شركة فرنسية تعيد تدوير الحبوب المخزّنة في مرفأ بيروت

ما بقي من صوامع القمح في مرفأ بيروت (أ.ب)
ما بقي من صوامع القمح في مرفأ بيروت (أ.ب)
TT

شركة فرنسية تعيد تدوير الحبوب المخزّنة في مرفأ بيروت

ما بقي من صوامع القمح في مرفأ بيروت (أ.ب)
ما بقي من صوامع القمح في مرفأ بيروت (أ.ب)

تعتزم شركة فرنسية خاصة إعادة تدوير أطنان من الحبوب المتروكة في اهراءات مرفأ بيروت منذ انفجار الرابع من أغسطس (آب) 2020 الذي تسبّب بتصدّع أجزاء من الصوامع، بهدف تحويلها الى سماد زراعي، وفق ما أعلن مسؤول في الشركة اليوم الثلاثاء.
وتبدأ شركة «ريسيغروب» بعد حصولها على تمويل من الحكومة الفرنسية بقيمة 1,3 مليون يورو، عملية إعادة التدوير خلال أسبوع بالتعاون مع شركة مونديس اللبنانية، في وقت ما زالت السلطات اللبنانية عاجزة عن التعامل مع مخلّفات الانفجار وتداعياته داخل المرفأ وخارجه.
وقال المؤسس المشارك للشركة الفرنسية كريستوف دوبوف لوكالة الصحافة الفرنسية من المرفأ: «نتوقع أن نجد كمية حبوب تتراوح بين 20 ألفًا وثلاثين ألف طن، ونعتقد أن بإمكاننا معالجتها خلال ثلاثة إلى أربعة أشهر».
قبل نحو عام، تسبّب انفجار داخل مرفأ بيروت عزته السلطات الى تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم في أحد العنابر من دون إجراءات وقاية، بمقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة اكثر من 6500 بجروح. كما أدى الى دمار أحياء عدّة في العاصمة وألحق أضراراً بالغة باهراءات القمح التي يبلغ ارتفاعها 48 متراً بسعة تخزين تتجاوز مئة ألف طن.
وبحسب المسؤول الفرنسي، فإن نصف كمية الحبوب الموجودة والتي اختلطت مع الركام والمعادن ستخضع لعملية فرز عبر غربال صناعي وُضع قرب الاهراءات، في عملية تهدف الى ايجاد حياة ثانية لها.
وتعتزم الشركة، وفق دوبوف، تحويل الحبوب الى سماد يمكن استخدامه مجدداً في الزراعة كتربة، او تستخدم كأرضية يمكن السير عليها في الحدائق أو كمواد عازلة.
ما زالت باحات المرفأ القريبة من موقع الانفجار أشبه بساحة حرب، بينما تنبعث روائح كريهة من الصوامع المتصدعة حيث تتداخل أكوام الحبوب الظاهرة للعيان مع الأنقاض. وقرب الرصيف الرقم 9، يمكن رؤية سفينتين غارقتين بسبب الانفجار المروّع.
ويواجه لبنان انهيارًا اقتصاديًا رجّح البنك الدولي أن يكون من بين ثلاث أشدّ أزمات في العالم منذ العام 1850. ولم تتمكن القوى السياسية المتناحرة من تأليف حكومة منذ 11 شهراً يشترط المجتمع الدولي قيامها بإصلاحات جذرية ليقدّم دعماً مالياً للبلاد.
ورغم إعلان لبنان سابقاً عن توجه لهدم الاهراءات الآيلة للسقوط، وتحذير تقرير نشرته شركة سويسرية في أبريل (نيسان) من أنّ الصوامع تميل بمعدل 2 ملم في اليوم، لم تُتخذ أي خطوة عملية بعد.
ودعا وزير شؤون التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريستر الثلاثاء من بيروت المسؤولين اللبنانيين الى تحمّل مسؤولياتهم، منتقداً التأخير الحاصل في ولادة حكومة تضع اصلاحات بنيوية قيد التنفيذ.
وقال خلال جولة في المرفأ: «في ما يتعلق بالمرفأ مثلاً، يجب إطلاق مناقصات حتى تتمكن محطة الحاويات من الاستفادة من أشغال كبرى»، لافتاً إلى أنّ «خمس رافعات فقط من إجمالي 16 قيد الخدمة حالياً».
وأعلن ريستر أنّ المرفأ استفاد من هبات بقيمة أربعة ملايين يورو قدمتها بلاده التي تقود ضغوطاً دولية على القادة السياسيين.
وغداة إعلان الاتحاد الأوروبي عن توجه لفرض عقوبات على مسؤولين سياسيين يعطلون تأليف الحكومة بحلول نهاية الشهر الحالي، تحدّث ريستر عن تجميد أصول سيكون بمثابة «جرس انذار بأنه لا يمكن الاستمرار على هذا النحو في لبنان».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.