانية، فوجدنا أنفسنا في خطر لأن مخزوننا من المازوت يكفينا فقط لظهر يوم الاثنين المقبل، الأمر الذي دفعنا إلى توجيه نداء عاجل للحفاظ على أرواح المرضى».
وأضاف: «بعدما أطلقنا النداءات حصلت تحركات من قبل الدولة اللبنانية ومصرف لبنان والشركات المستوردة للنفط، كما تدخلت منظمة الصحة العالمية واليونيسف، وسلمونا مادة المازوت أمس (السبت) واليوم (الأحد)، لكننا نتأمل أن يتسلم المركز حاجته من المازوت يومياً، كما وعدته الجهات المعنية».
وإذ أوضح أن إدارة المركز الطبي «كانت قد طلبت هذه الكميات من المازوت منذ مدة، لكنها تأخرت، وكانت نوعاً ما محجوزة»، أشار إلى أن «مخزون الاحتياطي في مركز الجامعة الأميركية يكفي عادة 10 أيام، لكن منذ وقوع الأزمة صرفنا المخزون الاحتياطي واليوم طلبنا منهم تجديده وتسليمنا يومياً المصروف اليومي».
وحذّر عتيّق من أن «أي تأخر يُدخل المركز الطبي في مرحلة الخطر الفعلي على مرضانا»، موضحاً أن «المستشفى يضم كثيراً من المرضى الذين يحتاجون إلى التنفس الاصطناعي، منهم أطفال، لدينا مرضى في حالة الخطر، الموضوع لا يحتمل المناكفات السياسية، وتجب معالجته بمسؤولية».
عتيّق شدد على أن «الحل الذي أعطي اليوم للمستشفى هو آني وظرفي»، معتبراً أننا «اليوم أوقفنا النزيف، لكن لم نعالج المرض حتى الآن وهذا ما يقلقنا».
وأكد مواصلة الضغط ورفع الصوت «بوجه المسؤولين الذين لا يتحملون مسؤولياتهم»، وحمّل المسؤولية لـ«السلطات الإجرائية والتنفيذية والقضائية»، وقال: «اليوم الناس بحالة خطر وما من سائل».
وأعلن أن «المستشفى أخذ قراراً بإبقاء أبوابه مفتوحة وعدم العودة إلى الوراء»، وقال: «رفعنا الصوت أمس، وإذا لم نصل لنتيجة فسنرفع الصوت أكثر... ناشدنا (الأمم المتحدة) وسنناشد أكثر ولن نقبل أن تتراجع الخدمات في الجامعة الأميركية، ولن نقبل أن يمنع اللبناني من الطبابة في الجامعة اللبنانية، كما أننا لن نساوم على مكانة المستشفى كمركز طبي في الشرق الأوسط».
وختم بالقول: «المستشفى تأسس بعد مجازر 1860. مرّ عليه الحكم العثماني والحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، والحرب اللبنانية وحصار بيروت، ولم توقف خدماته، واليوم أيضاً ستواصل تقديم هذه الخدمات».
وكان المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت قد قال في بيان ظهر أمس (السبت) إنه «يواجه كارثة وشيكة قد تسبب الإغلاق القسري، اعتباراً من صباح الاثنين نتيجة نفاد الوقود، ما يعني أن أجهزة التنفس الاصطناعي وغيرها من الأجهزة الطبية المنقذة للحياة ستتوقف عن العمل، مشيراً إلى أنه سيتوفى على الفور 40 مريضاً بالغاً و15 طفلاً يعيشون على أجهزة التنفس».
مستشفى الجامعة الأميركية ينجو من الإقفال أسبوعاً آخر
عتيّق لـ«الشرق الأوسط»: الحل آني وظرفي... أوقفنا النزيف لكننا لم نعالج المرض
مستشفى الجامعة الأميركية ينجو من الإقفال أسبوعاً آخر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة