سجين فلسطيني مضرب عن الطعام يمتنع عن شرب الماء

TT

سجين فلسطيني مضرب عن الطعام يمتنع عن شرب الماء

قال نادي الأسير الفلسطيني، أمس (الأحد)، إن فلسطينياً يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الحادي والستين، على التوالي احتجاجاً على اعتقاله الإداري في
سجن إسرائيلي، قرر الامتناع عن شرب الماء.
وأضاف النادي في بيان نقلته (رويترز) أن «الغضنفر أبو عطوان يواجه وضعاً صحياً بالغ الخطورة في مشفى كابلن الإسرائيلي، ويتفاقم مع مرور الوقت، حيث إن كل ساعة تمر على إضرابه تُشكّل خطراً جديداً على حياته».
وتستخدم إسرائيل قانوناً بريطانياً قديماً يتيح لها اعتقال الفلسطينيين، دون محاكمة، لمدة تتراوح بين شهر وستة أشهر تكون قابلة للتجديد، بدعوى وجود ملف سري للمعتقل.
وأوضح النادي في بيانه أن أبو عطوان (28 عاماً) اعتقل في شهر أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، وتم تحويله إلى الاعتقال الإداري. وقال النادي: «أصدر الاحتلال بحقّه أمري اعتقال إداري مدة كل واحد منهما 6 شهور، وعليه شرع في إضرابه المفتوح عن الطعام في الخامس من مايو (أيار) الماضي، حيث كان يقبع في سجن ريمون».
وذكر النادي أن أبو عطوان نقل إلى المستشفى في إسرائيل في 14 الشهر الماضي بعد تدهور وضعه الصحي جراء مواصلته الإضراب عن الطعام. وقال إن المحكمة العليا الإسرائيلية، قررت في الرابع والعشرين من الشهر الماضي تجميد اعتقاله الإداري. وأضاف النادي أن تجميد الاعتقال الإداري «لا يعني إلغاءه، وعليه استمر أبو عطوان في إضرابه المفتوح عن الطعام... رفضت نيابة الاحتلال قبل عدة أيام طلباً تقدم به محاميه لنقله إلى مشفى فلسطيني».
ولم يصدر بيان بعد من مصلحة السجون الإسرائيلية رداً على بيان نادي الأسير الفلسطيني. وخاض عدد من المعتقلين الفلسطينيين خلال الأشهر والسنوات الماضية، إضرابات فردية احتجاجاً على اعتقالهم الإداري ونجح عدد منهم في تحديد مدة الاعتقال وعدم تجديدها عند انتهائها.
وتشير الإحصائيات الفلسطينية إلى أن هناك 5300 معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية، منهم أطفال ونساء، بينهم 520 موقوفاً إدارياً، وبعضهم تم تجديد الحبس الإداري له أكثر من مرة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.