الحمض النووي يحسم جدلاً قديماً حول نوع فراشة منقرضة

فراشة «زيرسيس» الزرقاء المنقرضة
فراشة «زيرسيس» الزرقاء المنقرضة
TT

الحمض النووي يحسم جدلاً قديماً حول نوع فراشة منقرضة

فراشة «زيرسيس» الزرقاء المنقرضة
فراشة «زيرسيس» الزرقاء المنقرضة

شوهدت فراشة «زيرسيس» الزرقاء آخر مرة ترفرف بجناحيها المتقزح اللون في سان فرنسيسكو بأميركا في أوائل الأربعينات، وتصنَّف الآن على أنها منقرضة، وهي أول أنواع الحشرات الأميركية التي دمّرها التطور الحضري، وظل هناك سؤال قديم حول ما إذا كانت هذه الفراشة بالفعل نوعاً أصلياً، أم مجرد مجموعة فرعية من فراشة شائعة أخرى.
وخلال دراسة جديدة نُشرت أمس، في دورية «بيولوجي ليترز»، حلل الباحثون الحمض النووي لعينة من فراشة «زيرسيس» تبلغ من العمر 93 عاماً في مجموعات متحف «فيلد للتاريخ الطبيعي»، ووجدوا أن الحمض النووي الخاص بها فريد بما يكفي لتعد هذه الفراشة نوعاً قائماً بذاته.
ويقول كوري مورو، مدير مجموعات الحشرات في جامعة كورنيل والباحث الرئيس في الدراسة بتقرير نشره الموقع الرسمي لمتحف «فيلد للتاريخ الطبيعي» بالتزامن مع نشر الدراسة: «تتمتع أنواع الفراشات المنتشرة ذات اللون الأزرق الفضي بالكثير من سمات فراشة (زيرسيس) المنقرضة، ومن خلال توافر عينات متعددة من الفراشة المنقرضة في مجموعات متحف (فيلد للتاريخ الطبيعي)، استخدمنا قدرات المتحف المتوفرة في معمل (بريتزكر) للحمض النووي ومركز (غرينغر) للمعلومات الحيوية الذي لديه القدرة على تسلسل وتحليل كثير من الحمض النووي، وذلك للإجابة عن السؤال القديم حول نوع الفراشة».
ويوضح مورو كيفية استعادة الحمض النووي، إذ أُخذ جزء من بطن إحدى الفراشات المخزّنة في مجموعات الحشرات بمتحف «فيلد»، وأُرسلت العينة إلى مختبر «بريتزكر» للحمض النووي في متحف «فيلد»، حيث عولجت الأنسجة بمواد كيماوية لعزل الحمض النووي المتبقي.
والحمض النووي جزيء مستقر جداً، ويمكن أن يستمر لفترة طويلة بعد موت الخلايا المخزنة فيه، ومن خلال مقارنة ما، عُزلت فراشة «زيرسيس» الزرقاء المنقرضة، مع الحمض النووي للفراشة الزرقاء الفضية الأكثر انتشاراً، وجدوا أن الحمض النووي للفراشة المنقرضة كان مختلفاً، مما يعني أنه كان نوعاً منفصلاً.
ويضيف مورو أن «نتائج الدراسة لها آثار واسعة النطاق، إذ تعد فراشة (زيرسيس) الزرقاء الأكثر شهرة، لأنها الحشرة الأولى في أميركا الشمالية التي نعرف أن البشر تسبب في انقراضها».


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية بالقاهرة، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق في هذه الصورة التي قدمتها جامعة برمنغهام اليوم 2 يناير 2025 يجري العمل على اكتشاف 5 مسارات كانت تشكل جزءاً من «طريق الديناصورات» بمحجر مزرعة ديوارز بأوكسفوردشير بإنجلترا (أ.ب)

علماء يعثرون على آثار أقدام ديناصورات في إنجلترا

اكتشف باحثون مئات من آثار أقدام الديناصورات التي يعود تاريخها إلى منتصف العصر الجوراسي في محجر بأوكسفوردشير بجنوب إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأثر ثلاثي الأصبع (جامعة برمنغهام)

من هنا مرَّت الديناصورات...

اكتشف عامل محاجر بريطاني أكبر موقع لآثار الديناصورات في البلاد، وذلك في محجر بمقاطعة أكسفوردشاير، جنوب شرقي إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون ثلاث قطع أثرية من موقع الدُّور في أم القيوين

قطع أثرية يونانية من موقع الدُّور

يحتل موقع الدُّور مكانة بارزة في سلسلة المواقع الأثرية التي كشفت عنها أعمال التنقيب المتواصلة في دولة الإمارات العربية

محمود الزيباوي

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.