مصر تودع جيهان السادات في جنازة عسكرية بحضور السيسي

دافعت عن حقوق المرأة... ولقبت بـ{أم الأبطال}

جانب من مراسم تشييع جيهان السادات (في الاطار) خلال جنازة عسكرية في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
جانب من مراسم تشييع جيهان السادات (في الاطار) خلال جنازة عسكرية في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

مصر تودع جيهان السادات في جنازة عسكرية بحضور السيسي

جانب من مراسم تشييع جيهان السادات (في الاطار) خلال جنازة عسكرية في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
جانب من مراسم تشييع جيهان السادات (في الاطار) خلال جنازة عسكرية في القاهرة أمس (أ.ف.ب)

في جنازة عسكرية بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ودعت مصر، أمس، جيهان السادات، قرينة الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، التي وافتها المنية في ساعة مبكرة من صباح أمس، عن عمر يناهز 88 عاماً، وأقيمت مراسم الجنازة أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بضاحية مدينة نصر شرق القاهرة، وهو نفس المكان الذي شهد استهداف زوجها قبل نحو 40 عاماً». وتقدم الرئيس السيسي وكبار المسؤولين في مصر جنازة جيهان السادات أمس. وقدم السيسي وقرينته واجب العزاء لأسرة الراحلة. ودفنت الراحلة بجوار قبر زوجها «بناءً على وصيتها»، بحسب تصريحات أنور عصمت السادات، ابن شقيق الرئيس الأسبق، الذي أوضح أن جيهان «عانت على مدار العامين الماضيين من مرض السرطان، وكانت تخضع للعلاج في أميركا، قبل أن تعود لاستكمال علاجها في مصر قبل أربعة شهور».
وبحسب اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي في مصر، فإن «هذه هي أول جنازة عسكرية تقام لزوجة رئيس في مصر، وهي تأتي تقديراً لزوجها (بطل الحرب والسلام)»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الراحلة لعبت دوراً كبيراً في الحياة السياسية والاجتماعية في مصر، وأنشأت جمعية (الوفاء والأمل) لاستقبال مصابي حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973».
ونعت الرئاسة المصرية، وعدد من المؤسسات الرسمية من بينها البرلمان والأزهر والأحزاب السياسية والفنانون والشخصيات العامة، الراحلة. وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، في بيان صحافي أمس، إن «جيهان السادات ساندت زوجها في ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخي في حرب أكتوبر المجيدة». وأصدر السيسي قراراً بمنح جيهان «وسام الكمال» مع إطلاق اسمها على محور الفردوس (أحد المحاور المرورية الجديدة التي يجري تنفيذها حالياً في العاصمة القاهرة)، بينما نعتها انتصار السيسي، قرينة الرئيس المصري، بتغريده قالت فيها إنها «نموذج للمرأة الوطنية». وقال المجلس القومي للمرأة إنها «سيدة عظيمة ساندت أسر الشهداء ومصابي العمليات العسكرية، حتى لقبت بـ(أم الأبطال)»، بينما قالت الكنيسة المصرية إنها «من أهم رائدات العمل الاجتماعي والتدريس الجامعي». ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ «سيدة مصر الأولى».
واتسمت جيهان «بالبساطة والتواضع وحسن الخلق»، بحسب الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، الذي كانت تربطه علاقة صداقة بالراحلة منذ سبعينيات القرن الماضي. وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «التقى بها أول مرة في السفارة المصرية في لندن عام 1972، وكان سكرتيراً ثالثاً في السفارة، وفوجئ بها تقول له حضرتك، دليلاً على تواضعها واحترامها للغير»، مضيفاً «كانت جيهان محبة لمصر والمصريين».
ووصفها الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار المصري الأسبق، بأنها «(سيدة القلوب) التي أعطت لمصر الكثير»، مشيراً إلى أنه «في السنوات الأخيرة عندما كانت السياحة في حالة تستدعي الدعاية لمصر خارجياً، وافقت جيهان السادات على المشاركة معه في الترويج لمصر، وكانت تستقبل المجموعات السياحية في بيتها».
ولدت جيهان صفوت رؤوف في 29 أغسطس (آب) 1933 لأب مصري وأم إنجليزية، والتحقت بمدرسة حكومية للفتيات، وتزوجت من أنور السادات في 29 مايو (أيار) عام 1949، وأنجبا ثلاث بنات وولداً. وتعتبر جيهان السادات أول سيدة أولى في مصر تخرج للحياة العامة، حيث سلكت طريقاً مختلفاً عن تحية عبد الناصر زوجة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، مستكملة العمل الذي بدأته عام 1967 عندما أنشأت جمعية تعاونية في قرية (تلا) بمحافظة المنوفية بدلتا مصر، للتدريب على الحرف اليدوية، وترأست جمعية الهلال الأحمر المصري خلال حرب عام 1973 وأنشأت عدداً من الجمعيات الخيرية، ودور الأيتام، وكانت السبب في إصدار مجموعة من القوانين الخاصة بالمرأة عام 1979، وتخصيص 30 مقعداً للنساء في البرلمان المصري.
ويؤكد الفقي أن «جيهان السادات بدأت دورها في خدمة المجتمع، وهي زوجة لنائب رئيس الدولة، حيث أنشأت جمعية لمواساة الجرحى في حرب الاستنزاف»، مشيراً إلى «دورها المؤثر كسيدة أولى في النهوض بالتعليم وحماية المرأة، وتعديل التشريعات الخاصة بها، إضافة إلى إنشائها جمعية الوفاء والأمل لرعاية أسر المحاربين القدامى». واستكملت جيهان تعليمها، وهي زوجة رئيس الدولة، وحصلت الراحلة على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة عام 1977، وماجستير في الأدب المقارن عام 1980، وكانت جيهان تجلس على بعد نحو 23 متراً من الرئيس السادات عند استهدافه يوم 6 أكتوبر (تشرين أول) عام 1981، وفي عام 1984 قبلت جيهان دعوة جامعة ساوث كارولينا للتدريس بها، ثم تركتها بعد عامين مع حصولها على الدكتوراه من جامعة القاهرة عام 1986، وعملت بهيئة التدريس في جامعة القاهرة، وأستاذاً زائراً بجامعة ريدفورد في فرجينيا، وفي عام 1993 انتقلت للعمل كأستاذ للدراسات الدولية في جامعة ميريلاند».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.