رئيس الوزاء اللبناني المكلف: المهمة الأساسية تنفيذ المبادرة الفرنسية

رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي (د.ب.أ)
رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي (د.ب.أ)
TT

رئيس الوزاء اللبناني المكلف: المهمة الأساسية تنفيذ المبادرة الفرنسية

رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي (د.ب.أ)
رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي (د.ب.أ)

أعلن رئيس الوزاء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي أن مهمة حكومته الأساسية هي تنفيذ المبادرة الفرنسية.
وقال ميقاتي بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون: «أبلغني فخامة الرئيس نتيجة الاستشارات النيابية الإلزامية وتكليفي بتشكيل الحكومة الجديدة»، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وأكد ميقاتي أنه «بالتعاون مع فخامة الرئيس نستطيع تشكيل الحكومة التي من مهامها الأولية تنفيذ المبادرة الفرنسية والتي هي لمصلحة لبنان ولمصلحة الاقتصاد اللبناني».
وتابع رئيس الحكومة المكلف قائلاً: «أنا اليوم خطوت هذه الخطوة لتخفيف تمديد الحريق وإخماد الحريق لا يتم إلا بتعاون كل اللبنانيين، أعلم أن الخطوة صعبة ولكني مطمئن ومنذ فترة أدرس الموضوع، ولو لم يكن لدي الضمانات الخارجية المطلوبة لما كنت أقدمت على الأمر».
وأضاف: «ضروري في الخطوات الدستورية أن تكون لدي ثقة من النواب ولكن ما أطلبه هو ثقة الشعب والناس وثقة كل شاب وشابة وحدي ليس لدي عصا سحرية ونحن في حالة صعبة جداً».
ولفت ميقاتي إلى أن مهمته «صعبة ولكنها سوف تنجح لو تضافرت جهود الجميع بدون مناكفات أو مهاترات ومن لديه أي حل فليتفضل». وشكر رئيس الحكومة المكلف رئيس الجمهورية «والنواب الذين سموه، وأعرب عن تمنيه» التعاون مع من لم يسمه لإيجاد الحلول المطلوبة».
من جهة ثانية، أعلنت الأمانة العامة لمجلس النواب موعد استشارات تأليف الحكومة غداً الثلاثاء في المجلس النيابي.
وكان عون قد التقى بعد ظهر اليوم ميقاتي بعد انتهاء الاستشارات النيابية وأبلغه تكليفه بتشكيل الحكومة بعد تسميته من 72 نائباً من أصل 118.
وأعلنت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية في بيان أن عون استدعى ميقاتي لتكليفه بتشكيل الحكومة، بعد حصوله على 72 صوتاً مقابل 42 لا تسمية وصوت واحد لنواف سلام وغياب 3 نواب.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.